أعلن فريق “يونيتاد” التابع للأمم المتحدة، أنه جمع أكثر من مليوني “مكالمة” هاتفية مسجلة على شبكات الجوّال العراقية، في إطار بحثه عن أدلة لدعم التحقيقات الأممية في الجرائم التي ارتكبها تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، منذ إعلان ما سُمي “دولة الخلافة” عام 2014 حتى 2017، مشيرًا إلى أن هذه المكالمات ستؤدي إلى تحديد هويات الجناة في هذه الجرائم قريبًا.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها أن فريق التحقيق الأممي المكون من 107 أشخاص نصفهم نساء، قدم الثلاثاء الماضي إفادة إلى مجلس الأمن الدولي، جاء فيها أنه سيواصل العمل مع الحكومة العراقية بشأن التشريعات التي ستسمح للبلاد بمحاكمة “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية”، التي ارتكبها التنظيم على مدار عدة سنوات، للاستفادة من هذه الفرصة بهدف ضمان بدء الإجراءات المحلية على أساس الأدلة التي جمعها الفريق.
مقاضاة “الدواعش”
في سبتمبر 2017، صوت مجلس الأمن بالإجماع على مطالبة الأمم المتحدة بتشكيل فريق تحقيق لمساعدة العراق في الحفاظ على الأدلة، وتعزيز المساءلة عما قد يصل إلى “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية” التي ارتكبها عناصر داعش في العراق وسوريا. وذلك من منطلق أن مثل هذا النوع من الجرائم لا يسقط بالتقادم.
وأكد أحدث تقرير للفريق أنه نتيجة لتعاونه الموسع مع القضاء العراقي وأجهزة الأمن ومديرية المخابرات العسكرية، فقد بات يقف “في لحظة محورية من عمله”، موضحا أن التعاون مع القضاء العراقي في الحصول على سجلات بيانات المكالمات، ومع الأجهزة الأمنية العراقية في استخراج وتحليل البيانات من الهواتف المحمولة، وبطاقات SIM وأجهزة التخزين “الهادرات” الضخمة التي استخدمها “داعش” في السابق.. كل ذلك سيمثل نقلة نوعية في مقاضاة أعضاء التنظيم خلال الفترة القادمة.
وصرح الفريق أنه يقوم بالفعل بتحديد الأدلة التي يمكن أن تسد الثغرات في الإجراءات الجارية نتيجة لبيانات الهاتف الخليوي وكذلك من وضع الوثائق التي تحتفظ بها السلطات العراقية في شكل رقمي، واستخدام أنظمة الاكتشاف وإدارة الأدلة المحسنة.
وفي تحقيقه في الهجمات التي ارتكبها داعش ضد الإيزيديين في منطقة سنجار في أغسطس 2014، أعلن الفريق استلامه مؤخرًا لأكثر من مليوني سجل بيانات اتصال من مزودي خدمة الهاتف الخليوي العراقيين، ذات صلة بالفترات الزمنية والمواقع الجغرافية المتصلة بهذه التحقيقات.
وفي نوفمبر الماضي، قال كريم أسعد أحمد خان، المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، إنه تم وضع احتياجات وتجارب الناجين من جرائم “داعش”، وعائلات الضحايا في جوهر عمل الفريق.
رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة (يونيتاد): جميع شرائح المجتمع العراقي، بمن فيهم السنة، والشيعة، والمسيحيون، والتركمان، والإيزيديون، والشبك، والكاكائيون، عانوا بسبب وحشية “داعش” وممارساته
وأضاف “خان” أن جميع شرائح المجتمع العراقي، بمن فيهم السنة، والشيعة، والمسيحيون، والتركمان، والإيزيديون، والشبك، والكاكائيون، عانوا بسبب وحشية “داعش” وممارساته، ويجب إسماع أصواتهم جميعا عند محاسبة مرتكبي تلك الجرائم المروعة.
والتقى أعضاء “يونيتاد” خلال الأشهر الستة الماضية بأفراد أسر الضحايا وبناجين من مدن “أربيل وتلعفر والموصل ومحافظة الأنبار وديالا ونينوى”، وغيرها من المناطق والمحافظات العراقية حيث استمع لشهاداتهم ومعاناتهم بسبب جرائم “داعش”.
وينقسم الفريق حاليا إلى مجموعتين تعملان في الميدان في محافظة نينوى، وتتركز المهمات على التحقيق في مقتل قضاة وشخصيات دينية وصحفيين وموظفين صحيين، كما يجري التحقيق في تدمير المواقع الأثرية خلال فترة احتلال “داعش” مدينة الموصل.
ويعتمد الفريق في عمله على إجراء مسح بالليزر لمواقع الجرائم وجمع أدلة الطب الشرعي من القبور الجماعية وإجراء تحليل الحمض النووي، والاستماع إلى شهادات الضحايا وأسرهم، وجمع المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي، وإشراك الأفراد والمجتمعات من أجل المساعدة في تحديد هويات الجناة.