تنفذ قوات مكافحة الإرهاب التابعة للداخلية المصرية، بمساندة من القوات المسلحة، حاليًا، عمليات مداهمة وتمشيط واسعة النطاق في مدينتي العريش وبئر العبد، شمال سيناء، إثر الهجوم الإرهابي الذي وقع ليل الخميس، وأسفر عن استشهاد 10 عسكريين.
sss
كانت عبوة ناسفة انفجرت في إحدى المركبات المدرعة الخاصة بالجيش المصري، أثناء سيرها على طريق فرعي جنوب مدينة بئر العبد، ما أسفر عن استشهاد وإصابة ضابط وضابط صف و8 جنود.
وربط الكثيرون من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل مباشر، بين مسلسل “الاختيار” المعروض حاليًا، والذي يحكي قصة العقيد الشهيد أحمد منسي، وبين الهجوم الإرهابي الجديد. وحقق المسلسل نجاحًا ساحقًا منذ عرضه، كونه يظهر التناقض الكبير بين كل من الضابط أحمد منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، والذي استشهد 7 يوليو عام 2017، في هجوم إرهابي، وبين زميله الإرهابي هشام عشماوي، الضابط السابق في الجيش المصري، لكن أثر كل منهما بشكل مختلف تمامًا على الأمن القومي.
الجماعات الإرهابية في شمال سيناء أصيبت بـ “الجنون”؛ بعد النجاح الكبير لمسلسل “الاختيار”، الذي يكشف عن بطولات ضابط الصاعقة الشهيد أحمد المنسي، أثناء محاربته للإرهاب بشمال سيناء
وضمن تغطيتها للحادث، قالت إحدى الصحف المصرية إن الجماعات الإرهابية في شمال سيناء أصيبت بـ “الجنون”؛ بعد النجاح الكبير لمسلسل “الاختيار”، الذي يكشف عن بطولات ضابط الصاعقة الشهيد أحمد المنسي، أثناء محاربته للإرهاب بشمال سيناء، وبطولات العديد من ضباط القوات المسلحة لمحاربة الإرهاب، وتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، كما أعاد مسلسل “الاختيار” الروح الحماسية لدى المواطنين، والتف المصريون حول الشاشة لمتابعة الأحداث البطولية التي قام بها رجال القوات المسلحة في شمال سيناء.
وتعد هذه العملية الإرهابية، محاولة جديدة للانتقام من الشعب المصري، واحتفائه برجال القوات المسلحة، استهدفت العناصر الإرهابية مدرعة بعبوة ناسفة، في بئر العبد، ما أسفر عن استشهاد وإصابة ضابط، وصف ضابط، و8 جنود.
من جانبه، كتب الصحفي والإعلامي مصطفى بكري في تغريدة على موقع تويتر قائلا “إن العملية الإرهابية التي وقعت ضد أبطالنا في بئر العبد وأدت إلى استشهاد وإصابة ضابط وصف ضابط وثمانية من الجنود، أبدا لن تنال من عزيمتنا في مواجهة الإرهاب، إنها محاولة يائسة تأتي بهدف الرد على مسلسل الاختيار والتفاف الشعب المصري حول بطولات الجيش المصري والفخر بها”.
واعتبر الكثيرون من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن العمل الدرامي الذي يتناول بطولات العقيد أحمد منسي، “استفز الإرهابيين”. ونشرت مستخدمة لموقع تويتر تدعى سلوان علي، صورة لجهاز التلفاز ويظهر فيه الفنان أمير كرارة (بطل المسلسل) بالزي العسكري المصري، في لقطة من المسلسل، بينما يظهر شريط الأخبار العاجلة في أسفل الشاشة للإعلان عن الهجوم الإرهابي وضحاياه.
وعلقت على الصورة بالقول: “خبر عاجل والمسلسل شغال: انفجار عبوة ناسفة في شمال سيناء أسفر عن استشهاد وإصابة ضابط وضابط صف و8 جنود.. اللي بنتفرج عليه كمسلسل هو حقيقية عايشنها كل يوم، واللي مش شايف دا يبقى أعمى أو عنده مشكلة. الله يرحم اللي استشهدوا النهاردة وكل أبطالنا في سيناء”.
فيما قالت مستخدمة أخرى تدعى حنين عماد، في تغريدة على تويتر: “أعتقد أن بعد مسلسل الاختيار، أي خبر عن تفجير في سيناء واستشهاد الضباط والعساكر، مش هيعدي مرور الكرام على بعض الناس زي الأول”.
