فجّرَ انضمام الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل، إلى مجلس الإشراف العالمي على محتوى منصتَي “فيس بوك” و”انستجرام”، موجة من الرفض والخوف الشديدين، بسبب مواقفها العدائية تجاه الرأي الآخر، فضلًا عن دعمها لجماعات الإسلام السياسي، وتعاطفها مع جماعة الإخوان المسلمين، وعدائها لأنظمة سياسية في المنطقة العربية.

sss

البداية كانت في مايو الجاري، بإعلان شركة “فيس بوك”، عن أسماء 20 شخصًا من 40، سيمثلون أول هيئة مستقلة لمراقبة المحتوى عبر منصتيها الاجتماعيتين واسعتي الانتشار، كانت “كرمان” من ضمنها.

حظر كل من يخالفها الرأي

الانتقادات التي وجهت لـ”كرمان” عبر مواقع التواصل، جاءت بسبب اشتهارها بآرائها المنحازة، وحظر كل من يخالفها الرأي، وخشية من استغلال دورها الرقابي لحجب أي محتوى يناهض قناعاتها، أو غلق حسابات تتبنى وجهة نظر معارضة لوجهة نظرها.

ودشّن الكثيرون وسم #NoTawakkolKarman، مطالبين عبره إدارة فيس بوك بإلغاء اختيار “كرمانط، واصفين إياها بالشخصية “غير المستقلة التي لا تقبل الرأي الآخر”.

عدوة صريحة لأنظمة سياسية بالمنطقة

“منح الإشراف على موقع فيس بوك في مصر لجماعة الإخوان”، هذا ما صرح به الطبيب المصري ­هاني راجي، موضحًا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى غلق الموقع الأزرق في مصر والسعودية والإمارات، بحسب “رصيف 22”.

اقرأ أيضًا:

مجلس رقابة المحتوى.. “فيس بوك” يُعيد محاكم التفتيش إلكترونيًا

وكتب: “فيس بوك عمل لجنة أخلاقيات عليا حط فيها مدام توكل كرمان للإشراف على البوستس (المنشورات) التي تخص منطقتنا. هذا معناه منح إشراف على فيس بوك مصر للإخوان مباشرةً! هي عدوة صريحة لأنظمة سياسية من مصر للسعودية والإمارات، إما أن يتم حذفها من اللجنة أو مصير فيس بوك الإغلاق!”.

و”كرمان” ممنوعة من دخول مصر منذ أغسطس عام 2013 لرفضها عزل محمد مرسي ومحاولتها الانضمام إلى تظاهرات ميدان رابعة العدوية آنذاك.

إغلاق الصفحات المخالفة لرأيها

الناشطة اليمنية هيفاء مالك، توقّعت إغلاق الصفحات المعادية لفكر الإخوان المسلمين، مبدية استغرابها من هذه الخطوة التي أقدمت عليها شركة “فيس بوك”، موضحة أن “دعم الإخوان دعم عالمي”.

 واعتبرت “مالك” أن “إدارة فيسبوك تختار الإصلاحيين وعناصر تنظيم الإخوان المسلمين لمراجعة منشورات القوم… أي أن دعم الإخوان المسلمين هو دعم عالمي من أجل نشر الكراهية وفوبيا الإسلام”، بحسب موقع “رصيف 22”.

وقالت: “شربنا الدين على يدي أفكار ومعتقدات الإخوان المسلمين فانتشر التخلف والكراهية وداعش والقاعدة والفقر والمرض والتحرش والمصائب بينما صفحات داعش وداحس لا تغلق”.

وتوقّعت إغلاق الصفحات المعادية لفكر الإخوان المسلمين: “مبروك لنا إغلاق صفحاتنا كل مرة بأوامر قيادات الإخوان المسلمين. كل صفحاتي للسنوات الماضية كانت تغلق بسبب منشوراتي ضد حزب الأوساخ (الإصلاح). عرفتم الآن سبب إغلاق صفحاتكم؟”.

اختيار كارثة

وكتب كامل الخوداني، وهو صحفي يمني ورئيس مجلس إدارة مؤسسة “بناء حياة للتنمية والحقوق والحريا‎‎ت”: “أول ما قرأت خبر اختيار توكل كرمان مشرف على محتوى فيس بوك، دخلت حسابي ورحت أصور وأنسخ مقالاتي ومنشوراتي لأنه سيكون ضمن أول قائمة حسابات بتقدم فيهن بلاغ لإغلاقها. اختيارها كارثة مسويّة حظر لنصف اليمنيين ولا تتقبل النقد أو الرأي وحاقدة وتعمل لمشروع معين”.

قائمة حظر “كرمان”

ودعا رئيس “مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية” غير الحكومي في اليمن خالد الشميري إدارة فيس بوك أولاً إلى الإطلاع على قائمة الحظر لحسابات كرمان، وتساءل: “إنسانة تقوم بحظر كل من يخالف رأي الإخوان تقريباً، كيف ستثق إدارة فيسبوك في نزاهتها ومراقبتها للمحتوى؟ كارثة”.

و”كرمان” أول امرأة عربية فازت بجائزة نوبل للسلام عام 2011، عقب اعتصامها في خيمة عدة أشهر خلال احتجاجات مؤيدة للديمقراطية أدت في النهاية إلى تنحي الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، وعُدّت رمزاً للانتفاضة اليمنية وأطلق البعض عليها “المرأة الحديدية” و”أم الثورة”.

جاء هذا في الوقت الذي أعرب فيه معلقون يمنيون عن فخرهم بـ”الإنجاز الجديد لابنة ثورة 11 فبراير”، معتبرين منتقديها “ذباباً إلكترونياً”.

مهام المجلس

وتقتصر مهام المجلس المزمع، في تحديد ما ينبغي حجبه وما يجب أن ينشر في ما يتعلق بالمواضيع الخلافية، وستكون قراراتهم ملزمة لـ”فيس بوك” “إذا لم تتجاوز القانون”.

ويضم المجلس أعضاء من أساتذة القانون والقادة السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحفيين، وتبلغ تكلفته 130 مليون دولار أمريكي.

حماية أصوات الناس

وأعربت كرمان، عبر حساباتها، عن سعادتها بالانضمام للمجلس، لافتة إلى أن انضمامها يأتي “للمساعدة في حماية أصوات الناس والدفاع عن حرية التعبير”.

وقالت إنها “فخورة” بأن زملاءها في مجلس الإشراف على فيسبوك من خلفيات متنوعة دينياً ومهنياً وسياسياً، ويتحدثون أكثر من 27 لغة، وفي عدادهم أكاديمية إسرائيلية واحدة.

اقرأ أيضًا:

شهرة أم ترفيه.. “تيك توك” خطر مسلط تحت قناع براق

وتابعت: “سنعمل بكل استقلالية وشفافية للفصل في قضايا المحتوى في فيسبوك وإنستغرام واتخاذ قرارات ملزمة بشأن ما يُنشر وما الذي لا يُنشر فيهما، مع مراعاة حرية التعبير ومبادئ حقوق الإنسان، وسنكون عدسة ناقدة، وقراراتنا ملزمة للموقعين المعروفين بغض النظر عن مصالحهما الاقتصادية والسياسية”.

وقالت: “ما أنشره من مواقف ووجهات نظر في صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي يعبّر عن وجهة نظري لا عن وجهة نظر فيس بوك وإنستجرام، ولذا لزم التنويه”.

لمطالعة النص الأصلي من هنا..