لم يمكنني يوما استيعاب كيف يمكن لامرأة أن تذهب بنفسها للانضمام لتنظيم يستبيحها ويعتبر الاغتصاب ودونية النساء من بين أساسيات عقيدته.. بالفعل كانت النساء في تنظيم داعش الإرهابي وفي التنظيمات المتطرفة أقل من الرجال دوما, فبحسب دراسة أجراها “المركز الهولندي الدولي لمكافحة الإرهاب” عام 2016 كانت نسبة 17% من أعضاء داعش من جنسيات 11 دولة أوروبية كُنَ من النساء. وتذهب بعض الإحصائيات إلى أن نسبة النساء لا تتجاوز 13%, وأيا كان الرقم الدقيق فهو ليس كبيرا ويؤكد أن عداء الإرهابيين للنساء يؤثر بالفعل على جعلهن أكثر رفضا للانضمام إليه فلا توجد امرأة عاقلة تقرر الذهاب بنفسها والانتماء لتنظيم إرهابي كل ما يفعله بها هو استخدامها كخادمة وعاملة جنس غير مدفوع الأجر أو استخدامها كتفجيرية يتم التضحية بها وقت اللزوم.

sss

إلا أنني دوما ما عجزت عن فهم كيف لنسبة الـ17% تلك أن يتركن بلادهن في أوروبا حيث معدلات التمييز ضد النساء أقل من باقي أنحاء العالم ومعدلات المساواة أعلى ويقررن بإرادتهن أن يلتحقن بجماعة إرهابية عنيفة تتعامل مع النساء باعتبارهن “حطب جهنم” وأقل قيمة من الرجال و”ناقصات عقل ودين” ودورهن الأساسي هو الحمل والولادة وإمتاع الذكور جنسيا؟

أن نفهم ما جرى هو الخطوة الأولى لتجنب تكرار الكارثة ومن هنا كان لزاما البحث في الأسباب النفسية والفكرية المحتملة التي يتم الاعتماد عليها في تجنيد النساء، وفي دراسة بعنوان «النساء والإرهاب دراسة جندرية» تناولت الباحثتان آمال قرامى ومنية العرفاوى، مشاركة النساء في التنظيمات الإرهابية وتم تقسيم تلك المشاركات إلى ثلاث فئات:

الأولى: زوجات أُرغِمْنَ دون اختيار على الخضوع والتسليم لأزواجهن القيادات فى التنظيم.

الثانية: المقتنعات بالفكر المتطرف ممن سعين اختيارا للانتماء للتنظيم، ونشر أفكاره، مثل أسماء البخارى زعيمة مجموعة «شباو» الإرهابية التى نسيت مشاعر الأمومة، وجازفت بحياة طفليها، ورفضت الاستسلام وتبادلت إطلاق النار مع قوات الأمن، ولم تكتفِ بذلك بل كفرت زوجها وقائد المجموعة، وأصرت على القتال إلى آخر رصاصة.

الثالثة: المتعاطفات والمتحمسات للتنظيم وأفكاره.

الدراسة الهامة والتي صدرت في كتاب عام 2017 عن دار “مسكلياني للنشر والتوزيع” طرحت العديد من التساؤلات الهامة مثل: “أيّ دور إذًا للنساء في صناعة الإرهاب؟ وأيّ مكانة لهنّ؟ وما مدى نجاعة حضورهنّ وتأثيرهنّ في إثارة هذا الرّعب الكوني الذي صرنا نراه يوميًّا؟ وما مصيرهنّ أمام النّزعة الذكوريّة المتسلّطة لدى الجماعات الإرهابية؟ وهل أقصى ما يمكن أن يُسْمَحُ لهنّ به هو ذلك الحضور الإيروسي المتعلّق بالجنس أم أنّ لهنّ أدوارًا أخرى كالقتال وحمل السلاح؟ وما ذنب الأمّهات والزوجات والشقيقات وغيرهنّ من النساء اللاتي التجأ رجالهنّ وأبناؤهنّ إلى القتال مع التنظيمات الجهادية فماتوا أو لقوا حتفهم وضاعت أخبارهم؟ أي صورة للمرأة في منظور الإرهاب وخلفياته الدينية؟”

