مع تخصيص مستشفيات للعزل، أصدرت وزارة الصحة بروتكولاً للفرق الطبية داخل تلك المستشفيات، وتضمن البروتكول الذي استطاع “مصر 360” الحصول على نسخة منه، عدة نقاط من بينها طرق وظروف إجراء المسح على الفريق الطبي داخل مستشفى العزل.
واستهدف البروتوكول العاملين من الفرق الطبية داخل مستشفيات العزل دون غيرهم من المستشفيات العامة والجامعية التي شهدت إصابات بين الفرق الطبية خلال الفترة الماضية.
sss
يقول محمد بدوي السكرتير العام لنقابة طب الأسنان، أن نقابة الأطباء خاطبت وزارة الصحة في منتصف شهر إبريل الجاري للإعلان عن البروتكول الطبي المتبع لتحليل الأطقم الطبية داخل المستشفيات، وذلك مع تزايد حالات الإصابة بين الأطقم الطبية خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى أن وزارة الصحة بالفعل أصدرت بروتوكولا طبيا في الثامن عشر من إبريل خصص لمستشفيات العزل، لكنه يفتقر الكثير من النقاط الهامة.
وقد حدد البروتوكول 3 حالات لإجراء تحليل كاشف كورونا ” pcr” وجاءت الحالات وفقا لترتيبها في البروتكول كالأتي:” إجراء تحليل فيروس كورونا المستجد(الكاشف السريع) لجميع الأفراد المشاركين فور وصولهم للمستشفى وفي حالة ايجابية التحليل يتم العزل وأخذ مسحة وإجراء تحليل pcr.
كما يجرى تحليل فيروس كورونا المستجد(الكاشف السريع) لجميع الأفراد المشاركين قبل مغادرة مستشفى العزل وفي حالة إيجابية التحليل يتم العزل وأخذ مسحة وإجراء تحليل pcr.
أما الحالة الأخيرة التي تسمح بإجراء التحليل:” في حالة ظهور أعراض اشتباه على أحد العاملين يتم العزل وإجراء تحليل pcr فورا ومتابعة الحالة طبيا وفقا للبروتكول”.
يقول الدكتور علاء عوض أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس، أن 50% من الحالات المصابة بفيروس كورونا لا يظهر عليهم أعراض، و35% تظهر عليهم أعراض خفيفية جدا، 15% فقط هم من تظهر عليهم الأعراض الشديدة للفيروس.
ويرى أن الأطقم الطبية لابد أن تلقى رعاية مخصصة خلال تلك الفترة، موضحا أن بداية انتشار العدوى داخل الأطقم الطبية في المستشفيات جرس إنذار خطر.
وحدد أستاذ الكبد والجهاز الهضمي سببين لخطورة انتشار الفيروس داخل المستشفيات الأول أن الأطقم الطبية الأن هي القوى البشرية التي تتعامل مع انتشار الفيروس، والإصابة داخلها يعني تتضاءل عددهم ، والسبب الثاني هو أن الأطقم الطبيبة يخالطون أسر ومرضى كثيرون من بينهم أصحاب الأمراض المزمنة.
تروي طبيبة بأحد المستشفيات فضلت عدم ذكر اسمها، أنها كانت في عملية ولادة لمصابة بفيروس كورونا، وعقب انتهاء العملية لا يستطيع أحد إجراء المسح من الفريق الطبي إلى حين ظهور أعراض، وبالفعل بعد أيام قليلة شعرت أنا وطبيبة التخدير ببعض الأعراض، رفضت إدارة المستشفى إجراء التحليل لنا إلا بعد ارتفاع درجة حرارة طبيبة التخدير، فتم إجراء التحليل لها واستدعيت من منزلي لإجراء التحليل.
يوضح دكتور علاء عوض أن الأطقم الطبيبة داخل المستشفيات لابد من توفير المستلزمات الصحية والوقائية فائقة الجودة داخل المستشفيات، بالإضافة إلى ضرورة إجراء تحاليل للطاقم الطبي في حال مريض أثبت إيجابية تحاليله، ويرى أن هناك خطأ كبير بإشتراط إجراء التحاليل الطبيبة للأطقم الطبية بظهور أعراض.
