أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، مؤخرًا، مخططات أعدها أعضاء الجماعات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة، لاستهداف منشآت طبية تعالج مصابين بعدوى كورونا، عبر الهجوم عليها بالقنابل والعبوات الناسفة، ضمن مخطط كبير لشن هجمات إرهابية، فضلًا عن نقل العدوى إلى الأحياء الفقيرة، التي يشكل السود والمهاجرون أغلبية فيها.

sss

اقرأ أيضًا: «الحرب البيولوجية».. نهاية العالم الآن؟ (1- 2)

وفي أبريل الماضي، ألقت الشرطة الأمريكية القبض على عنصري أبيض يدعى إدواردو مورينو (44 عاما)، يعمل مهندسًا على خطوط السكك الحديدية في ميناء لوس أنجلوس، بعد أن قاد قطارًا بسرعته القصوى لكي يخرجه عن السكة، ويمضي به للاصطدام بسفينة راسية في الميناء، أصيب ركابها بفيروس كورونا، ويُعالج فيها حاليًا عدد كبير من المرضى، وهو الأمر فسره “مورينو” خلال التحقيقات، بأنه “أراد تخليص سكان لوس أنجلوس من العبء الزائد الذي قد يسببه مرضى هذه السفينة”.

الإرهاب البيولوجي

 

وكشفت معلومات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي أن من بين المخططات الإجرامية التي أعدتها جماعات اليمين العنصري خلال الآونة الأخيرة، قيامها بإصدار توجيهات سرية لأعضائها بـ “البصق” على الأبواب وأزرار المصاعد في الأحياء التي يتجمع فيها غير البيض، وهو ما يمكن اعتباره في عداد “الإرهاب البيولوجي“.

مؤسسة “intelligence fusion” البريطانية، تحذر من أن الصيدليات ومتاجر التسوق، قد تكون أهدافًا محتملة للعنصريين البيض خلال الفترة القادمة

وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، حذرت مؤسسة “intelligence fusion” البريطانية، التي تُعنى بنشر الوعي للتخفيف من المخاطر التي تهدد العالم، من أن الصيدليات ومتاجر التسوق، قد تكون أهدافًا محتملة للعنصريين البيض خلال الفترة القادمة.

وذكرت المؤسسة، في تقرير لها صدر مؤخرًا، أن “المتطرفين البيض ضاقوا ذرعًا بإغلاق أهدافهم السابقة، المدارس، ودور العبادة، والمباني الحكومية، لذا فهم يبحثون الآن عن أماكن أخرى، مشيرة إلى أن من بين المخططات المطروحة لدى جماعات “تفوق العرق الأبيض”، استخدام الانترنت في شن حرب إلكترونية، ونشر دعاية تروج لنظرياتهم، في ظل انشغال الآخرين بالحديث عن مخاطر جائحة كورونا.

الفيروس “سلاح بيولوجي”

منذ تفشي وباء كورونا، وارتفاع عدد الضحايا، واتخاذ تدابير الحجر الصحي والاغلاق العام، بدأ اليمينيون الشعبويون في أوروبا استغلال الجائحة سياسيًا، بهدف اكتساب المزيد من المؤيدين، خصوصًا في أوساط الشباب الغاضب من تلك التدابير المشددة.

اقرأ أيضًا: «الحرب البيولوجية».. هل نهاية العالم اقتربت ؟ (2- 2)

وزعم “النازيون الجدد” في ألمانيا عبر منشورات لهم أن المهاجرين ينقلون الفيروس، حيث روجّت جماعة “الرايخ” اليمينية المتطرفة نظريات معادية للمهاجرين المسلمين واليهود على خلفية انتشار الفيروس، مفادها أن كورونا “سلاح بيولوجي” في أيدي هؤلاء، ما دفع “المجلس الأعلى لليهود” إلى التحذير في تغريدة على “توتير” من “استغلال تدابير كورونا بشكل متزايد من قبل أصحاب نظرية المؤامرة واليمينيين الشعبويين للتحريض، ومعاداة السامية”.

زعيمة “التجمع الوطني” الفرنسي اليميني: من حق المواطنين أن يتساءلوا إذا كان أصل فيروس كورونا طبيعيًا أم أن مصدره من المختبر

دعم المشككين

من جانبها، دعمت مارين لوبان زعيمة “التجمع الوطني” الفرنسي اليميني، المشككين في الروايات الرسمية حول الوباء، قائلة: “من حق المواطنين أن يتساءلوا إذا كان أصل فيروس كورونا طبيعيًا أم أن مصدره من المختبر”، وأضافت أنه “لا يوجد هناك من يعرف حقيقة ما حدث فعلًا”. 

وفي تغريدة لها على تويتر كتبت لوبين: “ما لا أستطيع تحمله منذ بداية هذه الأزمة الصحية هو الأكاذيب المتتالية التي يتم إيصالها للفرنسيين بشكل مستمر”.

من جهة أخرى، أكد الصحفي الإيطالي أولغيش لادورنر، استغلال اليمينيين في إيطاليا لأزمة كورونا من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

وقال “لادورنر” في مقال له على موقع صحيفة “دي تسايت” قبل يومين، إن “رسالتهم (أي أنصار اليمين المتطرف) لم تتغير؛ فسواء تعلق الأمر بأزمة اليورو، أو أزمة الهجرة أو الآن مع كورونا، يسعى اليمين لارسال رسلة مفادها بأن الأوروبيين يتركون إيطاليا تواجه مصيرها بمفردها، وأن الاتحاد الأوروبي ليس سوى مشروع لضمان سيادة ألمانيا على أوروبا”.