وتطرقت الدراسة إلى واحدة من القراءات المختلفة لمشاركة النساء في التنظيمات الإرهابية وبالأخص داعش واعتبرتها أقرب إلى “نزعة ثوريّة بافلوفيّة ضدّ التسلّط الرّجاليّ، فلم تعد ترمز إلى السلام أو الطمأنينة أو الضعف أو النقصان بقدر ما هي الآن لا تقل ضراوة وقوّة عن الرّجل، وتعبّر (آمال قرامي) عن ذلك بالقول “حين تتّخذ المرأة العنف المادّي وسيلة للتغيير، وتلحق الأذى بالأبرياء فإنّها تربك نسق التمثّلات فتقضي على التصوّرات التقليديّة التي يحملها المجتمع البطريكي عن النساء”. تلك القراءة لا تستهدف تبرير الإرهاب ولا التعاطف مع النساء الإرهابيات ولكنه محاولة لقراءة الجذور والأسباب التي أدت بالنساء إلى الالتحاق بأكثر التنظيمات عنفا وانتهاكا للمرأة في العصر الحديث.

أقرأ أيضا:ما لا تقوله الأمهات عن الأمومة المستحيلة وأوهام “ست الحبايب”

بالإضافة إلى الأسباب التي ذكرتها الدراسة يمكن ملاحظة العديد من العوامل النفسية التي تستغلها التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش لتجنيد النساء رغم الموقف العدائي المُعلن منهن. بعد مناقشات وقراءات ومتابعة طويلة لأخبار التنظيم وحكايا النساء اللاتي تحررن من عبودية الدواعش وأيضا النساء النادمات اللاتي التقى بهن الإعلام بعد القبض عليهن أو محاولتهن العودة لبلدانهن الأصلية يمكن الجزم بأن العوامل التالية كانت المداخل التي اعتمد عليها التنظيم الإرهابي في تجنيد النساء:

 الميل للعنف والجريمة

أحد الملامح التي تجمع شريحة من المنضوين تحت لواء التنظيمات الإرهابية هو النشأة في مجتمعات لها خلفية عنيفة أو إجرامية أو تميل إلى السادية مما يؤثر على الأشخاص فيجعل الانضمام للتنظيمات الإرهابية متنفسا لإخراج تلك الرغبة المكبوتة في العنف دون عقاب أو رفض مجتمعي بل وتحت مظلة سامية هي “الدين”. وتمكنت الجماعات الإرهابية وخاصة داعش من البحث عن نماذج نساء برعن في القتال سواء باسم الدين أو باسم الوطن للتلاعب بالنساء وتجنيدهن.

وهناك نموذج آخر ممن ضاقت بهن السبل واعتبرن العنف هو المخرج لهن, حيث نجح التنظيم الإرهابي في الوصول إلى إقناع وتجنيد بعض النساء المتمردات من خلال الوعود بالتميز والتحقق وإثبات الذات حيث بدلا من التركيز فقط على دور المرأة داخل المنزل والأمومة وتربية الأطفال. ففي بعض الأحيان يستخدمون نماذج نسائية قاتلت بالفعل وذكرهن التاريخ كنماذج متميزة للقوة. وبحسب دراسة «النساء والإرهاب دراسة جندرية» استغلّ الدواعش واقع القضية الفلسطينية وتاريخ النساء المقاومات ومن ثمّ بحثت عن الشرعية الدينية والفقهية التي تخوّل للنساء ممارسة القتل والتفجير وحمل السلاح ونجحوا بالفعل في التلاعب بمصير من التحقن بهم.

