في ضربة أمنية جديدة لتنظيم “داعش” هي الثانية خلال أقل من شهرين، اعتقلت الشرطة الإسبانية، الجمعة، في أحد الأحياء الشعبية بمدينة برشلونة، عضوًا بارزًا في التنظيم، وصفته بأنه “داعشي شديد التطرف”، وأحد أخطر “الذئاب المنفردة” التابعة للجماعة الإرهابية، مشيرة إلى أن عملية الاعتقال تمت بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات المغربي، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.

sss

وأضافت الشرطة أن الرجل، وهو مواطن مغربي، كان يخطط “منفردًا” لتنفيذ عملية إرهابية كبيرة، ولكن قوات مكافحة الإرهاب عاجلته قبل نجاحه في ذلك، بعد إشعار تلقته السلطات الإسبانية من جهاز الاستخبارات المغربية، قبل فترة طويلة من مداهمة قوات الشرطة الشقة التي كان يقيم فيها “الداعشي” المتهم، وإلقاء القبض عليه.

اقرأ أيضًا: يتحركون مثل الفيروس.. سقوط “ذبّاح داعش” في إسبانيا متنكرًا بـ “كمامة”

وتلاحق الشرطة الإسبانية عشرات المواطنين من أصول عربية، ممن ذهبوا للقتال في صفوف تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، خشية قيامهم بشن هجمات إرهابية على غرار الهجوم الذي قُتل فيه 16 شخصًا في برشلونة عام 2017.

بيان “شعبة مكافحة الإرهاب”: الشعبة كانت تتعقّب “الداعشي” المغربي عن كثب، وتراقب مكالماته الهاتفية وصفاته الشخصية على الإنترنت بدقة، وترصد جميع تحركاته في برشلونة وضواحيها

وذكر بيان لـ “شعبة مكافحة الإرهاب” التابعة للحرس المدني الإسباني، صدر صباح أمس، السبت، أن الشعبة كانت تتعقّب “الداعشي” المغربي عن كثب، وتراقب مكالماته الهاتفية وصفاته الشخصية على الإنترنت بدقة، وترصد جميع تحركاته في برشلونة وضواحيها، بهدف استغلاله كخيط لمعرفة أكبر عدد ممكن ممن كان يتعامل معهم، ومن ثم القبض على أعضاء آخرين في التنظيم، غير أنه كان شديد الحذر والتحوط، لذلك اعتقلته في النهاية خشية تنفيذه أي عمليات إرهابية.

وأوضح البيان أن المشتبه به من أعضاء تنظيم «داعش» البارزين، وأنه انتمى للتنظيم منذ 4 أعوام، وكان يعتمد في تحركاته مظهرًا خارجيًا وتصرفات لا تثير حوله الشبهات بالانتماء إلى تنظيم متشدد، كما أن نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن مثار شكوك في ميوله المتطرفة، غير أن الاستخبارات المغربية أكدت انتماءه للتنظيم، وأنه يخطط للقيام بعملية في برشلونة على طريقة “الذئاب المنفردة”.

“ذبّاح داعش” والذئاب المنفردة

قال المحققون الإسبان إن العملية الأخيرة تأتي في سياق الجهود المكثّفة التي تبذلها أجهزة مكافحة الإرهاب الإسبانية والدولية، خصوصًا بعد النداء الذي وجهه مؤخرًا تنظيم «داعش» الإرهابي «إلى العناصر المنفردة المستقرّة في بلاد الغرب للتعبئة، والقيام بهجمات في أماكن إقامتهم».

كشف البيان عن أنه بعد إعلان حالة الطوارئ، منتصف شهر مارس الماضي، بدأ “الداعشي” المغربي ينشط بصورة لافتة جدًا و”مثيرة للقلق”

وكشف البيان عن أنه بعد إعلان حالة الطوارئ، منتصف شهر مارس الماضي، وبعد أن رُفعت حالة التأهب لمواجهة الأعمال الإرهابية إلى المستوى الرابع، تحسبًا لاستغلال العناصر المتطرفة أزمة تفشي فيروس كورونا في البلاد، للقيام بأعمال إرهابية، رصدت إحدى فرق المراقبة والمتابعة في “شعبة مكافحة الإرهاب” أن “الداعشي” المغربي بدأ ينشط بصورة لافتة جدًا و”مثيرة للقلق” خلال الآونة الأخيرة.

وأفادت المعلومات بأن مراقبة المشتبه به، وما واكبها من تحقيقات تمت بالتعاون الوثيق بين الغرفة الرابعة في المحكمة الوطنية الإسبانية، وجهاز المخابرات الداخلية في المغرب ومكتب التحقيق الفيدرالي في الولايات المتحدة، تبيّن خلالها كيف أنه كان ينتهك بانتظام تدابير العزل المفروضة خلال أزمة الفيروس، ويتحرّك بحذر شديد وحيطة لتحديد مواقع تكون أهدافًا لعمليات إرهابية محتملة.

وكانت الشرطة الإسبانية ألقت القبض في أبريل الماضي على شاب يدعى عبد المجيد عبد الباري، “ذبّاح داعش” الشهير، وهو بريطاني من أصل مصري ظهر في عدد من فيديوهات “الذبح” التي نشرها التنظيم، وذلك في عملية أمنية تمت بمدينة ألميريا الجنوبية، وقالت الشرطة، في حينه، إنه عاد من مناطق القتال في سوريا والعراق إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية عبر البوابة المغربية.

وكان “عبد الباري” يخطط مع اثنين من رفاقه، لتحديد أهداف معينة لعمليات إرهابية محتملة، ويعمل من خلال شبكة معقدة على توفير الدعم اللوجيستي لـ “الذئاب المنفردة” الناشطة في إسبانيا، وفي دول أوروبا بشكل عام.