نقل تقرير لصحيفة الجارديان/ The Guardian البريطانية. عن نشطاء أفارقة، قولهم إنهم “يكافحون” من أجل مشاركتهم فى محادثات الدورة السابعة والعشرية للاتفاقية الإطارية للمناخ -مؤتمر Cop27- والتي تعقدها الأمم المتحدة في مصر في نوفمبر/ تشرين الثاني المُقبل.
وذكرت الصحيفة أن المؤتمر، الذي أطلق عليه اسم”African Cop”، مُهدد بأن ينعقد “دون مشاركة بعض النشطاء الأفارقة في المفاوضات. كممثلين للمجتمعات التي سيلحق بها الجفاف والفيضانات أضرارا بالغة. خاصة أن المؤتمر سيناقش قرارات مصيرية بشأن تمويل مشروعات المناخ”. لافتة إلى أن “أفريقيا هي القارة الأكثر تضررا من انهيار المناخ”.
ويضيف التقرير الذي استطلع بعض أصوات نشطاء البيئة في القارة الإفريقية إن مصر -التي تتولى رئاسة مؤتمر Cop27- تفاخرت بأن مؤتمر شرم الشيخ يسير على الطريق الصحيح، ليكون أحد أكثر المؤتمرات مشاركة بتسجيل طلبات حضور 35000 شخص لكن في الواقع، فإن “التسجيل ليس اعتمادًا”.
يقول التقرير: الشارة -بطاقة التعريف في المؤتمر- بالغة الأهمية، فهي تتيح الوصول إلى الأحداث الرئيسية ومجالات التفاوض. حيث تتم مناقشة القرارات المتعلقة بتمويل المناخ والزراعة وندرة المياه والتنوع البيولوجي.
وحتى مع ذلك، لا يُسمح إلا لعدد قليل من ممثلي المجتمع المدني بالدخول إلى كل غرفة اجتماعات. دون ضمان مخاطبة مندوبي الدولة والمفاوضين.
اقرأ أيضا: ما الذي يمنع ملك بريطانيا من حضور قمة شرم الشيخ للمناخ؟
وأشار إلى ان “أولئك الذين حصلوا على شارات لا يزالون يواجهون تحديات متعددة. حيث يتطلب نظام التأشيرات من الأشخاص التقدم بطلب للحصول على موافقة مسبقة. مع عدم وجود استثناءات لمشاركي Cop27، وهي عملية قد تستغرق أسابيع”. ما يعوق فرص المشاركة خاصة مع نقص المعروض من الفنادق بأسعار معقولة.
ضعف المشاركة الأفريقية
هذا العام، لقي مئات الأشخاص حتفهم بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية، في نيجيريا وأوغندا. بينما يواجه ما يصل إلى 37 مليونًا المجاعة بعد أربع موجات جفاف متتالية في منطقة القرن الأفريقي الكبرى. وهي نفسها القارة التي ساهمت بشكل أقل في أزمة المناخ.
مع ذلك، حسب الجارديان، حصل ما يزيد قليلاً عن 20% من النشطاء الأفارقة على اعتماد رئاسة المؤتمر. وعدد قليل منهم لديه تمويل لتغطية النفقات، مثل السفر والإقامة والتأشيرات. وفقًا لتحالف مشكل من قادة المناخ الشبابي الأفارقي، والذي أجرى استطلاعا لمراجعة وضع النشطاء في المؤتمر. وتضم إفريقيا كثافة شبابية تقل عن 30 عامًا، وبين هؤلاء قادة مهتمين بقضايا المناخ لكنهم يواجهون ومع بقاء شهر قبل المؤتمر من نقص المعروض من الفنادق بأسعار معقولة.
يقول التقرير: “رغم الوصول إلى مئات المؤسسات غير الربحية، للمساعدة في تأمين الشارات المطلوبة لدخول الأشخاص إلى غرف التفاوض. لم يضمن ناشطًا شابًا واحدًا، من دول مثل مصر، وبوروندي، والكونغو، ومالي، وتنزانيا، والمغرب مكانًا حتى الآن في Cop27. بينما ضمنت تشاد وجنوب إفريقيا وبنين والصومال بعض المقاعد”.
قال جودنيس ديكسون، 29 عامًا، من أبوجا، نيجيريا. وهو الذي أجرى الاستطلاع: “لديّ صوت، أريد امتياز التحدث. على الرغم من تسمية مصر بـ”الشرطي الأفريقي”، إلا أننا نواجه تحديًا خطيرًا للغاية، ولن يتم تمثيل العديد من البلدان الأكثر تضررًا من أزمة المناخ”.