ومع التعرض لآلاف الأفلام التي تعتمد على العنف منهجا للتميز والتفوق والبطولة كان أمام الإرهابيين نماذج جاهزة لارتكاب العنف باسم الدين لتحقيق بطولة أيضا, فكان حب المغامرة والإثارة أحد المداخل التي دفعت ببعض النساء إلى أحضان الدواعش. إذ تبحث غالبية النساء المنضمات إلى التنظيم عن تصورات رومانسية، ورغبة فى العيش بشكل فريد من نوعه، كما أن التفكير يجنح بمعظمهن إلى ترسيخ قناعة أن الانتماء إلى التنظيم سيضفى عليهن عظمة تاريخية، على خلفية التأثر الشديد بالآلة الدعائية لـ«داعش» الذى يستقطب «عرائس الجهاد» عن طريق إغرائهن بالحياة الكريمة التى يدعى أنه يوفرها لهن، لا سيما أولئك اللواتى لديهن ميل للفرار من الخلافات الأسرية والواقع الاجتماعى المليء بالإحباطات.

الهوس الجنسي -بما يرضي الله

 وفي إطار اللعب على وتر الهوس الجنسي وتبرير الاغتصاب عمد التنظيم لمداعبة خيال الرجال بالجنس “الحلال” في الدنيا و”الحور العين” بعد الموت فكانت الضحايا من النساء والفتيات اللاتي يقعن في أسر التنظيم بمثابة “جوائز” لمقاتليه وعبيد للجنس وآلات لإنجاب أطفال هؤلاء المقاتلين لتكوين جيل جديد من الإرهابيين.

ما حدث مع الإيزيديات تحديدا كانت وقائعه صارخة وواضحة بهذا الشأن وكيف أن الاستعباد الجنسي شكل مكونا أساسيا من إغراءات الدواعش للرجال, لكن السؤال هو كيف يمكن للنساء أن يقبلن بهذا؟ واحدة من التبريرات التي كان الدواعش يبلغون النساء بها نقلتها ناجية أيزيدية في تصريحات لصحيفة ديلي ميل. قالت الناجية التي عرفتها الصحيفة “بالضحية رقم واحد” أنها حين سألت النساء المنتميات للتنظيم المتطرف عن سبب اغتصابهن، كان الإجابة أن “ذلك أمر ضروري لكي يتم قبولهن في الإسلام”. فالتنظيم تلاعب بعقول النساء من المنضويات تحت لوائه وأقنعهن بأن الدين يسمح بالاغتصاب وأن اغتصاب واستعباد النساء جنسيا هو خطوة أولى نحو انضمام الأسيرات للدين وبالتالي “الفوز بالجنة”.

وبحسب قصة نشرتها صحيفة “الجارديان” البريطانية، بطلتها هي “أم أسماء التونسية”، الفتاة وقعت في أسر التنظيم الإرهابي بسوريا، وتم تزويجها -غصباً- من أحد أعضاء التنظيم، والذي وافق بدوره على مشاركتها في “جهاد النكاح”، وروت “أم أسماء” كيف أُجبرت على مُمارسة الجنس مع 100 من مُقاتلي “داعش” في أقل من شهر، وكيف كان زوجها لا يرى في ذلك شيئًا مُخالفاً للدين أو العقيدة.

القصة التي نحت صاحبتها في الهرب ولم تقتنع بأن الاستعباد الجنسي يمكن بأي حال أن يكون أمرا دينيا, هي بمثابة مؤشر على كيف يمكن لفتيات من مجتمعات منغلقة تحرم الجنس خارج إطار الزواج أن تجد فرصتها في جنس متعدد ولا يستتبع الوصم الاجتماعي ولكن ستكون “بطلة” بين المجتمع الذي ستعيش فيه. هي مؤشر على أن الكبت الجنسي قد يكون سببا ولو ثانوي لقبول بعض النساء الانضمام لتنظيم إرهابي. وعلى الجانب الآخر الاستغلال الجنسي لأجساد النساء وتسليعها قد يكون عاملا -ولو ثانويا أيضا- في الدفع بنساء أوروبيات نحو التنظيم المتطرف سعيا لبعض الوهم بالكرامة فتتصور أن تحويل الجسد إلى سلعة ليس فقط لإسعاد الذكور ولكنه سيقربها خطوة نحو الجنة.

