يبدو أن فيروس كورونا نجح في الزحف نحو أغلب المستشفيات المصرية وخصوصا الموجودة في محافظة القاهرة، فلا يمر يوما دون الإعلان عن إصابات بين الأطقم الطبيبة داخل تلك المستشفيات.

sss

مستشفى الزهراء الجامعي

أصيب ما يقرب 135 من العاملين بمستشفى الزهراء الجامعي، الأمر الذي أدى إلى قرار رئيس جامعة الأزهر، بغلق المستشفى الذي يقع بالعباسية، التابع لكلية طب البنات بالقاهرة، بصفة مؤقتة بعد ثبوت حالات إيجابية بفيروس كورونا بمختلف الأقسام الداخلية، على أن يتم تعقيم المستشفى بالكامل واتخاذ الإجراءات الوقائية المتبعة فى هذا الشأن.

وبلغ نسبة المصابين بين الطاقم الطبي 20% من إجمالي عدد الإصابات، ويتم متابعة جميع الحالات أولا بأول، حسبما أوضح نائب رئيس الجامعة، في تصريحات صحفية له أنه تم حجز ما يقرب من 85 حالة من المصابين بمستشفى الأزهر التخصصي بمدينة نصر، والتي تم تخصيصها للمصابين التابعين للجامعة، لافتا إلي أن باقي المصابين قاموا بعزل أنفسهم في منازلهم.

ويعمل بمستشفى الزهراء الجامعي ما يقرب من 900 عضو هيئة تدريس، و2057 شخصًا بين طبيب مقيم وامتياز وتمريض وعاملين وفنيين وإداريين، وأجريت الفحوصات لـ700 فرد من المخالطين للحالة المصابة بالفيروس.

مستشفى المطرية التعليمي “مفتوح” رغم الإصابات

بعد يومين من النفي والتأكيد على عدم وجود إصابات بالمستشفى التعليمي، أصدرت الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، الأربعاء الماضي، بيانا توضيحيًا حول إصابات الطاقم الطبي والإداري بمستشفى المطرية التعليمي.

وأوضحت الهيئة أن عدد الإصابات حتى الآن 19 حالة إيجابية من إجمالي 54 عينة، مشيرة إلى أن العدوى انتقلت للطاقم الطبي والإداري عن طريق ممرضة توفي حماها نتيجه إصابته بفيروس “كورونا”، وكانت مخالطة له.

ورغم ظهور حالت إيجابية بين الطاقم الطبي، إلا أن المستشفى لازالت يعمل بانتظام وبكامل طاقتها وفقا لبيان الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية.

أحمد ماهر التعليمي

أعلن مدير مستشفى أحمد ماهر التعليمي، عن إصابة 32 من الطاقم الطبي والعاملين بفيروس كورونا، وأشار مدير المستشفى إلى أن ممرضة نقلت العدوى إلى باقي زملائها داخل المستشفى خلال الأيام الماضية، ولم تظهر عليها أي أعراض، مما تسبب في إصابة 24 من التمريض، و6 أطباء، وعاملتين بالفيروس.

وأوضح أنه لم تظهر أي أعراض على المصابين باستثناء ممرضة واحدة ظهرت عليها بعض الأعراض الخفيفة وتم نقلها إلى مستشفى قها بالقليوبية، ثم تحويلها بعد ذلك إلى أحد الأماكن المخصصة للحجر الصحي، والباقي بدون أعراض وتم نقلهم إلى نزل الشباب ومقار الحجر.

مسشتفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي

أفادت مصادر طبية في مستشفى السادس من أكتوبر للتأمين الصحي بمنطقة الدقي بأن 20 فرداً من العاملين في المستشفى أصيبوا بفيروس كورونا حتى الآن، بواقع 12 ممرضة بوحدة الكلى، وممرضتين بقسم الاستقبال، واثنين من العاملين في وحدة الكُلى، وعاملتين إحداهما بقسم الرعاية المركزة، والأخرى بقسم الاستقبال، إضافة إلى موظفة بقسم الحسابات، وعامل بالمخازن.

بروتوكول طبي سابق يثير الغضب

وكانت وزارة الصحة في السابق قد اعتمدت بروتوكولا طبيا تعتمد فيه عن إجراء الكاشف السريع للأطباء المخالطين وفي حالة إيجابية التحليل يتم إجراء تحليل pcr، الأمر الذي عبرت عنه نقابة الأطباء بالخطير.

وكانت منى مينا عضو مجلس نقابة الأطباء سابقاَ، قالت في تدوينه نشرتها على صفحتها بموقع فيسبوك:”تعليمات وزارة الصحة المصرية بالاعتماد على الاختبار السريع لتشخيص إصابة أو عدم إصابة الأطقم الطبية بالعدوى، ليس لها أساس علمي، وتخالف تعليمات منظمة الصحة العالمية بشكل واضح”.

