نالت قائمة جديدة من المحبوسين احتياطيًا حريتها، بعد قرار النيابة إخلاء سبيل 25 اسمًا، ضمن إجراءات إنهاء حبس المحالين على ذمم قضايا رأي ونشر، اتساقًا مع مبادرة العفو الرئاسي، التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، في 24 إبريل/نيسان الماضي. بينما صعّد الناشط السياسي المحبوس علاء عبد الفتاح من إضرابه عن الطعام، لليوم 138، مكتفيًا بتناول السوائل فقط. مهددًا بالدخول في إضراب كامل، حسبما أعلنت شقيقته سناء سيف، عقب آخر زيارة له. إذ قالت -عبر حسابها الشخصي بـ “فيسبوك” أنها تمكنت أخيرًا من رؤية أخيها، وأنه أصبح نحيل الجسد حد الجفاف. ذلك بعد أربعة أشهر ونصف الشهر من الإضراب عن الطعام.
سيد عبد اللاه
قائمة المفرج عنهم الجديدة ضمت الصحفي سيد عبد اللاه. وقد عمل مراسلًا لعدد من المواقع والصحف منها “البديل” و”الدستور” بمحافظة السويس، وقناة “أزهري” و”سي بي سي”.
وقد ألقي القبض على عبد اللاه على خلفية تغطيته لمظاهرات اندلعت بمحافظة السويس في 20 سبتمبر/ أيلول 2019. وذلك على خلفية دعوة أطلقها رجل الأعمال المقيم بإسبانيا، محمد علي.
اختفى عبد اللاه لثلاثة أيام، إلى أن ظهر بنيابة زينهم في منطقة السيدة زينب. حينها، وجهت نيابة أمن الدولة له اتهامات الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وأدرج على ذمة القضية رقم 1338 لسنة 2019 حصر نيابة أمن الدولة.
وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أصدرت محكمة جنايات الجيزة قرارًا باستبدال الحبس الاحتياطي لعبد اللاه بتدابير احترازية على ذمة التحقيقات. وتم ترحيله إلى قسم شرطة عتاقة بمحافظة السويس، لإنهاء الإجراءات. إلا أنه اختفى في 13 نوفمبر وأنكرت وزارة الداخلية معرفتها بمكانه. ما أثار مخاوف أسرته من تعرضه للتدوير وحبسه على ذمة قضية جديدة.
بعدها ظهر عبد اللاه بقسم عتاقة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. ذلك قبل أن يتم ترحيله صباح اليوم التالي لنيابة أمن الدولة متهمًا على ذمة قضية جديدة حملت رقم 1106 لسنة 2020 حصر نيابة أمن الدولة.
بيتر نشأت
ضمت القائمة أيضًا المحامي بيتر نشأت نعيم، من محافظة البحر الأحمر. وقد قضى فترة عقوبة بالحبس الاحتياطي لمدة سنة وثلاثة أشهر. ذلك على ذمة القضية رقم 65 لسنة 2021 حصر أمن الدولة العليا بسجن المزرعة بطرة. بعد أن وجهت إليه اتهامات نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية.
وألقي القبض علي نشأت في 1 إبريل/نيسان 2021، بعد مداهمة منزله في الساعة الثالثة فجرًا، من قبل أفراد يرتدون زيًا مدنيًا، قالوا أنهم تابعون لأحد الأجهزة السيادية، دون أن يظهروا إذن النيابة.
بعدها انقطعت إخباره لمدة يومين. ثم ظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا بمجمع محاكم القاهرة الجديدة. وخلال عرضه على النيابة ذكر أنه تعرض للتعذيب والصعق بالكهرباء. ذلك لإجباره على الاعتراف بالانتماء لجماعة الإخوان المحظورة، وأنه جاسوس دولي.
كانت آخر جلسة تجديد لبيتر نشأت يوم السبت الموافق 11 يونيو/حزيران 2022 تم تجديد حبسه فيها 45 يومًا.
ضمت القائمة كذلك:
محمود محمد محمود المخزنجي – خليل عبد الحميد خليل محمد – خالد محسن سليمان أيوب – محمود خليل السيد خليل – أحمد محمد خلف محمود – محمد شعبان محمود محمد – محمد يسري عبد العظيم سيد – بسيوني رمضان محمد علي – أمينة شعبان طلبة – أدهم حسن حسانين نافع – شادي شرف الدين عبد الحميد – مايسة عبد الفتاح عبد المجيد – عمرو جابر مكاوي مرشد – حسام جابر مكاوي مرشد – يحيى عبد التواب عاشور – عاشور صالح حسن محمد – أحمد عزت أحمد حسانين إبراهيم – أيمن علي السيد علي – محمد مجدي شكري عجمي – حسام الدين عيد محمد – عبد الرحمن عوض عبد السلام – طارق عزت أمين – مؤمن محمد ربيع عبد الفتاح.
قائمة أخرى في الطريق
وأعلن النائب البرلماني طارق الخولي العضو بلجنة العفو عبر حسابه الشخصي على تويتر، إن اللجنة تعكف على الإعداد لقائمة عفو جديدة.
