تطبيع الحياة مع “كورونا”، كان هذا مفاد التصريحات التي أدلى بها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء اليوم الخميس، فيما بدا أنه تغير نوعي في التعامل مع الجائحة التي تعصف بالعالم، تغيرٌ عاد الرجل وفسره بشكل أوضح عندما قال موجهًا حديثه للمصريين: “تعايشوا مع كورونا حتى نصل للقاح أو علاج”.

sss

“مدبولي” لم يترك الأمر للتخمينات أو التحليلات، إنّما عزا التوجه الجديد، إلى تغير نظرة العالم عن كيفية المواجهة مع الفيروس القاتل، وأشار في تصريحاته الصحفية عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي، إلى أن العديد من الدول قررت تخفيف بعض القيود الاحترازية في مكافحة تفشي الجائحة، بسبب الخسائر الاقتصادية التي حدثت.

دعوة رئيس الوزراء المواطنين إلى التأقلم مع الفيروس، رافقها الإعلان عن إجراءات جديدة، بدت لأول وهلة أقل حدة مما سبق اتخاذه في هذا الصدد، وظهر في جزء منها أنها استجابة لمبادرات ودعوات سابقة حثت السلطات على تبني سياسات أكثر مرونة في التعامل مع الأزمة.

“مدبولي” ذكر أيضًا أن كل مجريات الأمور تؤكّد أنّ الإجراءات التي تبنتها الحكومة المصرية كانت صحيحة، ومكنت البلاد من تحمل تداعيات الفترة الماضية اقتصاديًا، ولكن الرجل استدرك قائلًا: “الاقتصاد المصري واجه تحديات وواجه مشاكل بسبب توقف عجلة الاقتصاد وتوقف قطاعات مثل السياحة والطيران، كان الهدف الحفاظ على المواطن المصري، وعليه قررنا تحمل التداعيات الاقتصادية”.

أبرز قرارات الحكومة اليوم شملت تقليص عدد ساعات حظر التجوال، ليبدأ في التاسعة مساءً بدلًا من الساعة الثامنة وحتى الساعة السادسة صباحًا، كذلك فتح المحال والمراكز التجارية طوال أيام الأسبوع حتى الساعة الخامسة مساء، كذلك السماح، اعتبارا من الأسبوع القادم بترخيص المركبات الجديدة.

“طارق العوضي” المحامي الحقوقي، كان قد أعلن مبادرة تحت اسم “نداء إلى القيادة السياسية حول بعض الأزمات التي يجب حلها”، شملت ملف “المحبوسون احتياطيا وسجناء الرأي”، و”العالقون من العمالة المصرية في الخارج وبالأخص في دول الخليج”.

 مبادرة “العوضي” التي أعلنها خلال مقطع فيديو بثه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، شملت أيضًا “أزمة ترخيص السيارات الجديدة في ظل غلق بعض المصالح الحكومية مثل الشهر العقاري”، وهو ما خرجت الحكومة بقرارات إيجابية بشأنه اليوم.

اقرأ أيضًا.. طارق العوضي: أنقذوا سجناء الرأي والعالقين 

قرارات الحكومة شملت اليوم أيضًا تقديم بعض الخدمات، منها فتح وإعادة العمل بعدد من الخدمات اعتبارا من الأسبوع القادم فيما يخص الشهر العقاري وجلسات إعلام الوراثة بالمحاكم.

تصريحات “مدبولي” التي أشارت إلى عودة تدريجية للحياة الطبيعية مع استمرار الإجراءات الاحترازية، أعادت إلى الأذهان حلولًا سابقة كان تحدث عنها اقتصاديون وسياسيون ورجال أعمال للحد من خسائر الاقتصاد.

 أكثر الوجوه التي أثارت ضجة في هذا الشأن، كان رجل الأعمال نجيب ساويرس، عندما شدد على ضرورة عودة تشغيل الاقتصاد، ما فتح عليه سهامًا حادة من النقد.

“ساويرس” صرح بضرورة عودة العمل، متحججًا بالاقتصاد خاصة مع انخفاض نسبة الوفيات وتركزها في شريحة كبار السن، وارتفاع نسبة الشفاء.

اقرأ أيضًا.. السيسي: الدولة ملتزمة بإعادة العالقين.. ودعم العمال المتضررين من كورونا

لم يتوقف رجل الأعمال المثير للجدل عند هذا الحد، وإنما أوضح في مداخلة هاتفية مع برنامج ” القاهرة الآن ” مع الإعلامية لميس الحديدى، أنه لابد من عودة الاقتصاد متسائلاً ” لو كملنا كده البطالة هتزيد والدولة هتدفع إعانات لمين ولا لمين؟”.. مشيراً إلى أن تعطيل الاقتصاد لفترة طويلة قد يؤدى لزيادة تسريح العمالة وإصابتها بالاكتئاب وقد تندفع للانتحار أو تحولها للإجرام.

الحكومة قررت أيضًا، السماح للمطاعم بخدمات “الدليفري” طوال الأسبوع، ونوهت إلى أنه سيتم الإعلان عن مواعيد امتحانات الثانوية العامة والجامعات خلال النصف الثانى من شهر رمضان.

كذلك أعلنت عن السماح للمراكز التجارية بالعمل طوال أيام الأسبوع، بما فيها الجمعة والسبت حتى الساعة الخامسة مساء.

الحكومة عادت وحذرت، أنه حال وجود زيادة غير متوقعة في أعداد المصابين، فإنه سيتم اتخاذ إجراءات أشد قسوة.