انهار سعر النفط الأمريكي- خام غرب تكساس الوسيط- إلى ما دون الصفر أمس الاثنين للمرة الأولى في تاريخه، في آخر العلامات القلقة على تخمة طاقة عالمية غير مسبوقة مع انخفاض وتيرة الأنشطة الاقتصادية والسفر بسبب جائحة كورونا.

sss

ويعتمد سعر برميل الخام على عوامل مثل الإنتاج، والطلب والجودة، ومنذ أن أجبر فيروس كورونا الملايين على وقف السفر والانتقال بات إنتاج الوقود أعلى بكثير مقارنة بالطلب.

اقرأ أيضا: حرب النفط تشتعل.. “أوبك” تواجه المجهول في زمن “كورونا”

وبسبب فائض الإنتاج هذا، امتلأت مخازن خام غرب تكساس الوسيط في الولايات المتحدة، حتى أصبح من الصعب تخزين المزيد، وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قالت الأسبوع الماضي إن مستودعات التخزين في كوشينج بولاية أوكلاهوما، الواقعة في قلب شبكة أنابيب نقل النفط بالولايات المتحدة، وصلت إلى 72% من سعتها في 10 أبريل.

ويعود انحدار الأسعار جزئيًا بسبب الطريقة التي تتم بها تعاملات النفط، العقد الآجل الواحد يكون عبارة عن بيع ألف برميل من الخام، والتي يتم توصيلها إلى أوكلاهوما، إلى حيث توجد خزانات شركات الطاقة والتي تصل سعتها إلى 76 مليون برميل.

وهذه العقود شهرية، وتنتهي تعاملات عقود مايو اليوم الثلاثاء، وبسبب التكاليف لا يرغب المستثمرون المشترون لعقود مايو تحمل التوصيل والتخزين، مما اضطرهم في النهاية إلى الدفع لأجل التخلص مما لديهم.

بينما عقود يونيو، والتي تصل بعد شهر لاحق، كانت تعاملاتها مازالت فوق 20 دولارًا للبرميل، غير أن انهيار الأسعار يشير إلى أن معظم مساحات التخزين قد تآكلت.

اقرأ أيضا: ” النفط الخام بلا مأوى”.. ” كورنا” يغازل السعر العالمي ويحدث تخمة

أما ما يعنيه ذلك بالنسبة للمستهلكين، فيؤكد “توم كلوزا” المحلل في شركة خدمة معلومات أسعار النفط (OPIS) أن انهيار أسعار عقود الخام لا يعني بالضرورة أن يُترجم إلى هبوط لأسعار الوقود، بحسب “رويترز”.

وفيما يتعلق بشركات الطيران التي تعاني بسبب الأزمة الحالية، سيؤدي انهيار أسعار الخام إلى تكلفة أقل لتشغيل الرحلات الفارغة تقريبًا حاليًا بسبب فيروس كورونا.

اقرأ أيضا: مسكنات “أوبك” لن تنقذ صناعة النفط.. والأمل في انتهاء “اقتصاد الصمت”

كما أن انهيار أسعار عقود الخام يشير إلى أن السوق لا تتوقع أن تضيف شركات الطيران الكثير من الرحلات في أي وقت قريب، كما تشير سافانثي سيث المحللة لدى ريموند جيمس المالية لخدمات الاستثمار.

ومع تناول المستثمرين والمحللين للجوانب الفنية في سوق النفط التي ساهمت في الانهيار، يحاول آخرون بحث ما الذي قد يعكسه ذلك بشأن الاقتصاد، حيث كان يتم ضخ 30 مليون برميل يوميًا- ما كان يشكل 30% من الطلب العالمي- في المخازن حول العالم خلال الشهرين أو الثلاثة الماضية.

وتضيف أنه حتى مع عودة الطلب إلى مستويات ما قبل الفيروس، سيستغرق الأمر فترة طويلة للتخلص من هذا المخزون من الخام.