قبل يومين، نشر مكتب المفتش العام لوزارة الخارجية الأمريكية/ OIG، مراجعة للوكالة الأمريكية لوسائل الإعلام الموجهة للعالم/ USAGM، والتي تتضمن كل من صوت أمريكا/ VOA، وراديو أوروبا الحرة/ راديو ليبرتي (RFE / RL). وكذلك استجابة صندوق التكنولوجيا المفتوحة /OTF، لروسيا بداية من 24 فبراير/ شباط 2022، في أعقاب غزوها الواسع النطاق لأوكرانيا.
ووفق التقرير، كان الهدف من هذه المراجعة تقييم مدى استجابة وسائل الإعلام الأمريكية الموجهة وشبكات البث التابعة لها لتحديات التخطيط الاستراتيجي المرتبطة بالغزو الروسي بما يتفق مع المبادئ التوجيهية لإدارة الرئيس جو بايدن.
ويوضح التقرير أنه في 4 مارس/ آذار 2022- بعد ثمانية أيام من غزو أوكرانيا- أصدرت الحكومة الروسية قانونًا يجعل توزيع “معلومات كاذبة” عن القوات المسلحة- بما في ذلك وصف الحرب الروسية ضد أوكرانيا بأنها حرب أو غزو- جريمة يُعاقب عليها بالسجن بما يصل إلى 15 سنة.
ولفت إلى أن السلطات الروسية حظرت مواقع VOA وRFE / RL وبدأت إجراءات إفلاس ضد شركة ذات مسئولية محدودة تابعة لشركة RFE / RL في روسيا بسبب عدم دفع الغرامات.
لقراءة لتقرير كاملا اضغط هنا
أيضا، أوقفت أصوات أمريكا اللاتينية وإذاعة أوروبا الحرة/ راديو أوروبا، عملياتها داخل روسيا في نفس الشهر، مستشهدة بتهديدات للموظفين.
ومع ذلك، لمواصلة تقديم ما تصفه الولايات المتحدة بـ “معلومات إخبارية موضوعية وواقعية إلى الجماهير في روسيا وأوكرانيا”، اتخذت VOA وRFE / RL خطوات لتوسيع العمليات في البلدان المجاورة لروسيا، وإنشاء مكاتب جديدة في لاتفيا وليتوانيا، وتعزيز البرمجة باللغات الروسية والبيلاروسية والأوكرانية، وتوسيع طرق توصيل المحتوى.
اقرأ أيضا: لماذا لا تجذب “صوت أمريكا” جمهور إيران؟
الإعلام الأمريكي في مواجهة الروسي
في تحليل نشرته مجلة السياسة الدولية ثاني أيام الغزو الروسي لأوكرانيا، حول المواجهة الإعلامية بين واشنطن وموسكو، يشير مصطفى كمال إلى أن الولايات المتحدة لا تعتمد في التغطية الإعلامية للحرب، على الإعلام الأمريكي فقط، بل إنما على وسائل الإعلام العالمية كذلك، ومن ضمنها وسائل الإعلام الأمريكية الموجهة “إذ تستخدم أساليب الاختراق والتلاعب والتشويه في الدعاية والحرب النفسية في كسب الرأي العام الدولي بشكل تام تجاه أهدافها”.
وتعتمد الاستراتيجية الأمريكية قاعدة حق الامتلاك لجميع تفاصيل وأخبار الحرب. وهو الأمر الذي استفادت منه الولايات المتحدة بعد تجارب الحروب السابقة، من خلال فرض الرقابة العسكرية فيما يتعلق بأخبار الحروب، بما يتناسب ويتناسق مع الخطط الاستراتيجية الأمريكية. وكذلك الاعتماد على الحرب النفسية والدعاية وتجنيد الإعلام، عبر بناء صورة كاملة للحرب، وتسويقها لهندسة رأي عام يؤمن بأن الاعتداء الروسي هو اعتداء غاشم يجب الوقوف ضده ومناهضته.
يأتي هذا في مقابل اعتماد روسيا على استراتيجية الصمود وامتصاص الصدمة في المواجهة الإعلامية مع الولايات المتحدة. حيث تعلمت مرسكو الكثير من دروس الماضي والخطب الإعلامية التي كانت تظهرها في صورة الدولة الجائرة أو المعتدية على حقوق الغير.
ما الذي فعله الإعلام الأمريكي الموجه؟
أشار تقرير مكتب المفتش العام الأمريكي إلى أن التخطيط المبكر والمستمر من قبل وسائل الإعلام الأمريكية الموجهة، بمساعدة من صندوق التكنولوجيا المفتوحة، يضمن توفر المحتوى للجماهير بعد غزو عام 2022 “حيث حافظت شبكات البث على المحتوى، وفي بعض الحالات، وسعت المحتوى إلى الجماهير الناطقة بالأوكرانية والروسية في أعقاب الغزو.
على سبيل المثال، أشارت بيانات USAGM إلى أن حوالي 10.6% من السكان الروس تلقوا محتوى بُث عبر وسائل الإعلام الأمريكية في يوليو/ تموز 2022، ارتفاعًا من 8.9% في يوليو/ تموز 2021.
بالإضافة إلى ذلك، قرر مكتب المفتش العام أن “صوت أمريكا” و”إذاعة أوروبا الحرة” و”راديو ليبرتي”، قد أعدوا ونفذوا -بشكل مناسب- نقل الموظفين إلى مواقع أكثر أمانًا في بداية الحرب.
علاوة على ذلك، أحرز ت”إذاعة أوروبا الحرة” و”راديو ليبرتي”، تقدمًا نحو فتح مكاتب في لاتفيا وليتوانيا وأوكرانيا وتحديث العمليات الأمنية لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها الموظفون.
لكن، مع ذلك، واجهت الشبكات الإعلامية الأمريكية صعوبة في “التوظيف والتدقيق في التأخير في إنشاء المكاتب الجديدة”. كما وجد مكتب المفتش العام أن “النقص في الموظفين وظروف العمل أثناء الأزمات، أدت إلى ثغرات في الالتزام بالسياسة التحريرية لموقع خدمة اللغة الروسية، التابع لإذاعة صوت أمريكا”.