هاجم أليساندرو باجانو، النائب في البرلمان الإيطالي عن حزب “الرابطة” اليميني المتطرف، سيلفيا كونستانزو رومانو، الرهينة الإيطالية المحررة من الاختطاف في الصومال، والتي أعلنت اعتناقها الدين الإسلامي فور عودتها إلى بلادها مؤخرًا، قائلًا خلال جلسة الغرفة الثانية للبرلمان، الأربعاء 13 مايو: “لقد رأينا وصول الإرهابية الجديدة إلى إيطاليا”!

sss

من جانبها، قالت “رومانو” إنها تلقت أيضًا “تهديدات بالقتل” من جماعات اليمين المتطرف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن خطاب الكراهية الموجه لها بسبب إعلانها عن دينها الجديد، والتخلي عن ماضيها، بما في ذلك اسمها الذي غيّرته إلى “عائشة”.

اقرأ أيضًا: بعد تحريرها من “حركة الشباب”.. الرهينة الإيطالية تكشف تفاصيل اختطافها

وتم تحرير “رومانو” البالغة من العمر 24 عامًا، في 9 مايو الحالي، بعد أن تعرضت للاختطاف قبل 18 شهرًا في منطقة نائية بدولة كينيا، حيث كانت تعمل لحساب منظمة “أفريكا ميليي” الإغاثية، عندما اختُطفت في منتصف نوفمبر 2018، وتم تسلميها بعد ذلك إلى مسلحي “حركة الشباب الصومالية”.

 

 

 

“إنسانية” الخاطفين

فتح مكتب المدعي العام في ميلانو تحقيقًا موسعًا في التهديدات التي تلقتها “عائشة”، خاصة أن ثمة تهديدًا جديًا لحياة المواطنة الإيطالية، بحسب وسائل الإعلام المحلية في المدينة، كما اتخذت شرطة ميلانو تدابير أمنية مشددة، في الشارع الذي يقع فيه منزل “رومانو”، خشية تعرضها لأي أذى، خصوصًا أن هذه هي السابقة الأولى من نوعها، أن يعلن شخص مختطف اعتناق دين خاطفيه، وفق صحيفة “لا ستامبا” اليومية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها نشرته يوم الاثنين الماضي: “ربما سيلفيا تحولت بسبب الضرورة، لكي تحافظ على حياتها في أوقات الأسر، وربما لقناعة شخصية.. ولا نعتقد أن تحولها إلى الإسلام له صلة بـ متلازمة ستوكهولم، وهي ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف مع عدوه أو من أساء له بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض الولاء له”.

صحيفة “لا ستامبا”: لا نعتقد أن تحول “سيلفيا” إلى الإسلام له صلة بـ “متلازمة ستوكهولم”

ونشرت “لا ستامبا” الإيطالية في صدر صفحتها الأولى، تحت عنوان عريض هو “أنا غيّرت ديني، واسمي الآن عائشة”، خبر اعتناق “رومانو” الدين الإسلامي. وقالت “عائشة” في حوار مع الصحيفة: “كنت يائسة، وكنت أبكي دائماً. الشهر الأول كان فظيعًا، قالوا لي إنهم لن يؤذوني، وسيعاملونني معاملة جيدة. طلبت دفتر ملاحظات، علمت أنهم سيساعدونني لكوني في النهاية موظفة إغاثة تعمل لمصلحة الفقراء في كينيا”.

وأضافت الرهينة المحررة: “لم يمسني أحد من الخاطفين المسلحين بسوء طوال فترة الاحتجاز، وكنت دائمًا أعيش في غرفة بمفردي، صحيح أنني نمت على الأرض معظم الوقت، لكنهم لم يضربوني، ولم أتعرض قط للعنف أو الإيذاء”.

وعن اعتناقها الإسلام في أثناء سجنها بالصومال بعد أن سلَّمها خاطفوها الكينيون إلى حركة الشباب الصومالية، قالت: “صحيح أنني اعتنقت الإسلام وأنا مختطفة، ولكنه كان خياري الحر، لم يكن هناك إكراه من الخاطفين الذين عاملوني دائمًا بمنتهي الإنسانية”.

 

ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفة “كورييري ديلا سيرا” اليومية تسجيلًا مصورًا، قالت فيه رومانو لدى وصولها إلى بلادها: “أنا بخير، لحسن الحظ، بدنيًا ونفسيًا. أريد الآن قضاء الوقت مع عائلتي. أنا سعيدة جدًا بالعودة بعد كل هذا الوقت”.

ونفت “عائشة” أنها أُجبرت على الزواج من أحد السجانين، وأنها حامل، مؤكدة أنها لم تُجبر خلال سنة ونصف من الاحتجاز على فعل أي شيء، وقالت: “كان الخاطفون يعطونني الطعام، وعندما يدخلون الغرفة كانت وجوههم مغطاة دائمًا.. كانوا يتحدثون بلغة لا أعرفها، واحد منهم فقط كان يتكلم قليلًا من الإنجليزية، سألته عن كتب ثم طلبت أن أحصل على القرآن، فأحضر لي نسخة مترجمة للإنجليزية، ظللت أقرأ فيها، حتى اقتنعت تمامًا بأن الإسلام هو دين الحقيقة”.