فشلت جهود حزب المحافظين في تشكيل قائمة موحدة لخوض انتخابات مجلس النواب، بمشاركة أحزاب المعارضة المنضوية في الحركة المدنية الديمقراطية، في الوقت الذي آثر اللواء طارق المهدي، مؤسس التيار الوطني المصري، تشكيل قائمته الانتخابية بدون الحزب الذي يترأسه البرلماني أكمل قرطام.
وشهدت الأيام الأخيرة مفاوضات مكثفة في حزب المحافظين لتقريب وجهات النظر بين مؤسس التيار الوطني طارق المهدي، ورئيس مجلس أمناء حزب الاتحاد حسام بدراوي، وأحزاب الحركة المدنية الديمقراطية، في تشكيل 4 قوائم انتخابية لخوض انتخابات مجلس النواب التي فتح باب الترشح لها في 17 سبتمبر الجاري.
وبحسب مصدر حزبي، لم يبق في هذا التكوين إلا حزبا المحافظين والاتحاد، بعدما أبلغت أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية رجل الأعمال أكمل قرطام انسحابها بسبب عدم التوافق على طريقة تشكيل القائمة، كما تعثرت المفاوضات مع محافظ الإسكندرية السابق طارق المهدي بسبب الاعتراضات على وجوه حزبية لا تتماشى مع أهداف حزب المحافظين.
ولا يزال حزب المحافظين يحاول استكمال قوائمه الأربعة بمشاركة حزب الاتحاد الذي يمثله الأكاديمي البارز حسام بدراوي، إذ أكد مصدر أن القائمة أوشكت على الانتهاء في ظل ضيق الوقت بعد فتح باب الترشح بشكل رسمي لانتخابات مجلس النواب.
وكان “مصر 360” انفرد بنشر تفاصيل تكوين هذا الائتلاف، بعدما وجه الحزب الدعوة إلى الدكتور حسام بدراوي، رئيس مجلس أمناء حزب الاتحاد، وأمين عام الحزب الوطني خلال ثورة 25 يناير، للمشاركة في إعداد القائمة الانتخابية للحزب، في إطار خطة الحزب لجذب شخصيات عامة من المتخصصين في المجالات المختلفة ومن المثقفين الذين تجمعهم بمبادئ الحزب وتوجهاته الفكرية قواسم مشتركة، ولديهم في ذات الوقت الرغبة والقدرة على أداء الوظيفة البرلمانية وتحمل المسؤولية النيابية لإثراء الحياة السياسية وتطويرها.
انسحاب المعارضة
بات من المؤكد أن الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم حاليا 4 أحزاب هم “التحالف الشعبي الاشتراكي، الدستور، تيار الكرامة، العيش والحرية” لن تشارك بقائمة انتخابية موحدة في الانتخابات المقبلة، وذلك بعد تعثر تشكيل ائتلاف انتخابي يجمع المحافظين والتيار الوطني.
وقال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن الحركة المدنية استقرت بشكل نهائي على خوض الانتخابات البرلمانية على مقاعد الفردي فقط ودعم المستقلين والشخصيات العامة في الأحزاب القريبة من أفكارهم، بهدف تمثيل المعارضة داخل البرلمان المقبل وتكرار تجربة تحالف 25/30.
وأرجع الزاهد سبب تعثر الائتلاف الانتخابي مع المحافظين إلى رغبة الحركة المدنية الديمقراطية في أن تكون طرف أصيل ورموزها مؤثرين وفاعلين في إعداد القوائم الانتخابية وعدم الارتضاء بلعب دور ثانوي أو هامشي في تشكيل القائمة.
وذكر الزاهد أن الحركة ارتأت أن الأفضل لها في الوقت الحالي المشاركة على مقاعد الفردي ودعم الشخصيات المستقلة التي تبتنى المواقف الحركة المدنية بدلا من الدخول في تحالف لا يحظى برضا أغلبية أعضاء الأحزاب، كاشفا عن أن الحركة ستدفع بحوالي 20 مرشحا من أحزاب التحالف الشعبي والدستور وتيار الكرامة والعيش والحرية إلى جانب دعم آخرين مستقلين.
غضب حزبي
وكشف مصدر حزبي أن السبب الجوهري في فشل هذا الائتلاف هو وجود تحفظات على مشاركة شخصيات محسوبة على الحزب الوطني المنحل وأحزاب أخرى ليس لديها رصيد في الحياة السياسية، ما تسبب في اختلاف الرؤى ووجهات النظر خوفا من حدوث انشقاقات حزبية على خلفية هذا الائتلاف.
“نواجه غضب وانقسامات واعتراضات من قطاع من أعضاء أحزاب الحركة بسبب المشاركة في هذا المناخ المحيط والإقصائي الذي يقتل المنافسة الحزبية ولا يسمح بالتعددية” يعود مدحت الزاهد للحديث عن الأزمات التي تواجه قيادات المعارضة في الوقت الحالي.
ولا تزال قضية تحالف الأمل تلقى بظلالها على جميع النقاشات الحزبية بعدما أغلقت السلطة في باب من يمارسون السياسة، حيث ألقت قوات الأمن القبض على حسام مؤنس وزياد العليمي وهشام فؤاد أثناء اجتماعهم لبحث تشكيل قائمة انتخابية معارضة قبل عام من الآن.
وتابع الزاهد: “نجحنا في إقناع هيثم الحريري وأحمد طنطاوي بخوض الانتخابات المقبلة بسبب حملات التشوية التي تعرضوا لها في البرلمان الحالي، وسنسعى لدعم وجوه أخرى من المستقلين المحسوبين على التيار المعارض بهدف تعزيز أصواتنا في البرلمان”.
عبد العزيز الحسيني، نائب رئيس حزب الكرامة، توقع فشل الائتلاف مع المحافظين قبل تكوينه لاعتراضه على تركية وتوجهات حزب المحافظين ورئيسه أكمل قرطام، وذلك على الرغم من مشاركة هذا الحزب في مواقف مشتركة مع الحركة المدنية الديمقراطية طوال العامين الماضيين، وأبرزها الاحتجاج على اتفاقية تيران وصنافير والتصدي للتعديلات الدستورية التي جرت العام الماضي.
وأضاف الحسيني أن المعارضة تستبعد المشاركة في القوائم لأنها لا تناسب المواطن المصري، وتعد مخصصة لرجال الأعمال فقط وتكرس التمييز الطبقي بسبب إجراءاتها وميزانيتها الضخم، كما أن النظام الانتخابي لا يسمح بدخول فلاح أو عامل أو موظف حكومي، فهي “قائمة عمولة” لشخصيات بعينها وتهدر أصوات الناخبين.
وذكر القيادي بحزب الكرامة أن الأحزاب تواجهها مشكلة أكبر وهي عزوف الناس عن السياسة والانتخابات في السنوات الأخيرة، لذا خوض الانتخابات ليس سهلا على الأحزاب.
توقعات مسبقة بالفشل
وسبق أن توقع النائب البرلماني هيثم الحريري في حواره مع “مصر 360” قبل أيام قليلة بفشل قوائم المعارضة، إذ قال: “احتمال فوز القائمة المنافسة مستحيلة ونزولي على هذه القائمة يحكم بخسارتي، لذا أدعو لمن لديه الشعبية بالترشح في الفردي حتى يتمكن من المنافسة والنجاح كمستقل ثم ينضم إلى تحالف تحت القبة”.