أول جريمة قتل في تاريخ البشرية كانت بين ابني آدم، قابيل وهابيل،  قتل الأول الثاني وهما أبناء نبي، كما غدر أبناء يعقوب النبي بشقيقهم “يوسف” وألقوه في غياهب الجب،  لكن ما سر اندهاش الجمهور بعد متابعته لبعض المواقف التي تناولت “غدر الأشقاء” في الأعمال الدرامية؟

sss

تاريخ إمبراطوريات وسلاطين العصور السابقة قامت على صراع الأشقاء، من أجل كرسي العرش وحكم الممالك، ورغم ذلك لاقى مسلسلا البرنس وخيانة عهد أبرز مسلسلات هذا الموسم، تفاعل الجمهور بشكل لافت خاصة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين دفعتهم الأحداث إلى الالتفاف حول الأبطال “المظلومين” وانتظار لحظة انتقام “رضوان” من أشقائه الذين قتلوا زوجته، وأضاعوا ابنته وسجنوه، والتي يجسدها الفنان محمد رمضان، أو انتقام “عهد” التي جسدت شخصيتها الفنانة يسرا بعد مقتل ابنها ضحية مؤامرة من صنع شقيقتها “فرح” التي جسدتها الفنانة حلا شيحة.

تفاعل غير مسبوق

“البرنس” و”خيانة عهد” سبقتهما أعمال في “كلاسيكيات الدراما” تناولت غدر أفراد البيت الواحد سواء أشقاء أو أبناء بين بعضهم البعض، بالمكائد أو الاستيلاء على الميراث، والتي وصلت للقتل أحيانا، منها الشهد والدموع، الليل وآخره، ليالي الحلمية، الطوفان، السبع وصايا، العطار والسبع بنات، وغيرها.

ورغم ذلك لم يتفاعل معها الجمهور بهذا الشكل، هل ذلك لوجود وسائل التواصل الاجتماعي التي مكنت من ظهور ردود الفعل، وأحيانًا التواصل مع أصحاب الأعمال الدرامية سواء من ممثلين أو مؤلفي ومخرجي العمل، أم بسبب الحظر والعزل المنزلي، الذي شكل حالة من الفراغ لدى الجمهور جعلت تفاعله مع المحتوى الدرامي أكبر من الأعوام السابقة؟

ذاكرة عير منتعشة

تقول الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، إن الجمهور ذاكرته ليست منتعشة، ويفاجأ بكل شيء رغم تكرار حدوثه، وكأنه أول مرة يتلقى هذه النوعية من الأعمال الدرامية، خاصة أن حوادث  “غدر الأشقاء والأبناء” من شرور بدء الخليقة.

الدراما تقوم دائما على صراع الخير والشر، وأهم الأساطير الدرامية كانت بين أناس قريبين من بعضهم البعض سواء أشقاء أو أصدقاء، وهذا ليس مفتعل أو من خيال المؤلفين، بحسب “خيرالله”، مستشهدة بقصة سيدنا يوسف التي وصفها الله في كتابه بالقرآن الكريم بأنها “أحسن القصص”، والتي تناولت جريمة أبناء نبي تجاه أخيهم وشروعهم في قتله.

تضيف خيرالله لـ”مصر 360″ “هذه هي طبيعة البشر فيها جذور الخير والشر، وأن التيمة الفنية المتعلقة بهذه النوعية عديدة وسابقة، والمفاجأة بها تتعلق بقصور فهم الجمهور”، معتبرة أن التفاعل الحالي حول بعض الأعمال الدرامية التي جسدت غدر الإخوة تتعلق بطبيعة صياغة العمل الفني ومدى قدرته على شد وجذب الجمهور، والحبكة وتتابع وتصاعد الأحداث، وليس في نوعية القصة نفسها لأنها ليست بجديدة، بحسب الناقدة الفنية.

اقرأ أيضا: 

خوفا من حرق النهايات و”كورونا”.. تصوير مسلسلات رمضان حتى نهاية الشهر

نساء أسامة أنور عكاشة (1).. عبقرية أخرجت المرأة المصرية من الهامش