” ابن تيمية ده راجل مظلوم، بريء منهم وفتاويه صدرت في وقت كان الهجوم فيه عنيف على الإسلام، فكان يجب الدفاع عنه وحين ذهب  إلى التتار لرد الأسري قال له زعيمهم ستأخذ الأسري المسلمين فقال له سأخذ الأسري المسيحيين واليهود قبل المسلمين”، جاء هذا على لسان الشيخ رمضان عبد المعز أحد علماء الأزهر الشريف، وإمام المركز الإسلامي بنيويورك في فترة سابقة.

sss

ما قاله الشيخ عبد المعز أدى للاندهاش لأنه يحاول أن يبرأ شخصا يعد مرجعية كبري للمتطرفين والإرهاب وتعتبر كتاباته وما تركه مسند قوي لكثير من الجماعات الإسلامية المتطرفة عبر التاريخ، مرورا بالتاريخ الحديث والوهابية وحتي داعش وفد اتخذوا من فتاواه سببا لإراقة الدماء .

وحديث عبد المعز داخل المسلسل الذي حضر داخله كضيف شرف وفى الأغلب لم يكن مكتوبا في السيناريو، ويعد اجتهاد شخصي من الرجل الأزهري والإمام بوزارة الأوقاف المصرية، لم يكن الأول من قبل تابعي المؤسسة الدينية لتبرئة صورة ابن تيمية.

اقرأ ايضا:

“دعهم يموتون”.. الوفاة تفتك بالمعارضين المضربين عن الطعام في سجون تركيا

موقع دار الإفتاء المصرية هو الأخر كتب عن ابن تيمية في حديث ورد عنه استخدام فتاواه من التكفيريين والمتطرفين:”قال إن غياب التوثيق في فتوى ابن تيمية أدي إلى تحريفها بشكل أهدر كثيرا من دماء المسلمين وغيرهم، بل وأضر بمقاصد الشريعة وهدفها، وتسبب في تشويه صورة الإسلام والمسلمين ووصمها بالتطرف والعنف والإرهاب وبخاصة أن ترجمة الفتوى إلى اللغة الانجليزية والفرنسية قد اعتمدت على النص المصحف قد جانبهم الصواب فى توثيق النص وقراءته”.

يقول راشد الغنوشي أحد وجوه التيار الإسلامي  في تونس  في كتابه ” القدر عند ابن تيمية”، إن ابن تيمية هو أبو الصحوة الإسلامية وأنه ملهما عنيفا ملثم صاحب البارودة والقنبلة وخطاب التفجير والقتل، أيضا هو ملهما للوسطي المعتدي.

ابن تيمية هو تقي الدين أبو العباس أحمد الحراني الشهير باسم ابن تيمية، وهو فقيه ومفسر وعالم مسلم عاش فى الفترة من 1263 إلى 1328 ميلادية، نشأ تابع للمذهب الحنبلي، واجه السجن عدة مرات واتهم بتحريض العامة فى دمشق وعاصر المغول وهجومهم على الشام، وفى وقت من عمره جاء إلى الإسكندرية فى مصر وقت السلطان محمد بن قلاوون، وقد سُجن بإجماع قضاة المذاهب الأربعة، وبهذا الإجماع كتب السلطان الناصر بن قلاوون منشورا قُرئ على منابر الشام ومصر، يحذر من إتباع أفكاره وعاد بعد سنوات إلى دمشق حتي مات.

كان له الكثير من الفتاوي التي تنتهي بالقتل والتكفير، لأمور بسيطة فى الدين أو العبادات والممارسات، واتخذه الكثيرين ملجأ لهم لتبرير القتل والتطرف.

بالنسبة لجزئية التتار واليهود كتب ابن تيمية: ” اليهود يصممون ويصرون على باطلهم، لما فى نفوسهم من الكبر والحسد والقسوة وغير ذلك من الأهواء وأما النصارى فأعظم ضلالا منهم وأن كانوا فى العادة والأخلاق أقل شرا منهم فليسوا جازمين بغالب ضلالهم بل عند الاعتبار تجد من ترك الهوى من الطائفتين ونظر نوع نظر تبين له الإسلام حقا “.

الباحث رائد السنهوري قدم دراسة فى كتاب “نقد الخطاب السلفي” الذى يعود إلى 2010 نقدا تحليلا للخطاب السلفي المتمثل فى ابن يتمية كأحد روافد التطرف.

