30 مليون كيلومتر مربع، مساحة تغطي 6% من إجمالي مساحة الأرض، هي القارة الأفريقية أو القارة السمراء كما يطلق عليها، تأخذ شكل مميز على خريطة الكرة الأرضية، وينظر إليها على أنها أصل الوجود .
يحتفل العالم اليوم 25 مايو بيوم أفريقيا، والذى يوافق الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية فى 25 مايو عام 1963 حيث وقعت 32 دولة أفريقية مستقلة على ميثاق تأسيس الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا بإثيوبيا،  وفى عام 2002، أصبحت منظمة الوحدة الأفريقية تعرف باسم الاتحاد الأفريقي.

لم يكن قرار منظمة الوحدة الأفريقية التي يحتفي اليوم بتأسيسها مجرد قرار بالصدفة، فخلال القرن التاسع عشر تزاحمت قوي أجنبية على احتلال معظم القارة، وتحولت العديد من دولها الى دول محتلة، وبعدها اتخذت الكثير من الدول الأفريقية قرار الاستقلال وعملت الشعوب على السير فى التخلص من الاحتلال، وإعلان الاستقلال، ومن تلك الدول “مصر، تونس، الجزائر، المغرب، السودان، ليبيا، جنوب أفريقيا”.

تهدئة أممية وبوادر انفراجة.. سد النهضة يعود لمسار واشنطن

وقتها كانت مصر جزءا من الجمهورية العربية المتحدة وكانت من أوائل الدول المتحمسة لعقد الميثاق، الذى كان يرمز وقتها الى استقلال أفريقيا وتحررها من الهيمنة والسيطرة والاستغلال الأجنبي، وقتها كان سيبقى ذلك مؤتمرا دعا إلى يوم حرية أفريقي 1958 عقده رئيس وزراء غانا نيكروما.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان عن يوم أفريقيا: “منظمة الوحدة الأفريقية والتي تجسدت فيها روح التضامن الأفريقي والإحساس بوحدة الهدف والمصير، ولعبت مصر دوراً محورياً من خلال قيادتها في بلورة هذه الرؤية الأفريقية المُشتركة لمواجهة تحديات القارة. وقد تأسست المنظمة، التي باتت تُعرف اليوم باسم الاتحاد الأفريقي، لتطرح صوتاً جديداً موحداً للقارة الأفريقية وشعوبها”.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية: “لعل أزمة جائحة “كورونا” التي تجتاح العالم الآن، بما في ذلك دول القارة الأفريقية، تُذكرنا بأهمية العمل المُشترك، فالقارة الأفريقية أصبحت أكثر حاجة للعمل والتضامن الأفريقي، بمساندة المجتمع الدولي، للتغلب على كافة التحديات وإحلال السلام والرخاء في القارة، وذلك من خلال تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 مع نظيرتها الأفريقية لعام 2063″.

وتزداد حاجة القارة إلى الاتحاد الأفريقي لتحقيق التنمية لشعوب القارة وأبنائها، والعمل بمبادئ هذه المنظمة لمواجهة التحديات وتحقيق الاندماج والتكامل الإقليمي والقاري، لتحقيق إنجازات على الصعيد القاري، على غرار دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي في عام 2019.

من جابنه هنأ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أبناء القارة السمراء بمناسبة الذكرى الـ57 ليوم أفريقيا، ودعا شعوب القارة الأفريقية في هذه المناسبة إلى التكاتف لمكافحة وباء كورونا الذي اجتاح العالم، واحتواء النزاعات والصراعات داخل القارة، والتخلص من الحروب الأهلية والطائفية والإرهاب، حتى تتحرر أفريقيا من كل ما يعيق تقدمها واستقرارها ويهدد صحتها وأمنها.

إشادة أممية

وفي رسالته بالمناسبة أشار أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش إلى زيارته لإثيوبيا في وقت سابق من العام الحالي حيث أمضى بعض الوقت مع تلميذات من 34 بلدا أفريقيا كن يتعلمن كتابة برامج الحاسوب.

وأكد “جوتيريش” أن تجديد التركيز على الشراكة الإستراتيجية بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يؤتي ثماره بالفعل، ودعا إلى البناء على هذه الأسس القوية لجعل التعاون بين الجانبين أكثر فعالية وكفاءة وتعاضدا.

وأضاف أن الكم غير المحدود من الطاقة والتفاؤل لدى شباب أفريقيا يؤدي إلى دفع القارة بسرعة إلى الدخول في عصر جديد من التنمية المستدامة، من خلال تنفيذ خطة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 بالتواؤم مع خطة التنمية المستدامة التي اتفاق قادة العالم على تحقيق أهدافها السبعة عشر بحلول عام 2030.

وأشار “جوتيريش” إلى أن عمل الاتحاد الأفريقي ودوله في مسألة اللاجئين والعائدين إلى ديارهم والنازحين داخليا بغرض إيجاد حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا.

وقال إن أفريقيا تضرب مثلا للعالم بالتزامها بسلامة اللاجئين وكرامتهم.

بعد وقفه لتمويل الصحة العالمية.. إفريقيا تدفع ثمن قرار ترامب

وانتقل إلى الحديث عن المناخ وقال إن الأمم المتحدة تعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء الأفريقية لمكافحة تغير المناخ، الذي يمثل المسألة الحاسمة في العصر الحالي.

مشكلات القارة

أفريقيا قارة ملهمة وغنية بالثروات المختلفة، كما أنها ضمت حضارات كثيرة على مر التاريخ، وتعددت تفاسير تسميتها والتي كان من بينها ” أرض مشمسة، بلا برودة، وهناك تفسير آخر بأنها كلمة مستمدة من اللغة المصرية “أف-روي-كا” وتشير الى أرض الرحم أو ارض الميلاد كما أطلق عليها المصريون القدماء.

وتتعدد الثروات فى الدول الأفريقية من موارد طبيعية وبشرية الا أن كثير من دولها مازالت تعاني من الفقر وسوء التغذية، كما تعاني من نقص المياه ، كما تعاني القارة ذات الألف لغة وفقا لتقدير اليونسكو، من مشكلات اقتصادية واضحة، كما أنه مازال هناك استغلال للبشر فى أفريقيا عبر التجارة فى الأعضاء وغيرها، كما أن ديون القارة الأفريقية تستفحل وفقا لآخر إحصائيات 2019 مع تراجع قيمة العملات فى دولها، فى حين تلجأ كثير من الدول الأفريقية إلى الاقتراض باليورو والدولار.