تزداد معاناة أفريقيا جراء انتشار فيروس كورونا، وعدم القدرة على مواجهته. الأمر الذي يتطلب مزيدا من التكاتف من أجل توفير جرعات التطعيم. باعتبار أن الأمر وصل في القارة إلى أن يكون “مسألة حياة أو موت” بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الأسبوع الأخير من يوليو الماضي هو الذروة في تعداد الوفيات في الدول الإفريقية. الأمر الذي زاد من حجم المخاوف العالمية بشأن وضع القارة السمراء. خاصة بعد انتشار متحور دلتا وألفا وبيتا هناك أيضا.
وحثت المنظمة على ضرورة التكاتف من أجل توفير التطعيمات اللازمة لتمكين دولها من السيطرة على هذا الوضع. قبل أن تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد العالم أجمع بالعودة لنقطة الصفر مرة أخرى.
التطعيم المستهدف
أكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك تسع دول من بين كل 10 دول أفريقية. لن تتمكن من تحقيق التطعيم المستهدف في سبتمبر المقبل. والذي تأمل المنظمة في إعطاء اللقاح 10% من السكان .
واعتبرت المنظمة أن حصة أفريقيا حتى الآن من التطعيمات لم تتعد الـ 1% من 2.1 مليار جرعة يتم توزيعها عالميا، بعد حصولها على نحو 32 مليون جرعة.
ووفق ما كشفته منظمة الصحة العالمية. فقد تلقى نحو 2% فقط من سكان القارة التطعيمات الأولى حتى الآن. بما يعادل نحو 9.4 مليون مواطن من بين تعداد سكاني يقدر بنحو 1.3 مليار نسمة.
وأكدت المنظمة في تقريرها، أن عدد الإصابات يرتفع بشكل مقلق في أفريقيا. ما يعنى أن توفير الجرعات اللازمة لها يعتبر “مسألة حياة أو موت”، مضيفة أن أفريقيا بحاجة لنحو 225 مليون جرعة سريعاً.
دول أفريقية في مهب الريح الوبائية
أكثر من 5 ملايين مصاب بفيروس كورونا في أفريقيا. رقم يرتفع من وقت لآخر بمعدلات باتت مقلقة. واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن حالة الوباء تتجه نحو الصعود فيما يقرب من 10 دول أفريقية، وتسجل 4 منهم زيادة تقدر بنحو 30% في الأسبوع الأخير من يونيو الماضي.
ولفتت الصحة العالمية أن الحالات الجديدة جاءت في دول منها: “مصر وتونس وزامبيا وأوغندا”، ونصف الأرقام انحصرت في 9 دول تقع في الجنوب الأفريقي.
ووفق أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية فإن معدل الوفيات في أفريقيا وصل لذروته القياسية في في الأسبوع الأخير من يوليو، وقدرت بزيادة تقدر بنحو 2% مقارنة بالأسبوع السابق عليه، لافتة إلى أن زيادة الوفيات جاءت في نحو 15 دولة
مخاطر ومخاوف وذروة قياسية
بعد بلوغ الدول الأفريقية للذروة في معدل وفياتها، استشعرت منظمة الصحة العالمية خطورة الأمر. وأعلنت أن الأسابيع المقبلة تحتاج إلى زيادة في حجم فحص الفيروس والتعامل معه حتى لا ينتشر أكثر من ذلك. ويتفاقم الوضع لمرحلة قد لا يمكن السيطرة عليها أو تحجيمها.
واعتبر مدير برنامج منظمة الصحة العالمية للاستجابة لحالات الطوارئ في أفريقيا، ميشيل ياو. أن الوضع يحتاج لتكاتف وتدخل للتعامل معه قائلا: خلال الأيام الأربعة الماضية يمكننا أن نرى أن الأرقام تضاعفت بالفعل”، في إشارة منه على التطور المخيف والوتيرة المتصاعدة.
وأضاف ياو، أن استمرار الوضع على هذا النحو قد يجعل عدد من الدول الافريقية تشهد ذروة قياسية في معدل الإصابة والوفيات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، على غرار ما حدث في الصين وأوروبا.
ورغم أن الإصابات في أفريقيا أقل نسبيا مقارنة بالعالم إلا أن التطور السريع في الأعداد يجعلها بؤرة خطرة تحتاج للتعامل معها قبل انفجارها في وجه العالم وإعادته مرة أخرى لنقطة الصفر.
تونس وجنوب إفريقيا في صدارة الوفيات
وفق البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. فقد تصدرت كل من تونس وجنوب أفريقيا قائمة أعلى الوفيات. بعد بلوغ رقم قياسي مطلع أغسطس الجاري بنحو 55% من جملة الوفيات المقدرة بنحو 6400 حالة خلال هذا الأسبوع.
ورغم أن متوسط الوفيات الأفريقي يقدر بنحو 2.5% من عدد المصابين. إلا أن هناك ما يقرب من 12 دولة أبلغت أن معدل وفياتها ارتفع عن هذا الحد خلال شهر يوليو الماضي وسط توقعات بزيادة أكبر خلال أغسطس الجاري.
وارتفعت معدل الوفيات في أفريقيا لنحو 4% من إجمالي ما تم رصده حول العالم. بينما ارتفع معدل الإصابات بنحو 19% خلال آخر أسبوع من يوليو الماضي بما يعادل نحو 278 ألف حالة.
وكانت أفريقيا شهدت ذروة إصابتها بفيروس كورونا المتحول في أول يوليو الماضي برقم قياسي يقدر بنحو 286 ألف حالة. ويبلغ نصيب جنوب افريقيا من هذه الإصابات نحو 29%.
دعم مصر لأفريقيا في تخطي “الوباء”
منذ اللحظة الأولى. أعلنت مصر دعمها للدول الأفريقية في مواجهة الوباء. وسبق وأرسلت كمية كبيرة من المساعدات الطبية والأدوية اللازمة لعدد من الدول الأفريقية.
ومن المستهدف أن تعمل مصر على توفير اللقاح للدول الأفريقية. بعد إتمام تصنيعه محليا بالتعاون مع الصين بعد حصولها على الاحتياجات الأولية منه. كما أنها التزمت بالتعاون مع أفريقيا في تحديث النظم الصحية.
وعقدت مصر مع الدول الأفريقية عدد من الاتفاقيات ستضمن وتسهل إلى حد كبير وصول اللقاح. بعد إبداءهم الثقة في التصنيع المصري لـ”سينوفاك”.
لا تقع الدول الأفريقية في قبضة فيروس كورونا فحسب، ولكنها أيضا تعانى من وجود عدد من الأشكال الأخرى الأكثر خطورة منها على سبيل المثال متحور دلتا الذي انتشر في نحو 29 دولي إفريقية حتى الآن بمواصفاته الجديدة والمخيفة. التي تتسم بسرعة انتشار ما يجعل الوضع خطر إلى حد كبير. بينما تم الإعلان عن وجود متحور ألفا في نحو 39 دولة وبيتا في نحو 35 دولة أفريقية
يذكر أن بيان منظمة الصحة العالمية أكد أن الدول الأفريقية تلقت نحو 91 مليون جرعة حتى الآن من لقاحات كورونا. كما جرى تطعيم نحو 24 مليون شخص بما يعادل 1.7% فقط من السكان، بينما تحتاج القارة إلى 183 مليون جرعة إضافية حتى يمكنها تلقيح 10% من سكانها بحلول نهاية سبتمبر المقبل، وما يصل إلى 729 مليون جرعة لتطعيم 30% من سكان القارة بشكل كامل بنهاية العام الجاري..