تفيد الأنباء أن روسيا تخطط لعمليات شراء إجباري لطائرات غربية يسعى مؤجروها لاستعادتها من شركات الطيران الروسية. بينما تشير التقارير إلى أن هذا الشراء الإجباري سيتحول فعليًا إلى تأميم لهذه الطائرات.
وببساطة، يمكن لروسيا أن تستغل هذا الكارد في مقابل العقوبات الغربية المفروضة عليها لوقف حربها على أوكرانيا. وهي معضلة ناقشها الصحفي الاقتصادي الخبير بمنطقة البلقان ياكوف فابينجر، في مقال بموقع “سيمبل فلاينج Simple Flying” المتخصص بأخبار الطيران. فيما أجاب على سؤال: من الذي يمكنه ردع روسيا أو التفاهم معها في حال قررت فعلًا تأميم هذه الطائرات.
ماذا تمثل الطائرات الغربية لروسيا؟
تشكل الطائرات المنتجة في الغرب نسبة 72% من إجمالي الحركة الجوية الروسية. ووفق إدارة الطيران الفيدرالية الروسية، فإنه اعتبارًا من منتصف فبراير/شباط 2022، كانت أكبر شركات الطيران الروسية تستخدم 491 طائرة من إيرباص وبوينغ وإمبراير. وفي نهاية عام 2021، نقلت 80 مليون شخص. وهو ما يمثل 72% من إجمالي حركة الركاب لشركات الطيران الروسية.
وقد منحت بروكسل شركات تأجير الطائرات الغربية موعدًا نهائيًا في 28 مارس/آذار لإنهاء عقود الإيجار الحالية في روسيا. وذكر بيان صحفي صادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي نُشر في 25 فبراير/شباط تعقيبًا: “سيؤثر هذا الحظر على بيع جميع الطائرات وقطع الغيار والمعدات لشركات الطيران الروسية على أحد القطاعات الرئيسية للاقتصاد الروسي وعلى حركة النقل في البلاد، حيث تم بناء ثلاثة أرباع أسطول الطائرات الروسية الحالي في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا”.
وهو ما حذرت موسكو الغرب منه. وقالت إنها سترد إذا تم فرض عقوبات على صناعة الطيران الروسية.
هل تستطيع روسيا تأميم الطائرات الغربية؟
كانت تقارير بموقع FrequentFlyers.ru لفتت إلى أن مصدرًا في شركة إيروفلوت قد كشف عن خطة روسية لشراء الطائرات التي استأجرتها شركات الطيران الروسية من أخرى غربية بالقوة. وقد أشارت التقارير إلى إمكانية أن يرقى هذا الإجراء إلى مستوى التأميم. ذلك بالتذرع بأن موسكو لا تستطيع إعادة الطائرة بأي حال من الأحوال في ظل العقوبات المفروضة عليها.
هذا الوضع يشرحه “فابينجر”، فيقول إن هذه الطائرات يمكن نقلها عبر أوروبا إلى شركات التأجير الخاصة بها. وذلك على الرغم من حظر الاتحاد الأوروبي تحليق الطائرات الروسية في مجاله الجوي. لأنه بمجرد انتهاء عقد الإيجار، لن يتم اعتبار الطائرة روسية.
لكن، نظرًا لأن الطائرة لم تعد روسية، فإن هذا يعني أيضًا أنه لا يمكن نقلها من روسيا. لأنها تفرض في المقابل حظرًا على طائرات الاتحاد الأوروبي من التحليق في مجالها الجوي. وهو ما يعني استمرار شركات الطيران الروسية في تسيير طائراتها “مجانًا”. لأنه لن تكون هناك طريقة للمؤجرين لاستعادتها.
وأعلنت هيئة الطيران المدني الروسية، أواخر فبراير الماضي، أنها أغلقت مجالها الجوي أمام ناقلات من 36 دولة. واعتبرت اتخاذ القرار ردًا على الحظر الذي فرضته الدول الأوروبية على شركات الطيران أو الرحلات الجوية المسجلة في روسيا.
تشير التقارير أيضًا إلى أن شركات الطيران الروسية تراقب “بوينج” و”إيرباص” عن كثب. وأن الشركة المصنعة التي يُعتقد أنها أكثر صداقة لروسيا ستصبح الشركة المصنعة المفضلة في البلاد، بمجرد رفع العقوبات (إن وجدت).
كيف يمكن وقف العملية الروسية المتوقعة لتأميم الطائرات الغربية؟
يقول “فابينجر” إنه على الرغم من معضلة كيفية إعادة الطائرات، سيكون من الممكن التحايل على هذه المشكلة من خلال دولة لم تفرض عقوبات على روسيا. ويكون ذلك بنقل الطائرة من روسيا إلى دولة محايدة؛ تركيا على سبيل المثال. على أن يتم إنهاء اتفاقية الإيجار هناك، ومن ثم يمكن نقل الطائرة إلى المؤجر الأوروبي.
لكن هذا سيتطلب موافقة شركات الطيران الروسية على ذلك. وهنا تشير تقارير موقع FrequentFlyers.ru إلى أن هذا لن يحدث. وأنه بدلًا من ذلك، ستعمل شركات الطيران الروسية وفقًا لمبدأ “أنت في حاجة إليها – أنت تأخذها”.
وقد أظهر وباء كورونا أن روسيا لن تكون المتضررة من عقوبة حظر الطيران تلك. فشركات الطيران الروسية تتمتع بمساحة بلادها الشاسعة. الأمر الذي يمنحها جدول تشغيل زمني مزدحم برحلات محلية فقط. حتى أن شركة إيروفلوت، المعرضة بشدة للسوق الدولية، هي تدير جدولًا محليًا واسعًا. وقد سجلت في 4 مارس الماضي، 127 رحلة مغادرة من مطار شيريميتيفو في موسكو (SVO).