وأكدت أن الاعتماد على الاختبار السريع قبل خروج الطبيب للمجتمع يساوي المجازفة بالمزيد من احتمالات نشر العدوى وسط الأطقم الطبية والمواطنين، خاصة أن تعليمات وزارة الصحة لا تترك حتى فترة عزل بين الاختبار السريع “سلبي” وخروج عضو الفريق الطبي واختلاطه بالمجتمع.

اقرأ ايضًا: بروتوكول فحص الأطباء.. مزيد من الضحايا !

وكانت إدارة مكافحة العدوى في وزارة الصحة قد أجرت بعض التعديلات على بروتكول التحليل للأطباء المخالطين للمصابين بفيروس كورونا.

وجاءت التعديلات مفاجئة للأطقم الطبية نقابة الأطباء، حيث أعلنت إدارة مكافحة العدوى عن وقف التحليل لأفراد الأطقم الطبية من المخالطين للمصابين بكورونا.

كما أصدرت مديرية الصحة بالقاهرة لمديري المستشفيات أمر إداري، بعدم إجراء تحليل PCR إلا بعد عمل أشعة علي الصدر وصورة دم كاملة وتوقيع اثنين من الأخصائيين علي طلب التحليل ومن يخالف ذلك سيتعرض للمساءلة القانونية.

الأمر الذي رفضته نقابة الأطباء في بيان لها، وقالت: “في الوقت الذي تتزايد فيه حالات الإصابة بين الطواقم الطبية بفيروس كورونا نتيجة مخالطة المرضى، وهو ما يعني الخصم من قوة الفريق المواجه في تلك الحرب، وبدلاً من اتخاذ مزيد من إجراءات الحماية للأطباء وباقي الفريق الطبي؛ فاجأت وزارة الصحة الجميع بتعديل برتوكول إجراءات الفحص ومسحات المخالطين من أعضاء الفريق الطبي الذي خالط مصابي كورونا من دون استخدام الواقيات المطلوبة”.

وختمت النقابة مخاطبتها قائلة: “إذا كانت المسحات المتوفرة لدى الوزارة لا تكفي، فنرى أنه يجب شراء كميات إضافية سريعا، مهما كان ثمنها، مع العلم بأن رئيس الجمهورية وجه بتخصيص مائة مليار جنيه لمواجهة أزمة كورونا، بالإضافة إلى تبرعات منظمات المجتمع المدني المختلفة لمواجهة الوباء”.

وتحت عنوان ” إنهم يقتلون الفريق الطبي” دون الطبيب محمد محمود مقبل استشاري الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى منشية البكري قائلا:” مع زيادة إصابات الفريق الطبي بفيروس كورونا من أطباء وتمريض مؤخراً، وجدنا قرارات إدارية متتالية غير عشوائية، آخرها منشور كارثي من الإدارة العامة لمكافحة العدوى، يدل على قرار التضحية بالفريق الطبي، بات من غير المسموح لأي من الأطباء أو الممرضين إجراء مسحات، أو عزلهم، وهذا يعني المزيد من الإصابات بفيروس كورونا”.

وأضاف الطبيب: “هل من أصدر هذا القرار يعلم أنه لا يقتل الطبيب فقط، ولكن يقتل أيضاً أسرته وزملاءه؟ فترة حضانة الفيروس 14 يوماً، أي أن المصاب من الفريق الطبي الذي لم تظهر عليه الأعراض سيظل يتحرك بين المرضى والمواطنين في الشارع طوال هذه المدة”.

وتابع:” اتفهم عدم غلق أي مستشفي لأن المواطنون بحاجة له، و لكن أن يعمل بنفس طاقم المخالطين دون عمل مسحات كما أشرت سابقا فتلك كارثة ستنقل المرض لمريض آخر دخل المستشفي بغير الكورونا، و التطهير الروتيني للمستشفي كما يشير القرار متروك بدون شرح لمعايير التطهير و للاسف هناك بعض المستشفيات التطهير فيها غير كافي و لا يتم عمله بكفاءة لازمة.”

اقرأ ايضًا: لسد عجز كورونا.. انتداب الصيادلة للعمل أطباء يثير عاصفة من الانتقاد

وطالبت نقابة الأطباء الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، بضرورة تخصيص مستشفى لعزل الأطباء وباقى أعضاء الفريق الطبى وذلك بعدما تفاقمت فى الآونة الأخيرة مشكلة التأخير فى نقل الأطباء وأعضاء الفريق الطبى المصابين بفيروس كورونا لمستشفيات العزل وبالتالى تأخر تلقيهم للرعاية الطبية اللازمة لضمان سرعة شفاءها حتى تستطيع العودة بسرعة لممارسة دورها فى مكافحة الوباء.

وكشفت مصادر داخل نقابة الأطباء أن عدد المصابين بين الأطقم الطبية أكثر من 200 مصاب، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 11 طبيب بعد نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا.