“كُلّ متوقعٍ آتٍ، فتوقّع ما تتمنّى” مقولة شهيرة للإمام علي بن أبي طالب، لسان حال المصريين في الأيام الماضية، بعد ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19، بينما كان يملؤهم التفاؤل، بإن تشهد الأعداد تراجع، مع الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة، مؤخرا، ولكن حدث ما حدث، ودخلت مصر مرحلة الذروة بعد تجاوز الحالات حاجز الـ 700 إصابة منذ أمس، في وقت سجلت فيه القاهرة والجيزة أعلي نسبة إصابة، تزامنا مع تسجيل منظمة الصحة العالمية، 106 آلاف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، لتشكل أعلى عدد من الإصابات في يوم واحد حتى الآن، هو ما دعا رئيس الحكومة لبحث الأسباب في محاولة للحد من تفشي العدوي، قبل أيام من عيد الفطر المبارك.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، تسجيل 745 حالة إيجابية جديدة لفيروس كورونا، و21 حالة وفاة، ليبلغ إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الجمعة، هو 15003حالة من ضمنهم 4217حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، 696حالة وفاة.
جهود مستمرة
ورغم جهود الوزارة ورفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس “كورونا المستجد”، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، وتخصيص الخط الساخن “105”، و”15335″ لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، ترصد تقارير الوزارة ارتفاع في معدلات الإصابة.
الحكومة المصرية تبدأ تطبيع الحياة مع “كورونا”
وإصدارت الحكومة عدة قرارات تتعلق بالتعامل مع أزمة انتشار فيروس “كورونا” المستجد، وخاصة قرارات الحظر التي سيتم تطبيقها خلال فترة إجازة العيد، والتي تعد فرصة جيدة ستسهم في تقليل الحركة بالميادين العامة والشوارع والحد من كثافات المواطنين، وذلك على غرار ما تم تنفيذه خلال الاحتفال بيوم شم النسيم؛ سعياً للتقليل من فرص انتشار عدوى فيروس “كورونا”، الذي يشهد تزايداً في معدلات الإصابة به خلال الفترة الحالية.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه طبقاً لما عرضته وزيرة الصحة، فإن محافظتي القاهرة والجيزة تحتلان النسبة الأكبر في معدل الإصابة بالفيروس، وهو ما يعطي مؤشراً على أهمية دراسة هذا الوضع من قبل محافظي القاهرة والجيزة، مضيفاً أن هناك عوامل ربما ساهمت في زيادة أعداد المصابين في هاتين المحافظتين، وهو ما يُلزمنا بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية بكل حزم بما يضمن تحجيم انتشار الفيروس وتقليل معدل الإصابات به.
ووجه مدبولي حديثه للمحافظين قائلا: يجب على كل محافظ ضرورة تطبيق الإجراءات الوقائية بكل حسم، ومنع أي تجمعات في الميادين العامة بكل محافظة، مع متابعة ذلك على مدار اليوم، خلال فترة إجازة العيد.
وشدد رئيس الوزراء، على ضرورة عدم السماح لأي مواطن بدخول أي منشأة حكومية أو خدمية بدون ارتداء الكمامة، موضحا أن هذا ينطبق أيضا على وسائل النقل الجماعي مثل الميكروباصات أو أتوبيسات النقل العام والمترو والقطارات، لافتا إلى أن ارتداء الكمامة سلوك يجب أن نتقبله ونعتاد عليه خلال هذه المرحلة.
القاهرة والجيزة الأعلي
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية، إلى أن أعلى نسبة إصابة بفيروس كورونا توجد فى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، وهذا متوقع طبقا لنسبة عدد سكان هذه المحافظات، مشيرة إلى أن الـ3 محافظات يمثلون 38.4% من إجمالى الإصابات فى مصر.