ووفق ديكسون، فإن المنظمات التي وعدت بشارات مؤتمر قادة الشباب تقول الآن إنها “لم تحصل على ما يكفي من الشارات للمشاركة”.
تجاهل إفريقيا
يلفت التقرير إلى أن 54 دولة في إفريقيا مجتمعة، تمثل 15% من سكان العالم، ولكنها تساهم بأقل من 4%من انبعاثات الاحتباس الحراري العالمية. على عكس 23% من الصين، و19% من الولايات المتحدة، و13% من الاتحاد الأوروبي.
مع هذا، أشارت جينيفر أولاشي أوشندو، مؤسسة منظمة الاستدامة النيجيرية. إلى أن كل شخص تواصلت معه لحضور مؤتمر شرم الشيخ المناخي قال لها إنه لم يعد هناك مساحة زمنية لاتمام اجراءات المشاركة “لقد دعيت للتحدث في ثلاث مناسبات مختلفة. وكلهم يقولون إنهم لا يملكون أي تمويل للسفر. لقد استسلمت لتفويت فرصة الحضور “.
وأضافت أوشندو، التي تدير أيضًا مشروعًا لدعم الأفارقة المهتمين بالمناخ : هذا هو الشرطي الأفريقي كما يقولون. ولكن يبدو أنه من السيء وصول صوتي واصوات تدافع عن العدالة المناخية. وتسألت هل حقا هناك مغزى من كل هذه المحادثات المتعددة فى مؤتمر المناخ أن لم يكن للمتضررين فرص للمشاركة ؟
وفي العام الماضي في Cop26 في جلاسكو باسكتلندا، كانت أوشيندو من بين عدد قليل من النشطاء الأفارقة الذين تمكنوا من الحضور. بسبب تحديات مماثلة، في الاعتماد والتمويل. وتطعيمات جائحة كورونا، التي كانت متاحة في ذلك الوقت لأقل من 5% من الناس في جميع أنحاء القارة الأفريقية.
هناك، تم تأجيل التعهدات الملموسة بشأن الخسائر والأضرار التي لحقت بالدول النامية. التي ساهمت بأقل قدر في الاحتباس الحراري، ولكنها الأكثر تضررًا منها، بناءً على طلب الدول الغنية الملوثة.
اقرأ أيضا: مصر تحذر بريطانيا من التراجع عن أجندة المناخ في Cop27
معوقات عديدة
تنقل الجارديان عن مانا عمر، 27 عامًا، وهي ناشطة في مجال العدالة المناخية في مقاطعة كاجيادو الكينية والتى تضرر فيها الرعاه من اثار الجفاف، تقول مانا تكافح من أجل تمويل الرحلة إلى شرم الشيخ. في وقت مصر بدعم 400 غرفة للشباب، وسط ضغوط من منظمات المجتمع المدني.
يقول أحد المشاركين، حصلت على شارتها من خلال هيئة الأمم المتحدة للمرأة. لكنها قالت: من الصعب جدًا الحصول على التمويل، وتكاليف الفندق مرتفعة للغاية. بينما أحتاج إلى تمثيل مجتمعي من أجل ابراز الضرر وتمويل اصلاحه “نحن في خط المواجهة لأزمة المناخ، ونواجه خطر الانقراض”.
وتضيف مانا، احدي المشاركات “تكاليف السفر والإقامة باهظة، مع عدم وجود عقوبات على التلاعب في الأسعار أو الإلغاء. مما يترك العديد من المنظمات غير الربحية، التي حجزت الغرف في وقت مبكر، تتدافع لإيجاد بدائل”.
وينقل التقرير عن داريني بارثاساراثي، رئيس الاتصالات العالمية لشبكة العمل المناخي، قوله: “اللوجستيات حواجز خطيرة”.
على عكس مانا، وبعد شهور من العمل الجاد ومئات الرسائل الإلكترونية، حصلت جريس كيمارو، 23 عامًا، مؤسسة مجموعة Foster Green في نيروبي، كينيا. على شارة وتمويل للوصول إلى شرم الشيخ.
تقول: لقد كان صراعًا، لكنني سأكون في Cop27 وسأبذل قصارى جهدي لسماع صوتي. يجب أن يكون النشطاء والمدافعون عن البيئة الأفارقة على الطاولة. وأن يؤخذوا على محمل الجد.
وتابعت: يجب إشراك الشباب لحماية المستقبل والكوكب. آمل أن يكون هذا هو العمل الشرطي عند تنفيذ التعهدات، وليس المزيد من الكلام الفارغ.