بعد تضافر جهود جميع فئات الشعب المصري في مواجهة جائحة “كورونا”، والذي ظهر في أداء المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، يرى الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أن نظرة الدولة تغيرت لمؤسسات المجتمع المدني، وذلك بعد دور الأخيرة في مواجهة الأزمة.
sss
“إبراهيم” كشف أن الدولة تعاملت مع الأزمة بكفاءة غير متوقعة، كما أشاد بالشعب، الذي ترفع عن الخلافات والمطالبات الفئوية، فضلًا عن اختفاء الأصوات المعارضة دعمًا للجهود المبذول، إلا أنه انتقد استغلال بعض التجار للكسب المبالغ فيه.
تصريحات “إبراهيم” التي أدلى بها في حوار لـ”360″ تحدث خلالها عن الارتباط بين الإخوان المسلمين والتيار السلفي، معتبرًا الأخير “احتياطي نائم” للجماعة، مستشهدًا بمسيرات الإسكندرية التي رافقت ظهور فيروس كورونا.
كما اتهم مدير مركز ابن خلدون الإخوان بالتخطيط بأن يكون لديهم هذا الاحتياطي من السلفيين.
وعن دعوته للمصالحة مع “الجماعة” عقب ثورة 30 يونيو، ذكر أنها كانت دعوة للمصالحة بين كل أطياف العمل العام، لاستدعاء الظرف حينها توحيد الجبهة، إلا أنه اتهم الإخوان باستغلال هذه الدعوة وإظهارها على أنها مقدمة لخدمتهم.
ولم ينفي “إبراهيم” تواصله مع عدد من أفراد الجماعة على هامش مؤتمر بتركيا، مشددًا على أنه لم يرفض الجلوس مع أحد، حيث يتحدث مع إسرائيليين وأكراد وحتى مع “الجن الأزرق”، وفق قوله.
وفي حديثه تطرق إلى ملف لطالما ثار اللغط حوله، وهو دوره في التواصل بين الإخوان والغرب في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وذكر أن هذا حدث بالفعل أثناء حبسه بسجن طرة، عندما كان يزوره عدد من السفراء الغربيين، حينها تواصل مع السفير الكندي الذي أبدى موافقته على لقاء ممثلين عن الجماعة بشرط إعلان موقفهم من الديمقراطية وقضايا المرأة وحقوق الإنسان وحرية التفكير والإبداع.
وقال إن الحكومة المصرية رفضت مقابلة السفراء الغربيين للإخوان داخل السجن، إلا أنه بعد الإفراج عنه طلب منه الإخوان تنسيق لقاء مع السفراء مع زملائهم من الإخوان خارج السجن وهذا ما تم، حسب قوله.
وعن تعامل الدولة مع ملف حقوق الإنسان قبل ثورة يناير والآن، أكد أن هذا ملف تديره وزارة الداخلية، ولديها طريقة خاصة في إدارته.
وذكر سبب توتر العلاقة بين الدولة والحقوقيين، أن الجانب الأضعف هم الطرف الأخير، موضحًا أن سلاحهم الوحيد هو القلم والفكر، وهذا شيئ لا يذكر بالقياس إلى قوة ومؤسسات الدولة.
كما أشاد بقانون الجمعيات الأهلية حاليًا، موضحًا “أن الرئيس السيسي يشكر المجتمع المدني حاليًا على وقفته في مواجهة جائحة كوورنا، وهو تغير كيفي في نظرة رئيس الدولة، وهو يعني الكثير”.
وعن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالبيت الأبيض أثناء ثورة يناير، كشف أن أحد أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي، دعاه إلى الحضور إلى البيت الأبيض لأنهم في حاجة إلى المشورة لمعرفة كيفية التعامل مع الأوضاع.
وذكر لهم أن ما يجري بالشارع لا علاقة له بحركة معينة، وإنما هو للتعبير عن مطالب مشروعة، لافتًا إلى أن السؤال الأبرز لديهم حينها كان: “هل نقف مع مبارك أم المتظاهرين؟”.
وقال إن الولايات المتحدة كان لديها مخاوف من تكرار النموذج الإيراني مرة أخرى بتحول القيادة للإسلاميين.
وعن الديمقراطية في مصر، أكد أن البلاد في أفضل حالاتها حاليًا للتحول الديمقراطي، موضحًا أن وعي المواطنين أصبح أعلى، وأن الجميع يتحدث في السياسة، من بائع الخضار لأعلى شخص، مشيرًا إلى أن الاهتمام بالشأن العام في القرية كبير، والحديث في السياسة والرأي العام ممهد.
سعد الدين إبراهيم، أبدى اعتراضه على أداء رجال الأعمال المصريين في مواجهة جائحة “كوورنا”، موضحًا أن أدائهم كان أقل من المتوسط، وكان يجب عليهم إعلان حملة تبرعات بجزء من ثرواتهم للخزينة العامة للمساعدة في مكافحة الفيروس.