كما أعلن عضو اللجنة النائب البرلماني محمد عبد العزيز، عن قائمة عفو جديدة، عبر حسابه الشخصي بفيس بوك. قال: “قائمة عفو جديدة تعلن عنها لجنة العفو الرئاسي قريبا.. إن شاء الله تستمر الأخبار المفرحة. لكن لم يحدد موعد الإفراج الجديد وأي تفاصيل عن القائمة المرتقبة”.
أبو عيطة: تقدمت بقائمة تضم 3000 محبوس احتياطيًا دون استجابة
وأعلن وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة عضو اللجنة، عن تقدمه منفردًا بقائمة تضم 3000 محبوس احتياطيًا من سجناء الرأي والسياسية. ذلك بخلاف الأسماء التي تقدم بها باقي أعضاء اللجنة. بينما أكد أنه حتى الآن لم يتم الرد على اللجنة بشأن أي إفراج جديد.
اقرأ أيضًا: مظاليم الحبس الاحتياطي.. من ينقذ المحرومين من الشهرة في عتمة السجن؟
وقال أبو عيطة، في تصريحات لــ”مصر 360″: “إن تعاطي أجهزة الأمن مع ملف القوائم المقدمة غير مبشر ولا ينم عن أنه سيكون هناك عملية إفراج قريبة”. موضحًا أن لجنة العفو لم تصلها تأكيدت بذلك. لكنهم مستمرون في إرسال البيانات الواردة من أهالي المحبوسين إلى جهات الأمن لمراجعتها.
وأعلن المحامي طارق العوضي العضو باللجنة، عبر بث مباشر على صفحته بـ “فيسبوك”، عن إرسال قائمة لرئاسة الجمهورية لدراستها، بإجمالي 1283 محبوسًا الأسبوع الماضي. وذلك على ذمة قضايا رأي.
وقال العوضي: “دعوت لحملة تحت (اسم الحرية للمجهولين) منذ أسبوع. وتلقيت في هذه الفترة 6839 بأسماء محبوسين تم استبعاد الأسماء المكررة، والسجناء الجنائيين، لعدم اختصاص لجنة العفو البت في شأنهم. ووصلت القائمة لـ 1283 محبوسًا، من بينهم 1004 سجناء محكوم عليه بأحكام نهائية، و279 محبوسًا احتياطيًا على ذمة قضايا”.
علاء عبد الفتاح.. تصعيد الإضراب طلبًا لحرية الغير
في منشورها بـ”فيسبوك”، تقول سناء سيف إن شقيقها علاء عبد الفتاح المحبوس حاليا قص شعره ولحيته، وتصعيد الإضراب، بتناول 100 سعر حراري من السوائل فقط. وإن “قراره بادرة قتال لجميع السجناء ستنطلق منه استعدادًا لتقديم عدة طلبات محددة للسلطات، تطالب بحقوق قرابة 60 ألف مصري على الأقل في السجون. من بينها الإفراج عن السجناء الذين تجاوزوا فترة الحبس القانوني”.
نقلت سناء عن شقيقها أن تهديده بالانتقال إلى إضراب كامل قريبًا “لأنه يائس من أي حل له شخصيًا”. لكنه مقتنع أن هناك مجالا للتفاوض على خروج آلاف غيره. “قال لي متزعليش مني بس أنا مش مقتنع إن في مجال للنجاة الفردية وبالتالي هي دي مطالبي”؛ تضيف سناء.
الإفراج عن كل المحتجزين داخل مقرات الأمن الوطني وكل من تخطوا مدة الحبس الاحتياطي 18 شهرًا بقضايا الجنح و24 شهرًا بقضايا الجنايات، هي مطالب علاء. بالإضافة إلى الإفراج عن كل من صدرت ضدهم أحكام بإجراءات تقاضي غير دستورية (وفقًا للدستور الجديد) كالحبس في قضايا النشر ومحاكم أمن دولة طوارئ. وكذلك العفو بعد قضاء ثلث المدة عن كل المحكوم عليهم في قضايا لا يوجد بها مجني عليه.
ويقضى علاء عبد الفتاح حكمًا مشددًا بالحبس خمس سنوات، مدانًا بنشر أخبار كاذبة، وكذا الانتماء إلى جماعة محظورة. وهو الحكم الذي أصدرته محكمة أمن الدولة طوارئ الاستثنائية التي لا يمكن الطعن على أحكامها.
وقضى “علاء” في الحبس الاحتياطي أكثر من عامين منذ معاودة القبض عليه في سبتمبر/أيلول 2019. ودخل في إضراب عن الطعام يوم 2 إبريل/نيسان الماضي. وذلك احتجاجًا على عدم منحه حقوقه المنصوص عليها بلائحة السجون كالتريض وإدخال الكتب والمجلات.
وهو مبرمج ومدون وناشط سياسي -41 عامًا- بدأ مشواره في 2004 عندما أطلق مع زوجته مدونة “دلو مليء بالمعلومات” أو “دلو معلومات منال وعلاء”. وذلك لتغطية الأخبار كدعم للصحافة الشعبية. وفازت المدونة بجائزة منظمة “مراسلون بلا حدود”.