قررت مصر الإستعانة بالتكنولوجيا في مواجهة وباء العصر كورونا المستجد، في خطوات جديدة، تعد الأولى من نوعها.
ووفقا لمصادر من وزراة الصحة فإن وزيرة الصحة هالة زايد قد اطلعت على هذا التطبيق أثناء زيارتها للصين في مارس الماضي، وساهم في تطويره خبراء اتصالات صينيين، ويسمح التطبيق بمتابعة جميع الأشخاص الموجودين عليه سواء كانوا مرضى بفيروس كورونا، أو حتى مواطنين عاديين يستعلمون عن أعراض الإصابة، أو يودون الإبلاغ عن حالات مُشتبه بإصاباتها، ويطلب من المستخدمين إدخال أسمائهم ورقم هوياتهم.
sss
وصرح المهندس أيسم صلاح، مستشار وزيرة الصحة لشئون تكنولوجيا المعلومات، بأن التطبيق يتضمن معلومات علمية للحماية من فيروس كورونا المستجد.
وأضاف أن التطبيق يتيح التقصى وإبلاغ الحالات المصابة بفيروس كورونا دون الحاجة للاتصال بالخط الساخن لوزارة الصحة، كما أنه يتيح للمواطنين الحصول على معلومات وقائية حول فيروس كورونا وطرق الوقاية والأعراض وتقييم حالة المصاب وتقدم بلاغ رسمي عند الحاجة.
وبدأ العمل به رسميًا في متجر جوجل، وسيتم طرحه خلال الأيام القليلة المقبلة، وكشفت وزارة الصحة أن جميع المعلومات والبيانات في التطبيق معتمدة من كل من وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية كما يتم تحديثها باستمرار وفقًا لآخر البيانات والمعلومات المتاحة.
بمجرد تحميل التطبيق على الهاتف ، وإدخال رقم الهاتف وبطاقة الرقم القومي، يستطيع المواطن الحصول على مجموعة من المقالات التوعوية النصية منها و البصرية، التي تحث على طرق الوقاية من فيروس كورونا، هكذا قال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة عن التطبيق.
وأضاف أن التطبيق يتيح أيضا إمكانية التواصل مع فريق طبي معتمد لمتابعة الأعراض لأي شخص في حالة وجود اشتباه في الإصابة بالمرض وكيفية التصرف طبقا للحالة الصحية.
وأشار متحدث وزارة الصحة إلى أن رابط تطبيق صحة مصر يمكن أن يقوم أي شخص بالإبلاغ من خلاله عن حالته أو عن حالة شخص آخر مع تسجيل بعض المعلومات والأعراض التي يطلبها التطبيق، وذلك لتحديد مدى احتمال الإصابة بناء على الإجابات التي سيتم تسجيلها وسيتم توجيهه للإجراء المناسب لحالته أو لحالة الشخص المبلغ عنه.
كما أن التطبيق يشمل أيضًا خاصية التنبيهات الصوتية، حيث تحتوي على تنبيهات بأصوات ممثلين مصريين للتذكير بإرشادات الوقاية والحماية من العدوى، ويتم تفعيل هذه الخاصية عن طريق إعدادات البرنامج.
ويسهل التطبيق على المواطنين تمكينهم من عزلهم في المنازل بطريقة آمنة كما فعلت بعض الدول، فمن خلال التطبيق يمكن للمشتبه في إصابته بالتواصل مع فريق طبي معتمد لمتابعة الأعراض و كيفية التصرف طبقا للحالة الصحية.
كما أن التطبيق يقوم على تتبع مكان المشتبه في إصابته، وفي حالة تركه المنزل بمسافة معينة، يبدأ البرنامج في إرسال رسائل صوتية بضرورة العودة إلى المنزل وإستكمال مدته.
أقرأ ايضا: شهادات ” الغلابة” ..حكايات من قلب الشارع ترصد معاناة العمال
وأعلنا شركتا أبل وجوجل العملاقتان دخول ميدان مكافحة جائحة كورونا يوم السبت 11 إبريل ، وقد أعلنت الشركتان في مدونة عن جهد مشترك للسماح باستخدام تكنولوجيا بلوتوث بهدف مساعدة الحكومات والهيئات الصحية على خفض انتشار الفيروس مع وضع كتمان هوية المستخدمين وسلامتهم في صلب هذا المفهوم”.
وأعلنت المبادرة أنه يمكن للهواتف الذكية التي تعمل ببرمجية “أي أو أس” التابعة لآبل و”أندرويد” الخاصة ب “جوجل” تبادل المعلومات عبر “بلوتوث” لتأمين تعقب اللقاءات بين الأفراد من خلال تكنولوجيا تحديد المواقع.
من جانبها رحبت منظمة الدفاع عن الحقوق المدنية “ايه سي أل وي” بالمبادرة لكنها أعربت عن قلقها بسبب التفاوت الاقتصادي الذي قد تكشف عنه.
