ناقش الممثل الخاص للولايات المتحدة للشؤون الفلسطينية، هادي عمرو، في إيجاز هاتفي مع عدد من الصحفيين، من بينهم محرر “مصر 360″، نظمه المكتب الإعلامي الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية في دبي، دوره الجديد كممثل خاصّ. حيث استعرض الجهود الأمريكية لتعزيز التواصل مع الشعب والقيادة الفلسطينية.
أشار عمرو، في بداية حديثه، إلى أن الإدارة الأمريكية استحدثت -لأول مرة- منصب الممثل لدى الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية. يقول: إن إنشاء هذا المنصب غير مسبوق. وهو يرفع -بدون شك- من شأن الملف الفلسطيني، ومدى انخراطنا فيه.
وأضاف: تتوافق هذه الخطوة تماما مع التزام إدارة بايدن بتعزيز مشاركة الولايات المتحدة مع الشعب الفلسطيني والقيادة، التي بدأناها منذ اليوم الأول، وحتى قبل تولي المنصب. وسأستمر في العمل من مكتب شؤون الشرق الأدنى هنا في واشنطن مع باربرا ليف وتحت إشرافها.
وتابع: أتوقع مع ذلك أن أقوم برحلات كثيرة إلى المنطقة. حيث سأعمل مع مكتبنا للشؤون الفلسطينية في القدس، ومع السفير توم نايدز في إسرائيل وفريقه، ومع السلطة الفلسطينية وحكومة إسرائيل، حول القضايا المتعلقة بالفلسطينيين.
اقرأ أيضا: مساعِدة الخارجية الأمريكية: ننتظر نتائج الحوار الوطني في مصر
المشاركة مع الفلسطينيين
خلال حديثه، أوضح عمرو أن في إنشاء إدارة بايدن لمنصب الممثل الخاص “تعزيزا لقدرتنا على إدارة التحديات في العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، الترويج لمصالح الفلسطينيين مع علاقتهم مع إسرائيل والشركاء الآخرين في المنطقة، الذين سأعمل معهم أيضا”.
وقال: أريد أن أؤكد هنا أن الرئيس بايدن لا يزال ملتزما تماما بحلّ الدولتين. وهو ما أوضحه في القدس في مايو/ أيار، حين قال إن الإدارة تدعم دولتين على حدود 1967، مع احتمال القيام بمبادلات متفق عليها. ولعلّ هذه هي الطريقة المثلى لتحقيق تدابير متساوية للأمن والازدهار والحرية والديمقراطية والعدالة للفلسطينيين، وكذلك الإسرائيليين.
وأضاف: صرّح الرئيس بايدن كذلك أن الشعب الفلسطيني يستحقّ دولة خاصة به تكون مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة ومجاورة. بالإضافة إلى أنه يستحق أن يعيش بأمن وسلام -جنبا إلى جنب مع الإسرائيليين- بينما يتمتع بإجراءات متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية.
وتابع: لا يمكنني حقّا أن أؤكد بما فيه الكفاية على هذا النهج. إن تدابير الحرية المتساوية والمقاييس المتساوية للكرامة والتدابير المتساوية للعدالة مهمة في حد ذاتها وضرورية كوسيلة للمضي قدما في حل الدولتين المتفاوض عليه.
في الوقت نفسه، أوضح الممثل الأمريكي الخاص للشعب الفلسطيني أن الولايات المتحدة “تظل ملتزمة بإعادة فتح قنصليتنا العامة في القدس. ما زلنا نعتقد أن إعادة فتح القنصلية سيضع الولايات المتحدة في أفضل وضع للتعامل مع الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم له. وسنواصل مناقشة هذه المسألة مع شركائنا الإسرائيليين والفلسطينيين”.
ولفت إلى أنه في الوقت عينه، هناك فريق أمريكي متخصص على الأرض يعملون في القدس، في مكتب الشؤون الفلسطينية “وهم يركزون كل يوم على المشاركة والتواصل مع الفلسطينيين”.
تدابير الثقة
تعقيبا على تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرئيس الروسي بأن الفلسطينيين لا يثقون بالولايات المتحدة. قال عمرو إن القيادة الفلسطينية “تعرف بشكل واضح جدا وجهات نظرنا بشأنها. ومع ذلك، فإنني أركز على المستقبل وبناء العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، والارتقاء بحياة الفلسطينيين لجعلهم أكثر مساواة مع حياة الإسرائيليين”.
وأضاف: سأشير فقط إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والفلسطينيين تعود إلى القرن التاسع عشر عندما افتتحنا أول بعثة دبلوماسية لنا في القدس. لذلك نحن نركز على المستقبل ورفع مستوى حياة الفلسطينيين العاديين.
وعاد ليؤكد أن الولايات المتحدة ملزمة بإعادة فتح قنصلية في القدس “ما زلنا نعتقد أن ذلك يمكن أن يكون وسيلة مهمة لبلدنا للتفاعل بشكل أعمق مع الشعب الفلسطيني، أشرت إلى أن لدينا الآن -وعلى الرغم من كل شيء- فريق متخصص حقا من الزملاء الذين يعملون في مكتبنا للشؤون الفلسطينية، وهو يركّز على التواصل والعمل مع الشعب والقيادة الفلسطينية. وسنواصل مناقشة الجدول الزمني لإعادة فتح قنصليتنا العامة مع شركائنا الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأوضح: نعمل وفقا لجدول زمني خاص بنا لتعزيز المصالح والأولويات القومية الطبيعية للولايات المتحدة، ويبدو أن هذا هو الوقت المناسب لنا لتعزيز الأمور. أعلم أنه في بعض الأحيان تقع الصحافة على بعض القصص وتبتكر بعضها الآخر، لكننا كنا نعمل وفقا للجدول الزمني الخاص بنا، وهو المناسب لنا.