النفوس الخبيثة الغادرة
علّق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء الخميس، على الهجوم الإرهابي. وقال السيسي في تدوينة على صفحته الرسمية على تويتر “نالت يد الغدر اليوم من أبنائنا الأبطال جنوب مدينة بئر العبد، فقوى الشر لا تزال تحاول خطف هذا الوطن”. وأضاف “لكننا بفضل الله ثم بفضل أبناء مصر وجيشه القوي، صامدون بقوة وإيمان، وقادرون أن نحطم آمال تلك النفوس الخبيثة الغادرة”.
وتابع “رحم الله أبناءنا، وكل من قدم نفسه شهيدًا أو مصابًا فداءً لمصر، رحم الله كل من روى بدمائه وعرقه تراب هذا الوطن كي يبقى نابضا بالحياة وتظل رايته مرفوعة.. حفظ الله مصر وشعبها”.
من جانبه، نعى السفير دياب اللوح سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، شهداء الجيش المصري، وقدّم السفير «اللوح» باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني خالص العزاء في شهداء مصر الأبرار الذين ارتقوا خلال قيامهم بواجبهم الوطني لحماية الوطن، داعيا الله عز وجل بالشفاء العاجل لكل المصابين الأبطال، وأن يلهم عوائل الشهداء الصبر والسلوان، مشددا أن الارهاب لن ينال من مصر الكنانة، وأن جيشها العظيم سيبقى خط الدفاع الأول وسيقضي على الإرهاب ليحافظ على أمن الوطن واستقراره.
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في بيان، مساء الخميس، إن “الإرهاب الآثم يسعى بكل قوة لنشر الخراب والدمار في كل مكان، وأنه يستهدف خير أجناد الأرض لأنهم يتصدون بكل قوة لعملياتهم الإرهابية ويقدمون أرواحهم بطيب خاطر فداء لوطننا الغالي مصر”.
مفتي الجمهورية: الإرهاب الآثم يسعى بكل قوة لنشر الخراب والدمار في كل مكان، وأنه يستهدف خير أجناد الأرض لأنهم يتصدون بكل قوة لعملياتهم الإرهابية
وأضاف مفتي الجمهورية أن “دماء شهدائنا الأبرار ستكون لعنة تحل على هؤلاء الارهابين المفسدين الخائنين، مصداقا لقول المولى عز وجل: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)”.
وأدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية التفجير الإرهابي، وقال المرصد إن “نجاح العملية الشاملة التي قامت بها القوات المسلحة في التصدي لهذه الجماعات في سيناء دفعهم إلى التراجع ومحاولتهم شن عمليات إرهابية متفرقة من وقت لآخر في محاولة للعودة مرة أخرى والظهور، بل والسعي وبقوة نحو نشر الدمار والخراب بعمليات مثل زرع العبوات الناسفة على جانبي الطرق واستهداف عناصر القوات المسلحة لأنهم نجحوا في ضرب قوتهم والقضاء على جزء كبير من وجودهم على الأرض”.
مرصد الفتاوى التكفيرية: ما تقوم به الجماعات الإرهابية إنما هو مخالف لكافة التعاليم الإسلامية التي تحث على حفظ الأنفس وعمارة الأرض
وذكر المرصد في بيانه أن “ما تقوم به الجماعات الإرهابية إنما هو مخالف لكافة التعاليم الإسلامية التي تحث على حفظ الأنفس وعمارة الأرض، ويؤكد على أن ما تقوم به هذه العناصر ومن هم على شاكلتها إنما يعد إفسادًا في الأرض وهم بذلك يستحقون الخزي من الله في الدنيا والآخرة”.
من جهته، قال الدكتور نظير عيّاد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن “هؤلاء الارهابين تجردوا من كل معانى الإنسانية والرحمة بفعلهم هذا، ولن تفلح مخططاتهم الخبيثة التي يخططون لها، ولهم الجزاء الأليم في الدنيا والآخرة”.
ومن جانبه، قال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر،
«إن مصر صامدة في وجه هذا الإرهاب الأسود، ولن تثنيها هذه المحاولات عن المضي في طريق النهوض والتقدم. ونصلي إلى الله أن يمنح العزاء والسلوان لأهل الشهداء، الذين قدموا أرواحهم فداءً لوطننا الغالي، والشفاء العاجل لجميع المصابين، وأن يمنح مصرنا العزيزة السلام والأمان».