الدين كانتماء وهوية في مواجهة الاغتراب

بحسب دراسة قرامى وعرفاوى؛ فإن نحو ٩٠٪ ممن شملتهم العينة من النساء المنضمات لتنظيم داعش وغيره كانت العاطفة وابتزاز المشاعر حافزًا رئيسًا لهم، ولم يركزن أو يسألن أو يتساءلن عن تأصيل شرعى أو ما شابه، الأمر الذى يتشابه مع حالة الفتاة الألمانية ذات الستة عشر ربيعًا، التى عُرِفَت بـ«حسناء داعش»، وتم القبض عليها بعد تحرير الموصل فى العراق.

تلك العاطفة التي يكون الدين مدخلها الأساسي, ليس الدين كقوة روحية ولكن الدين كجهل مقدس وكطريق للعنف والقتل, الدين بالتفسيرات المشوهة التي ترفض الآخ وتمنح الفرد إحساسا استعلائيا خادعا.

ويمكن تفسير ما يحدث باقتباس من مصطفى حجازي في كتابه “حصار الثقافة” يقول فيه: لقد ألغت العولمة حدود المكان والزمان وألغت التاريخ والجغرافيا وتسببت في فقدان الإحساس بالهوية والانتماء. ستتضافر كل هذه العوامل لتنال من ذلك الشعور الضروري جدا للتوازن: الطمأنينة والانتماء ومعنى الوجود. ومن هنا تأتي الأصوليات على اختلاف ألوانها ودرجات تطرفها زاعمة بأنها تملك الجواب”.

والملاحظ على اتجاهات النساء اللواتى انضممن لتنظيم داعش تأثرن ببريق الاستقرار الذى صورته الآلة الدعائية للتنظيم حول “المدينة الفاضلة”. انعكس ذلك على تعزيز العامل النفسى كمحرك رئيس فى حشد تنظيم داعش للنساء سواء شرقيات أو أوروبيات؛ فوفقًا لاعتراف العديد من النساء اللواتى انضممن إلى التنظيم تبدو حالة الاغتراب التى يتعرضن لها حينما يحظر عليهن ممارسة تقاليدهن الدنية، ولا سيما الحجاب. ويتضح ذلك فى حالة الجزائرية «حياة بومدين» التى كتبت «أنها فقدت عملها كعاملة بسبب ارتدائها الحجاب».

أقرأ أيضا: هل يتخلى العالم أخيرًا عن خرافة الربط بين «الإرهاب والإسلام»؟

تلك الأصولية المتطرفة بأشكالها تقول عنها نادية عطية في كتابها “شهرزاد لا تحكي.. شهرزاد تفكر” أنها إذا كانت تأتي في العالم المتقدم “كرد فعل على أزمة الضياع المتعددة الوجوه وكتعويض عن فشل العقلانية والحداثة والرفاهية التي وعدت بها الرأسمالية في الحفاظ على النسيج الاجتماعي وعلى المحتوى الإنساني, فإنها في البلدان الفقيرة تقدم نفسها كبديل عن إفلاس كل مشاريع التحرير والتنمية, وتدعي أن السبيل الوحيد للالتحاق بالعالم الأول أو الانتقام من العالم الأول هو العودة إلى الأصول, مختزلة الأوضاع المزرية في التخلي عن الأصول دون وعي بالواقع الموضوعي”.