وكانت منى مينا عضو مجلس نقابة الأطباء سابقاَن قالت في تدوينه نشرتها على صفحتها بموقع “فيسبوك”: “تعليمات وزارة الصحة المصرية بالاعتماد على الاختبار السريع لتشخيص إصابة أو عدم إصابة الأطقم الطبية بالعدوى، ليس لها أساس علمي، وتخالف تعليمات منظمة الصحة العالمية بشكل واضح”.
وأكدت أن الاعتماد على الاختبار السريع قبل خروج الطبيب للمجتمع يساوي المجازفة بالمزيد من احتمالات نشر العدوى وسط الأطقم الطبية والمواطنين، خاصة أن تعليمات وزارة الصحة لا تترك حتى فترة عزل بين الاختبار السريع “سلبي” وخروج عضو الفريق الطبي واختلاطه بالمجتمع.
من جانبه، أشار وكيل عام نقابة الأطباء في مصر، إيهاب الطاهر، إلي أن هناك أزمة بسبب تجاهل المسؤولين بوزارة الصحة لمناشدات النقابة وطلباتها لتوفير العناية والرعاية اللازمة لحماية الأطباء.
ويوضح الطاهر أن المشكلة تتلخص في أن كافة المستشفيات في مصر، ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب انتشار كورونا تتصرف دون لائحة موحدة، فمستشفيات وزارة الصحة تعمل بلائحة، والأخرى التابعة للتأمين الصحي تعمل بلائحة أخرى، والمستشفيات الجامعية تعمل بلائحة ثالثة، وهكذا دون تناغم، ما يؤدي لتساقط المزيد من الأطباء والطواقم الطبية فريسة سهلة للفيروس.
وأصدرت وزارة الصحة قبل أيام قليلة قرار إداري يحمل رقم 1 لسنة 2020، خاص بتقسيم العمل بين أطباء العزل، كما نص القرار على أن من تثبت إصابته بالعدوى أثناء فترة الذاتي بمخالفة قواعد العزل يتم منحه إجازة إجبارية لمدة أسبوعين، ثم يتم اتخاذ الإجراءات التأديبية نحوه لتأثير ذلك على سير العمل.
فيما نشرت نقابة أطباء مصر ملاحظاتها السلبية على قرار هيئة الرعاية الصحية بخصوص تقسيم العمل بين أطباء العزل، مما يحول دون ن تطبيقه عمليًا، مطالبة وزيرة الصحة بإعادة النظر فيه وإلغائه.
ومن بين السلبيات التي سردتها النقابة في بيانها، تقسيم فريق العمل إلى مجموعتين أو ثلاث يعملون بالتناوب، حيث تعمل مجموعة لمدة عشر أو 15 يوما متتالية بشكل متواصل من دون انقطاع وعلى مدار الساعة، على أن تلتزم المجموعة الثانية بالعزل الذاتي من دون مخالطة أي فرد خلال هذه الفترة، ثم يتم التبادل بينهما وهكذا.
ويرى محمد بدوي السكرتير العام لنقابة طب الأسنان، أن هذا النظام يستلزم انقطاع عضو الفريق الطبي عن الحياة العامة وعن البشر وعن رعاية أسرته طوال فترة غير معروف أمدها، في المقابل لم يتضح المقابل المالي وخصوصا أن هناك مستحقات متأخرة لبعض الأطباء حتى الآن، بالإضافة إلى أنه مجرد النص على محاسبة من يصاب بالعدوى رسالة بالغة السلبية لأعضاء الفريق الطبي.
وفي أخر إحصائيات نقابة الأطباء، أعلن عن إصابة 43 ووفاة 3 من الفرق الطبية داخل المستشفيات، وبعدها بأيام قليلة أعلن عن 17 إصابة بين الفرق الطبية داخل مستشفى القصر العيني الفرنساوي.
وكان ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، جون جبور، قد أكد على أن 13% من حالات الاصابة بفيروس كورونا في مصر من نصيب العاملين في المجال الصحي.