وقعت الأنظمة الاقتصادية، كأكثر ضحايا فيروس كورونا المستجد تضررًا، فبحسب الأمم المتحدة فإن 49 مليون شخص حول العالم معرضون للسقوط في براثن الفقر المدقع بسبب الجائحة.

sss

نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، شددت على أنه يجب إظهار تضامن استثنائي من أجل أن يخرج جميع الناس من المحنة أقوى من ذي قبل.

طوارئ تنموية

“لدينا حالة طوارئ صحية وحالة طوارئ إنسانية والآن حالة طوارئ تنموية، هذه الحالات الطارئة، تزيد من حالات عدم المساواة القائمة، في البلدان المتقدمة نشهد معدلات أعلى للوفيات بين الفئات المهمّشة بالفعل، وفي البلدان النامية، ستضرب الأزمة السكان الضعفاء بشكل أكبر”، بحسب “محمد” في تصريحات صحفية.

“الجائحة” تقول “أمينة محمد” إنها تفضح ضعف وهشاشة المجتمعات، حيث تساهم في تفاقم مستويات الفقر المدقع الحالية في العالم النامي.

اقرأ أيضًا:

استيراد الغذاء في الدول العربية.. سياسة واحدة ومجاعة في الأفق

صندوق النقد الدولي يتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بحدة -بنسبة 3 في المائة هذا العام، تقول المسئولة الأممية، والتي تنقل تحذيرات منظمة العمل الدولية من أن 1.6 مليار عامل في مجال الاقتصاد غير الرسمي، أي ما يقرب من نصف القوى العاملة العالمية، يواجهون خطرا مباشرا بتدمير سبل عيشهم. كما أن نسبة التحويلات المالية إلى البلدان النامية انخفضت ب 20 في المائة.

49 مليون شخص معرضون للفقر المدقع

التوقعات التي أشارت إليها “أمينة محمد” صادمة، تقول إن كل ذلك سيؤدي إلى ارتفاع في معدلات الفقر، وتوضح: “في الواقع، قدر البنك الدولي بأن حوالي 49 مليون شخص قد يقعون في براثن الفقر المدقع”.

إلا أنها عادت لتقول: “لكن هذا ليس حتميا. لدينا الأدوات المتاحة عالمياً لتزويد البلدان النامية بالحيز المالي والموارد اللازمة لدعم دخل أفقر الناس، لحماية مجتمعاتهم من أسوأ الآثار والاستعداد للتعافي، وبناءً على ذلك، يمكننا التعافي بشكل أفضل، وزيادة تغطية الخدمات الأساسية، وإيجاد الوظائف الخضراء من أجل الانتعاش الأخضر”.

“محمد” ترى أنه ينبغي أن تُحرك هذه الأزمة، الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والأهداف الـ 17 المتفق عليها عالمياً للقضاء على الفقر، وبناء عالم أكثر مساواة وسلاماً، وحماية الكوكب.

نظم الحماية الاجتماعية

وتؤكد أن “الأنظمة الصحية الضعيفة لن تتمكن من الاستجابة، وتهدد نظم الحماية الاجتماعية غير المكتملة بوقوع الملايين من جديد في براثن الفقر، ولن تتمكن الحكومات التي لا تتمتع بقدرات اقتصادية كبيرة من تخفيف الآثار عليها أو التعافي بسرعة، سيتأثر كل شخص بهذه الجائحة”.

اقرأ أيضًا:

الخطر يهدد الملايين.. مخاوف أممية من انتشار الأمراض النفسية بسبب كورونا

كما تشدد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، على أن مرض كوفيد-19 يشكل عاملا مضاعفا للخطر.

وترى أمينة محمد أن الأزمة تستوجب معالجة نقاط الضعف والهشاشة التي أبرزتها هذه الأزمة للعيان، موضحة أن هذا مثل “نقص الاستثمار الهائل في الصحة والحماية الاجتماعية، التفاوتات العالمية والمحلية الهائلة، السير نحو تدمير الطبيعة وكارثة المناخ، تآكل المعايير الديمقراطية التي تعتبر أساسية لحماية الحقوق وضمان التماسك الاجتماعي”.