كشفت مصادر مطلعة النقاب عن هوية “الصيد الثمين” الذي وقع في قبضة قوات “الجيش الوطني الليبي” على محاور القتال جنوب طرابلس، الأحد الماضي، والذي أُعلن رسميًا عن أنه أحد قيادات تنظيم “داعش”، ولكن الحقيقة أنه تابع حاليًا للجناح المسلح لجماعة “الإخوان” في سوريا.

وأعلن “الجيش الوطني الليبي”،  أن قواته اعتقلت المواطن السوري المدعو “محمد الرويضاني”، أثناء مشاركته في القتال بأحد محاور العاصمة طرابلس، واصفًا إياه بأنه “أحد أخطر عناصر داعش في سوريا”.

 

وقال المتحدث باسم “الجيش الوطني الليبي” أحمد المسماري في بيان أصدره الأحد، “وحدات القوات المسلحة العربية الليبية في محاور طرابلس تلقي القبض على الداعشي السوري محمد الرويضاني، المكنى أبو بكر الرويضاني، أحد أخطر عناصر داعش في سوريا”.

 

ولكن الرجل المقبوض عليه هو محمد البويضاني، وكنيته أبو بكر البويضاني، وكان الرجل الثاني في تنظيم “فيلق الشام” أحد فروع جماعة “الإخوان” في سوريا، بعد زعيم التنظيم المدعو صلاح العراقي، والذي كان ضمن الدائرة الأولى المحيطة بقيادات “الدواعش”، ثم انشق عنهم بعد ذلك، وأخذ معه “البويضاني” المطلوب من قبل السلطات السورية في قضايا قتل، كان آخرها قتل رجل في سوريا بهدف “الزواج من زوجته”.

 

“ذبّاح الأكراد”

أكدت صور عديدة نُشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، أن البويضاني انضم إلى تنظيم “داعش” عام 2014، عشية الإعلان عن “دولة الخلافة” في سوريا والعراق، ثم انشق عن التنظيم بعد ذلك.

ونشرت صفحة “ياهووو ليبيا” على موقع “فيسبوك” قبل ساعات، منشورًا جاء فيه أن: “قواتكم المسلحة الليبية تمكنت من أسر أحد أخطر قيادات داعش سوريا أمير ما يسمى بفيلق الشام بمدينة حمص السورية محمد البويضاني، وكنيته بعد مبايعة التنظيم “أبو بكر البويضاني”، وأشهر جرائمه كانت خطف النساء واغتصابهن، ومن بينها قتل رجل سوري من أجل اغتصاب زوجته”.

من جانبه، أوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري، أن البويضاني الذي قُبض عليه في طرابلس أمس هو قيادي في “فيلق الشام” التابع لجماعة “الإخوان المسلمين”، حيث انضم للجماعة سنة 2016 بعد أن ترك تنظيم “داعش”، على خلفية خلاف الأخير مع جماعة “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”، ووقوع قتال شرس بين الجماعتيّن، أدى إلى حدوث انشقاقات عديدة ومنها خروج البويضاني من “داعش” إلى غير رجعة.

مدير المرصد السوري: البويضاني هو قيادي في “فيلق الشام” التابع لجماعة “الإخوان المسلمين”، حيث انضم للجماعة سنة 2016 بعد أن ترك تنظيم “داعش”

وأضاف “عبد الرحمن” في تصريحات: “وللمفارقة هذا الشخص كان قد أشاد بتغريدة له على تويتر عام 2014 بتنظيم “داعش”، وتمنى أن ينتشر في العالم أجمع، رغم ذلك يخرج أحد المثقفين المحسوب على المعارضة الموالية لتركيا ويدعي أن نظام بشار الأسد هو من سلم ذاك القيادي لقوات حفتر على أنه كان معتقل في سجون النظام، لكن في الحقيقة ذاك القيادي كان يمارس الانتهاكات بحق أبناء الشعب السوري في عفرين، وجرى نقله للقتال في ليبيا”.

وكشفت مصادر في “خلية الصقور” بالاستخبارات العراقية، أن البويضاني هو أحد سكان مدينة “بابا عمرو” بمحافظة حمص السورية، وهو في العقد الرابع من عمره. والتحق بتنظيم “داعش” في سبتمبر عام 2014 قبل أن ينضم إلى “فيلق الشام”، الذي تم تشكيله قبل فترة برعاية تركية.

وقالت المصادر الاستخباراتية العراقية إن البويضاني تلقى تدريبات عسكرية متقدمة في بلدة تل رفعت مع نهاية عام 2014، ولاحقا شارك في معارك الجيش التركي ضد الأكراد شمالي سوريا، لذلك أُطلق عليه لقب “ذبّاح الأكراد”، خاصة أنه شارك في تصفية عدد من القيادات الكردية في قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، كما أشرف على عمليات تعذيب ونهب منازل الأكراد في شمال سوريا.