تمكن نادي أرسنال الإنجليزي من إثبات جدارته واستحقاقه لتصدر ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك بعد فوزه على ضيفه ليفربول، مساء أمس الأحد، بنتيجة 3-2 في قمة مباريات الجولة العاشرة.
هذا الانتصار لم يكن مجرد حصد 3 نقاط واستمرار في الصدارة للجانرز، بل فك نحس عدم التغلب على ليفربول طوال السنوات الماضية، حين كانت الغلبة والتفوق للريدز على حساب المدفعجية، ما يعطي مكاسب إضافية لانتصاره المستحق على وصيف إنجلترا وأوروبا بالموسم الماضي.
واصل رجال المدرب الألماني يورجن كلوب ترنحهم هذا الموسم، وتلقوا هزيمة أخرى بعد سلسلة نتائج سلبية وأداء متذبذب جعلهم يحتلون المركز العاشر بعد مرور 9 جولات من عمر البريميرليج. وهو أمر مؤسف ومحزن للفريق الأحمر الشهير.
تفوق تكتيكي واضح لأرسنال
قدم رجال المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا مباراة مميزة من الناحية التكتيكية، رغم بعض المشاكل في عمق الخط الخلفي، وعرف المدرب من أين تؤكل كتف ليفربول، ملتزما في الوقت ذاته بطريقة اللعب التي جلبت له الانتصارات والصدارة في الجولات الماضية.
واعتمد أرتيتا في اللقاء، على خطة اللعب 4-2-3-1، حيث تعاون جابرييل ماجالهاييس مع ويليام صليبا في عمق الخط الخلفي، بإسناد من الظهيرين وايت وتاكيهيرو تومياسو، وتمركز توماس بارتي كلاعب وسط دفاعي، بمساندة من جرانيت تشاكا، فيما تحرك الثلاثي بوكايو ساكا ومارتن أوديجارد وجابرييل مارتينيلي، خلف المهاجم الصريح، البرازيلي جابرييل جيسوس.
وتوقع أرتيتا بأن يلجأ ليفربول إلى السيطرة على الكرة، في محاولة لإيجاد ثغرات في دفاع الفريق اللندني، ولهذا السبب أمر وايت وتومياسو بالالتزام بالمواقع الخلفية، خصوصا في ظل الاعتماد أغلب أوقات الشوط الأول على الهجوم المرتد السريع.
ونجح تومياسو إلى حد كبير، في الحد من خطورة جناح ليفربول الأيمن محمد صلاح نجم منتخبنا الوطني، خصوصا وأن الأخير لم يلق المساندة الكافية، فيما كان وايت يعود للخلف كثير، وكأنه مدافع ثالث في العمق مع عودة ساكا للقيام بواجبات دفاعية.
هجوم شرس في مواجهة دفاع ضعيف
في الهجوم كان واضحا أن هناك تركيزا شديدا على الجهة اليمنى عن طريق مارتينيلي الذي كان نجم المباراة بمشاكساته، لا سيما وأن ليفربول يعاني دفاعيا منذ بداية الموسم في ناحيته اليمنى.
تحركات البرازيلي أربكت دفاعات الريدز منذ الدقيقة الأولى التي جاء فيها هدفه، ثم أحكم الفريق اللندني دفاعه واعتمد على المرتدات، لكنه تمتع كذلك بالمرونة الخططية عندما كان ليفربول يعيد المباراة إلى نقطة الصفر، وذلك من خلال منح تشاكا حرية التقدم لدعم الهجوم، واستغلال المساحات التي تركها ليفربول بين خطي الدفاع والوسط.
وإلى جانب مارتينيلي، برع ساكا على الناحية اليمنى وإن كان أكثر منطقية من زميله البرازيلي في التعامل مع الكرة، وبعد استعادة أرسنال تقدمه بهدف ثالث، لجأ أرتيتا إلى إشراك مدافع جديد وتغيير الخطة لتصبح 5-4-1.
ليفربول يواصل ترنحه الفني
في الناحية المقابلة، راهن مدرب ليفربول يورجن كلوب على طريقة اللعب 4-2-3-1 أو 4-2-4 كما يحب تسميتها بنفسه، لكنه هدف أرسنال الأول الذي جاء بعد مرور 58 ثانية فقط، نسف كل مخططاته وضربها عرض الحائط.
لم تكن هناك مفاجآت في تشكيلة ليفربول، مع وجود الثلاثي الهجومي محمد صلاح وديوجو جوتا ولويس دياز، خلف المهاجم الصريح داروين نونيز.
وظهرت مشاكل ليفربول الدفاعية، عند تقدم الظهيرين ترينت ألكسندر أرنولد وكوستاس تسيميكاس، والأول على وجه التحديد، أثبت صواب النقاد في الآونة الأخيرة، حول إمكانياته الدفاعية الضعيفة مقارنة بقرارته الهجومية، فغابت التغطية في هذه الناحية، رغم علم ليفربول بأن مارتينيلي يعتبر من أكثر اللاعبين نجاحا في المراوغات منذ بداية الموسم.
نضيف إلى ذلك، أن أرنولد لم يقدم الدعم لصلاح في الجهة اليمنى، علما بأنه يتحمل هو الآخر مسئولية افتقاده للتحركات الذكية التي يمكنه من خلالها التفريغ لزملائه.
ونسي ثنائي الوسط تياجو ألكانتارا وجوردان هندرسون أن دورهما تغير فعليا مع عدم انتهاج طريقة اللعب المعتادة 4-3-3، فكانا تائهين بين التقدم والالتزام في حماية الدفاع، ما تسلل بفجوات عديدة في منتصف الملعب.
وجاء خروج صلاح من الملعب في الشوط الثاني مبررا، وحتى اللاعب نفسه لم يعترض، لكن العودة إلى الأساسيات من خلال طريقة اللعب 4-3-3 في ربع الساعة الأخير، لم يجد نفعا، في ظل عدم وجود من يمكنه تشكيل الخطورة على الجناحين، بعد تعرض لويس دياز، لاعب ليفربول الأنشط، للإصابة قبل نهاية الشوط الأول.