“كمامة إجباري”.. مقترح يثير الجدل بمصر فكيف يتم تطبيقه؟
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن محافظة القاهرة تمثل أعلى المحافظات بالنسبة لمعدل الإصابات، وأضافت منظمة الصحة العالمية، أن 56% من الإصابات فى الذكور مقارنة بـ 44% من الإناث، وكان ثلثا أعداد الإصابات من سن 30: 69 سنة.
وأوضحت بيانات منظمة الصحة العالمية، أن 11% من الإصابات بين أعضاء الفريق الطبى، وكانت 46.7% من الوفيات فى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، بينما كان 75% من الوفيات من سن 50: 79 عاما، والوفيات أعلى كثيرا فى الذكور.
تفاقم الإصابة منذ مارس
في 16 مارس الماضي أعلنت الحكومة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا 150 حالة، منهم 80 حالة مصرية، وهنا السؤال ما الذي أدي إلي تفاقم هذا في أقل من شهرين؟، وفى محاولة للإجابة علي هذا السؤال قال الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، إن الجمعية الأمريكية لمرضى الصدر قد نشرت تقريرا يفيد بأن الفيروس قد تحور بصورة كبيرة.
بحسب ما قاله “حسني” في تصريحات متلفزة، فإن الجمعية الأمريكية أفادت بأن الفيروس من الممكن أن يصيب خمسة أشخاص ممن يخالطون المصاب، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية، أكدت أن يوم الاربعاء الماضي سجل أعلى نسبة إصابة في جميع الدول على الإطلاق.
الأسواق والمواصلات العامة
وأضاف أن وزارة الصحة والقيادة المصرية دائما سابقة بخطوة، لهذا قد تم تدريب أكثر من 300 مستشفى للتعامل مع مصابي فيروس كورونا ولمنع التكدس داخل المنشآت الطبية، مشيرا إلى أن الحظر لابد أن يتبعه الحذر.
على خطى عالمية.. تطبيق” صحة مصر” لمواجهة وتتبع كورونا
وأرجع “حسني” ارتفاع الحالات في محافظتي القاهرة والجيزة إلي وجود عدد كبير من الأسواق وانتشار عدد كبير من المواصلات العامة، مطالبا المصريين بضرورة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي خلال الفترة المقبلة خاصة خلال عيد الفطر.
بحسب ما قاله رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، فإن الفيروس المستجد بدأ في التحور لنوع أكثر عدوى، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية.
الصحة العالمية
وعبرت المنظمة عن قلقها تجاه الوضع في الدول الفقيرة في حين تواصل الدول الغنية الخروج من إجراءات العزل العام التي فرضتها في ذروة تفشي الفيروس.
وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر صحفي، “ما زال أمامنا طريق طويل كي نقطعه مع تفشي هذا الوباء، نحن قلقون للغاية بشأن ارتفاع عدد الحالات في البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة”.
التوسع في عمليات الرصد
ويٌرجع خبراء أسباب ارتفاع الحالات إلي عدد من الأسباب أبرزها عدم إلتزام المواطنين بإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الحكومة وتقليل التجمعات والتباعد الاجتماعي، خاصة في وقت كانت تنتظر فيه الحكومة أن يكون شهر رمضان فرصة لذلك، ولكن حدث العكس، وهو ما ترصده بيانات وزارة الداخلية الصادرة مؤخرا بشأن عمل محاضر للمخالفين لقرارات الحظر تجاوزت الخمس آلاف محضر في اليوم الواحد.
كما توسعت وزارة الصحة في إجراء التحاليل، حيث بلغت وفقا لبيانات وزارة الصحة حوالي 4 آلاف تحليل بالمعامل المركزية التابعة للوزارة، ليصل إجمالي التحاليل إلى 135 ألف تحليل، مما ساهم في رصد الحالات المصابة، فضلا عن التعليمات الصادرة عن الوزارة، بتكثيف المسح الأولى للحالات بإضافة تحليلي صورة الدم الكاملة، وأشعة على الصدر للكشف عن الالتهاب الرئوي من عدمه.