اقرأ ايضا:

مؤلف “النهاية”: العمل صناعة مصرية ومن يصفه بـ”المسروق”لم يدرس دراما (حوار)

جاء بالكتاب الكثير من الأفكار التي خصت كتب ابن تيمية ومؤلفاته الغزيرة التي استند إليها الكثير من الجماعات الاسلامية المتطرفة ومنها ما يلي:   

الكافر عند ابن تيمية هو كل من لم يؤمن سواء بلغته الرسالة أم لم تبلغه، وسواء أكان مكذبا لها أم كان غير مكذب، وسواء أكان مترددا أو شاكا أو معترضا عن النظر لسبب من الأسباب، أو مجتهدًا فأخطأ في معرفة الحق، أو حتى كان غافلا الغفلة المطلقة.

وقال ابن تيمية “وأما الكفار فلم يأذن الله لهم في أكل شيء ولا أحل لهم شيئًا ولا عفا لهم عن شيء يأكلونه، بل قال “يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا” فشرط فيما يأكلونه أن يكون حلالا، وهو المأذون فيه من جهة الله ورسوله، والله لم يأذن في الأكل إلا للمؤمنين به فلم يأذن لهم في أكل شيء إلا إذا آمنوا، ولهذا لم تكن أموالهم مملوكة لهم ملكا شرعيا” وحسب هذا الفهم لابن تيمية فكل من هو خارج جماعة المسلمين لا يحل له أن يأكل من رزق الله تعالى.

ويستطرد الكاتب تحليله لرؤية وفقه ابن تيمية لغير المسلم فيصل إلى نتيجة مفادها أن الأصل عند ابن تيمية هو معاداة الكافر حتى لو أحسن وأعطانا و أكرمنا، وسيرا على نهج ابن تيمية نجد الشيخ العثيمين، يقول: “إذا رأيت النصراني أغمض عيني كراهة أن أرى بعيني عدو الله “(مجموع فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين ج 10 : 637)، فلا غرابة إذن حينما نجد السلفيين الآن يسبون المسيحيين ويطردونهم من دورهم ويعتدون عليهم، فهم بحكم ابن تيمية أعداء الله، لا يتوقف الأمر عند هذا الحد لدى ابن تيمية، بل ينادي بوجوب إهانة غير المسلم وإهانة مقدساته إذ يقول “فإن كل ما عظم بالباطل من مكان أو زمان أو حجر أو شجر يجب قصد إهانته.

مقولة ابن العربي “المرأة كاللحم على وضم”، وهي أحوج للرعاية والملاحظة من الصبي، أما الوضم فهو الخشبة التي يوضع عليها اللحم ليقطعه الجذار، وهذه العبارة تطلق على من بلغ الغاية القصوى في الضعف، و ابن تيمية هنا يرى المرأة على هذه الصورة فيقول: “معروف بالتجربة أن المرأة تحتاج من الحفظ والصيانة مالا يحتاج إليه الصبي، فهي بحاجة إلى وصاية كما يحتاج الصبي، بل هي أشد منه حاجة إلى الرعاية والعناية والحفاظ والصيانة، فأم الصبي مثلا تحتاج إلى الحفظ أشد من حاجة ابنها نفسه الذي ترعاه وتربيه!.

ولا يقرر فقط ابن تيمية “زواج الصغيرة ” بل أيضا يرى ابن تيمية أن لأبيها أن يجبرها ويكرهها ويزوجها بغير إذنها!. أما حول تعليم المرأة فيقوم الكاتب بتفنيد آراء ابن تيمية والتي يتصدرها “يذكر شيخ الإسلام عن بعض المتكلمين: أنهم أوجبوا النظر والاستدلال على كل أحد حتى على العامة والنساء، بالرغم من أن جمهور الأمة على خلاف في ذلك”، وقوله (حتى النساء) يوحي بأن الأصل عنده أن النساء غير مؤهلات للنظر!.

اقرأ ايضا:

سد إثيوبي جديد ينتهك حقوق المياه.. ومصر تصعّد لمجلس الأمن

كما ينقل ابن تيمية نصًا لعمر بن الخطاب في أنه كان ينهي النساء من تعلم الخط ويضع أدلته من المرويات للهجوم على المرأة ويتهمها بالنقص في مقابل كمال الرجل، فالمرأة عورة، والنساء أعظم الناس إخبارا بالفواحش، ولا تصح إمامتها للصلاة، وأنها “المرأة” أسيرة للزوج، وهي كالمملوك له، وعلى المملوك والعبد الخدمة ويكثر الكاتب في أدلة ابن تيمية حول هذه النقطة فيعدد أسانيد ابن تيمية في أوجه الشبه بين المرأة والعبد المملوك.

الأصل فى أحاديثه أكثر من 200 وضعية “من لم يستتاب يقتل” ومنها الرجل البالغ إذا امتنع عن الصلاة أو ترك فرائضها فإن استتاب والا قتل، من ادعي أن له طريق يوصله إلى الله غير الشريعة كافر يستتاب أو يقتل.

يذكر أن ابن تيمية قبل موته استتاب من أرائه أكثر من مرة وكتب الاستتتابة بخط يديه.