“رددوا أغنية عيد ميلاد سعيد مرتين متتاليتين أثناء غسل اليدين”، كانت هذه هي النصيحة التي قدمها وزير الصحة البريطاني “مات هنكوك” لمواطنيه في بداية أزمة “كورونا” وإلى الآن، احترازًا من انتشار الفيروس القاتل.

sss

وأثارت هذه النصيحة عدة تساؤولات، حتى تبين أن الوقت المستغرق لترديد تلك الأغنية مرتيتن متتاليتين يبلغ 29 ثانية تقريبًا وهي المدة الكافية علميًا لقتل أكبر قدر من الجراثيم على اليدين، وفقاً للتقرير العلمي الصادر عن منظمة الصحة العالمية، والتي أقرت بأن المدة تحديدًا من 20 لـ 30 ثانية.

فبحسب تجارب علمية أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض الوقائية منها مركز “سي دي سي” تبين أنه باختبار الفروق بين غسل اليدين لمدة 5 ثوان، و 10 ثوان و15 ثانية و20 ثانية الموصى بها، وجد العلماء أن المدة الأخيرة هي فقط الكافية لقتل أكبر وأخطر أنواع الجراثيم.

اقرأ أيضًا:

 

تطبيقات المواعدة.. البديل الآمن للبحث عن الحب في زمن “كورونا”

وأجريت التجارب باستخدام سائل تنظيف دون رغوة، وباستخدام الأشعة فوق البنفسجية رُصد أنه بمرور كل 5 ثوان يتم قتل عدد لا نهائي من الجراثيم والبكتيريا الضارة، وتقل حجمها وكميتها تمامًا عند الوصول لـ 20 ثانية، فبعد الخمس ثوان الأولى تقتل الجراثيم في راحة اليد، وبعد الخمسة الأخرى يتم القضاء على بعض الجراثيم الموجودة حول الأصابع، وكشفت الأشعة أن كل أو معظم الجراثيم تُقتل بمد فترة الغسيل لأطول فترة ممكنة على ألا تقل عن 20 ثانية بل تزيد.

الصحة العالمية

وأوضح الدكتور علاء الدين صابر استشاري الأمراض المعدية، أن هناك قواعد وضعتها منظمة الصحة العالمية لغسل اليدين للقضاء على تضخم البكتيريا والتي تعد هي الطريقة الأصح عليمًا، مشيرًا إلى أنها تشمل “فرك اليدين” من جميع الاتجاهات إلى الاتجاه الأسفل، ويعود السبب العلمي في ذلك إلى أنه باستخدام المياه والصابون والفرك الدائم لليدين للأسفل تتحرك معهم البكتيريا للأسفل حتى تنزل من ليدين تمامًا.

اقرأ أيضًا:

الماريجوانا” تحقق مكاسب خيالية من وراء كورونا.. ومخاوف من “عصر المدمنين”

وأضاف أنه يجب غسل اليدين بعد العطس أو السعال ورعاية شخص مريض، أو التعامل مع أدوية، وكذلك قبل وأثناء وبعد إعداد أو تناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض أو مساعدة الأطفال على الدخول للمرحاض، بالإضافة لضرورة غسلهما بعد لمس القمامة.

وتابع أن غسل اليدين يعد أفضل من استخدام “الكحول”، لكن لا مانع من الاعتماد على الأخير حال تعذر غسل اليدين، مشيرًا إلى أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن هناك جراثيم يخلفها “الكحول” على اليدين مهما بلغت نسبة تركيزه، فلا يجب أن يتم الاعتماد عليه بشكل كلي داخل وخارج المنزل، وفق قوله.