لم تكن مني الفتاة العشرينية الريفية التي تعمل فى أحد المصانع الخاصة بالغزل والنسيج بمنطقة كفر حكيم فى حاجة إلى شىء قدر حاجتها إلى الراتب الشهري الذى تحصل عليه من عملها، لاقتراب عرسها، العاملة صاحبة خبرة الثلاث سنوات تأتي من مدينة أوسيم تستقل الأتوبيس الأجرة إلى منطقة كفر حكيم حيث يتواجد المصنع، تؤكد أنها لا تختلط بأحد داخل ” صالة 4″ وأن عدد العاملين بها يتجاوز ال500 عامل وعاملة، لكنها سمعت منذ فترة عن إصابة فردين من الصالة بالمرض ” اللى بيقولوا عليه فى التليفزيون” الكورونا، لكنها لا تعلم أيا من زملائها تحديدا أصيب، وتؤكد أن حين تستخدم بصمة الحضور والانصراف وتعقم يديها بعدها بالكحول، وتمتن للإدارة التي وزعت كمامات وجوانتي عليهم داخل الصالة، كما أنها يوميا تقوم بقياس درجة حرارة الجسم من خلال الإدارة للتأكد من سلامتها.
sss
” مني” أضربت عن العمل مع زملائها فى صالة 4 بمصنع الجيزة للغزل والنسيج، الاثنين الماضى من أجل المطالبة بأجازة لإجراء عزل منزلي بعد إعلان مستشفي كفر حكيم التكاملي عن وجود حالات كورونا بين العاملين بالمصنع، والإدارة رفضت أن تتحمل الأجازة حتي 30 أبريل الحالي فكانت النتيجة الموافقة على الأجازة من رصيد أجازات العمال، وهو ما جعلها تهدأ قليلا ” كنت خايفة اروح لأمي وأبويا وأعديهم، وكل يوم والتاني فيه واحد عنده سخونية ينزلوه عيادة المصنع ويتحول للمستشفى”.
اليوم صدر قرار من محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد بناءا على مذكرة تم تقديمها تؤكد وجود إصابات بين عمال المصنع وأن الإدارة لم تتخذ أى احتياطات، وتم إصدار قرار بغلق المصنع بالكامل لمدة 14 يوم لتفعيل إجراءات العزل المنزلي، وجاء فيه: ” أنه نظرا لتعدد حالات الإصابة بمرض كورونا المستجد بين العاملين بشركة جيزة للغزل والنسيج بكرداسة حيث تم التأكد من إصابة 7 من العاملين بالشركة وحرصا على سلامة جميع العاملين سيتم تفعيل إجراءات العزل المنزلي لمدة 14 يوم على الشركة” وأرفق خطاب الطب الوقائى لوزارة الصحة.
تعود القصة إلى أسبوعين ماضيين حين تم الإعلان عن ظهور حالتان ايجابيتان لعاملان بمصنع الجيزة للغزل والنسيج من خلال خطاب مديرية الشئون الصحية بالجيزة إدارة كرداسة وقعته مديرة مستشفى كفر حكيم د. علا عبد الباسط عبد الغفار طالبت فيه المصنع باتخاذ الاحتياطات اللازمة و بتوعية الناس على وجه السرعة لوجود حالتان كورونا بين العمال، حيث أن المصنع يوجد به ثلاثة آلاف عامل ومنهم من يقيم فى منطقة كفر حكيم التي يتواجد بها المصنع بالجيزة.
كما طالبت فى الخطاب التنويه فى ميكروفونات المساجد والزوايا أن كل من يعمل فى مصنع الغزل والنسيج بالجيزة عليه عزل نفسه لمدة 14 يوم فى مكان جيد التهوية وعدم الاختلاط وفى حالة ظهور أى أعراض عليه الاتصال ب105 الخاص بوزارة الصحة وهو الأمر الذى استجابت له المساجد بالفعل .
ولكن لم يحدث شىء وإدارة المصنع نفت وجود حالات كورونا بين عاملي المصنع، وأعلنت أنه تم تحويل مديرة المستشفي إلى التحقيق ، ولكن بحلول الثلاثاء الماضي، قامت إدارة المصنع بتعليق لافتة نوهت عن إعطاء جميع العاملين بصالة 4 – المشتبه في ظهور الحالتان بها- إجازة سنوية من رصيد العاملين مع التأكيد أنه طلب العاملين فى الصالة في حين لم يتوقف المصنع عن العمل.
وفى تصريحات خاصة ل” مصر 360″ قبل قرار الإغلاق بساعات نفي أيمن عباس محمود مدير مكتب فاضل مرزوق مدير المصنع أنه لا توجد أى حالات كورونا بين العاملين، وأن مديرة المستشفى لم تتأكد من صحة ما أعلنته وأنه تم فتح تحقيق معها حول الواقعة.
فى حين قال أحد العاملين أن استخدام البصمة مازال مستمرا داخل المصنع ولكن المصنع يهتم باستخدام الكمامات للعمال والمطهرات، وساعات العمل لم تتغير، وأنه علم بوجود حالات كورونا ولكنها كانت سلبية مما جعل هناك استمرار للعمل بشكل منتظم، ولكن بعض العاملين رفضوا الاستمرار وتقاعدوا عن العمل.
و أصدرت إدارة المصنع بيانا أكدت خلاله أنها اتخذت كافة الإجراءات القانونية تجاه مدير المستشفى بشأن البيان الذى أصدرته عن وجود حالات كورونا بالمصنع وجاء بالبيان أنه تم إيقافها عن العمل من وزارة الصحة لحين إنهاء التحقيقات .