اقرأ أيضا: جون كيري: قمة شرم الشيخ “مؤتمرا للتنفيذ” ونعمل مع مصر لإنجاحها
الحكومة الإسرائيلية الجديدة
بشأن التصعيد في الضفة الغربية، والذي يتوقع البعض تكثيفه أكثر بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية. أوضح الممثل الأمريكي أن الإدارة الأمريكية “تتابع عن كثب كل حادث يتم الإبلاغ عنه كل يوم”. لافتا إلى أن بلاده “تدرك تماما الخسائر المأساوية في الأرواح التي نشهدها في هذه المناطق”.
وأشار عمرو إلى أنه “فيما يتعلق بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، لن أتكهن بتكوينها وكيف ستكون أفعالها. ولكن، بينما سنبقى مشاركين، أريد حقا التأكيد في المقام الأول على أن الأمر متروك للأطراف على الأرض لاتخاذ الخطوات اللازمة لتهدئة الموقف. ومرة أخرى، سيظل تركيزنا على تدابير متساوية للأمن والحرية والعدالة، للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.
وأكد أن رئيس الولايات المتحدة ووزير الخارجية ما زالا يؤمنان بأن حل الدولتين هو أفضل طريقة للمضي قدمًا للإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق تطلعاتهم.
وأضاف: هما -يقصد بايدن ووزيره بلينكن- يعتقدان أيضًا أن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون، على قدم المساواة، تدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار والعدالة والكرامة.
وتابع: لذا فإن ما نركز عليه -في المدى القريب- هو رفع مستوى حياة الفلسطينيين وتحسينها. بينما نبحث في الوقت عينه عن طرق لاستعادة الأفق السياسي والعودة إلى حل الدولتين.
دعم اقتصادي
في معرض حديثه عن الدعم الاقتصادي للفلسطينيين. أشار الممثل الأمريكي للشعب والأراضي الفلسطينية إلى أن الولايات المتحدة هي الآن أكبر مانح للأونروا -وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين- في العالم.
قال: لقد قدمنا حوالي 680 مليون دولار للأونروا على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية. وسنظل ملتزمين بدعم تلك المنظمة ودعمها للفلسطينيين الأشد احتياجات.
وتابع: عندما تولت إدارة بايدن السلطة في أوائل عام 2021، استأنفنا بسرعة مساعدتنا الاقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة. تذهب الغالبية العظمى من هذه المساعدة إلى المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، حيث نسعى إلى رفع مستوى حياة الفلسطينيين العاديين وإثرائها. وقد واصلنا هذه المساعدة في العام الماضي، ونخطّط في العام المقبل -بالتعاون مع الكونجرس وبما يتفق مع قانون الولايات المتحدة- لتوسيع تلك المساعدة إلى ما يقرب من 220 مليون دولار.
وأشار إلى أنه قبل أسابيع، شارك في رام الله في أول حوار اقتصادي أمريكي-فلسطيني خاص منذ ست سنوات “حيث التقينا مع قادة في القطاع الخاص الفلسطيني، وتوصلت السلطة الفلسطينية إلى قائمة بالعديد من الطرق التي نخطط بها للعمل معا، على مدار العام المقبل، لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، والمساعدة في نمو الاقتصاد الفلسطيني.
وتابع: سوف نستمر في بناء علاقتنا مع السلطة الفلسطينية على المستوى الاقتصادي، وسنستمر أيضا في التواصل مع القيادة الفلسطينية للعمل على زيادة تهدئة الوضع على الأرض. كما أننا سنشترك مع السلطة الفلسطينية في الإصلاحات المهمة التي نؤمن بها، والتي نعتقد أنها مهمة لجعل المجتمع الفلسطيني أكثر حيوية وحرية. وسنستمر أيضًا في التواصل معهم على مستوى سياسي رفيع، حيث نأمل في إيجاد طرق لإحراز تقدم.
الانتخابات الفلسطينية
أوضح عمرو أن إدارة بايدن كانت واضحة دائماً بشأن الانتخابات الفلسطينية والدعاوى المختلفة لإجراءها. وأن الانتخابات هي قرار يتخذه الشعب والقيادة الفلسطينية.
وأضاف: إجراء الانتخابات قرارهم -يقصد الفلسطينيين- ولقد سررنا كثيرا برؤية الانتخابات المحلية التي أجريت في وقت سابق من هذا العام. ولكن مرة أخرى، تتطلب المبادئ الديمقراطية أن نقول إن قرار الانتخابات هو من شأن الشعب الفلسطيني.
وشدد في ختام حديثه على أن اتفاقيات إبراهيم “خلقت بالتأكيد بيئة مختلفة”، حيث غدت المزيد من الحكومات العربية أكثر انخراطًا عن كثب مع حكومة إسرائيل، وفق تعبيره.
وتابع: غير أنها بالتأكيد -ولقد كنا واضحين للغاية بشأن هذا- ليست بديلاً عن السعي لتحقيق السلام الإسرائيلي- الفلسطيني، وتحسين حياة الفلسطينيين. لذا، بينما مكّنت اتفاقيات إبراهيم الحكومات العربية من التواصل بشكل وثيق مع حكومة إسرائيل والتعبير عن آرائها، فهي ليست بأي حال من الأحوال بديلاً عن العمل المهم الذي يجب القيام به للنهوض بحياة الفلسطينيين ودفع عجلة السلام الإسرائيلي-الفلسطيني.