وحذرت “جنيفير غرانيك” المكلفة بمراقبة وأمن الفضاء الإلكتروني في الجمعية،من هذا النوع من التعقب،لأنه قد يؤدي إلى تهميش أعضاء جدد في مجتمعنا تكون التكنولوجيا متاحة لديهم بشكل محدود وهم متأثرون بالأساس بشكل غير متناسب بالوباء”.
كما أبدى “راين كالو” الباحث في جامعة واشنطن والمتعاون مع المركز من أجل الانترنت والمجتمع في جامعة ستانفورد تخوفه “من احتمال حصول عواقب غير متعمدة وسوء استخدام وانتهاك للخصوصية والحريات المدنية “.
وكانت مختصة بشؤون الصين لدى منظمة “هيومن رايتس ووتش”، مايا وانغ قد صرحت من قبل قائلة:”إنه لا ينبغي لأي أزمة أن تبرر تجاوز قوانين المراقبة والتتبع”.
وتؤكد على أن الحكومات الديمقراطية والشفافة تتصرف في النهاية بشكل أفضل، وتضيف أنه “في أماكن مثل الصين تُنفذ أكثر الإجراءات تدخلاً، مع نتائج أكثر تعسفية”.
أقرأ أيضا: “الحجر السياسي” قمع يهدد مستقبل الديمقراطية بالعالم
من جهته قال جون فيردي من منتدى الخصوصية “فيوتشر أوف برايفيسي فوروم”، “المنصات النقالة اتخذت ضمانات تقنية لخفض مخاطر التعقب وتحديد الهوية، وهي تبدو متينة”.
ويبدو أن الدول العربية بدأت تسلك سلوك نظيراتها الأسيوية التي اتخذت من التكنولوجيا سبيل لمجابهة كورونا، فقد أعلنت وزارة الصحة السعودية يوم الأحد 12 إبريل، عن تطبيق جديد «تطمن»، يهدف إلى تقديم حماية ورعاية لكل المستفيدين والمستخدمين له من فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19)، مؤكدة في جوهر التطبيق أن العزل والحجر الصحيين، حالياً هما أهم طرق الوقاية من المرض.
ونشرت وزارة الصحة السعودية فيديو دعائياً بينت فيه أن تطبيق «تطمن» هو أداة طورتها «لمتابعة الحالات التي تم توجيهها إلى العزل الصحي المنزلي أو للحجر الصحي، وتفتح لهم طريقة أسهل للاتصال، وأنه من خلال التطبيق بإمكان الوزارة معرفة كم تبقى للمواطن أوالمقيم من فترة العزل الصحي، بهدف التسهيل على الأفراد الالتزام بها».
وقد لجأت دول أسيوية وتحديدا (كوريا الجنوبية والصين وتايوان وسنغافورة )، إلى جملة من التقنيات المبتكرة في مواجهة الفيروس رغم المخاوف التي عبر عنها بعض المتخصصون في مجال حقوق الإنسان.
فقد استخدمت تلك الدول أساور إلكترونية ورسائل نصية قصيرة لتنبيه من يوضعون في الحجر الصحي وبحث رقمي لتتبع تنقلات الحالات المشتبه فيها.
ففي تايوان يتسلم المشتبه أو المصاب بفيروس كورونا هاتفاً ذكياً مزوداً بنظام تحديد الموقع “جي بي إس”، وتراقبهم السلطات عبر تطبيق المراسلة “لاين”.
وتُوجَه رسائل إلى من لا يحترمون الحجر الصحي، إذ أن جهاز التتبع مرتبط مباشرة بالشرطة، ويُخطر المخالفون بدفع غرامة قيمتها مليون دولار تايواني (30 ألف يورو) ونشر أسمائهم على الملأ، ولدى كوريا الجنوبية تطبيق مماثل، ولكن استخدامه ليس إلزامياً.
وكلفت سنغافورة، محققين بمراقبة مراكز الحجر الصحي وتتبع تحركات المرضى، وقال اختصاصي الأمراض المعدية في سنغافورة، ليونغ هو نام، عبر الإذاعة “إننا نترك بصمات رقمية أينما ذهبنا، سواء لسحب المال من الصراف الآلي أو لدى استخدام بطاقتنا المصرفية”، وتنشر سنغافورة مثل هونغ كونغ عنوان ورقم المبنى الذي يعيش فيه الأشخاص المعزولون.
فيما أطلقت الصين تطيبقا إلكترونيا يكشف إمكانية التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا، ويخبر مستخدميه عمّا إذا كانوا على مسافة قريبة من شخص مصاب أو مشكوك في إصابته بفيروس كورونا، ويُنصح الأشخاص الذين يتم تصنيفهم بأنهم في خطر بالبقاء في المنزل وإبلاغ الجهات الصحية المحلية.