وبالتالي يمكن القول أن هشاشة هويّة الأشخاص وحالات الفقر والتهميش وتكميم الأفواه ووصولًا إلى الرّغبة الملحّة في إيجاد معنى لوجود الذّات، يُسهل كثيرًا أالتحول إلأى العنف والتطرف باسم الدين، وأمام انسداد الأفق وحالة اليأس ودمويّة الدكتاتوريّات، تصبح التنظيمات الإرهابية الملجأ الوحيد للبعض: هكذا تنتفض النساء بدورهنّ ليقعن فريسة سهلة في شرك الدجّالين والدمويين. وهكذا قد يصبح الإرهاب بمنزلة الوطن المُتَخيّل لمن رفضها الوطن الأصلي.

إعادة إنتاج القهر

في بيئات القهر -سواء كان اجتماعيا أم نفسيا- تكون النتيجة إما رغبة في التحرر والتمرد على أسباب القهر أو قبول وتعايش ورفض عنيف لكل محاولة للتمرد. في حالة التمرد تتولد داخل بعض الإفراد الرغبة في رد الإيذاء بإيذاء أقوى والتسبب في الوجع لمن كان مصدرا للألم.

المشكلة الأكبر في من تتعايش من النساء مع التفسيرات الدينية الأصولية التي تهينها وتعتبرها أقل منزلة من الرجل وليست أكثر من تابع له ووعاء لحمل ذريته. هؤلاء النسوة ممن يتماهين مع هذه النظرية يرفضن تماما أي محاولة للتمرد على تلك المعادلة التي وضعها البشر بتصوراتهم الشائهة لتفسير الدين الإسلامي وفي جانب من اللاوعي هي ترفض أن تعترف بأنها مقهورة فتقبل القهر باعتباره طبيعة الأشياء وترفض التمرد من أي امرأة أخرى وتعتبر تلك المتمردة خارجة عن ناموس الكون ويجب تأديبها للعودة إلى “الطبيعة”.

هو الوضع الذي نراه في مجتمعاتنا مع الحموات على سبيل المثال, فالمرأة التي عانت الأمرين من زوج عنيف ومن أم ذلك الزوج التي حولتها إلى مجرد خادمة لها ولابنها في كثير من الأحيان تتحول إلى نموذج آخر من تلك المرأة التي ساعدت في قهرها, وحين تتحدث معها تجيب بأنه حال الجميع وعلى امرأة ابنها أن تعيش ما عاشته هي فهي ليست أفضل منها في شيء.

هي دائرة القهر وإعادة إنتاجه كآلية نفسية للإنكار والتماهي مع القهر وهي بالتحديد ما يحدث من بعض النساء الداعشيات اللاتي يقبلن بالقهر ويتماهين معه ويعتبرن أن هذا القبول للقهر هو “تمييز” لهن في مواجهة الأخريات الأقل قبولا أو الأكثر تمردا. تلك الدائرة الجهنمية التي أنتجت أفراد الكتيبة النسائية “الخنساء” في داعش والتي كانت تمارس كل أنواع القهر والتعذيب بشراسة ضد النساء وعلى يد نساء أخريات.

أقرأ أيضا: «قنبلة داعش البشرية ».. آخر وجوه الإرهاب في زمن كورونا

لا يوجد سبب واحد معروف للتطرف والإرهاب وكما يختلف البشر ويتعددون تختلف الأسباب التي قد تدفع شخصا للتطرف بينما يحجم آخر عن العنف. وإذا أردنا بالفعل مواجهة الإرهاب علينا البحث الجاد في أسبابه المتعددة والثغرات السيكولوجية والنفسية التي يستغلها لتجنيد النساء والرجال أيضا ومحاربته عند تلك المرحلة أي حتى قبل أن يتمكن من حشد الرجال والنساء وقبل أن يكون له داعمين بدلا من الاكتفاء بما يحدث اليوم من مواجهات أمنية بعد أن تحدث المذابح وعمليات القتل.