تستمر أسراب من الجراد الصحراوي، الذي يعد أخطر أنواع الجراد، في اجتياح المراعي والأراضي الزراعية في الصومال، وإثيوبيا، وكينيا، وهي مستمرة في الانتشار في أنحاء شرق أفريقيا، ما يشكل تهديدا على الأمن الغذائي لأكثر من 20 مليون نسمة، إضافة إلى تفاقم الخطر على نحو 12 مليون يواجهون تهديدا بالفعل من نقص الغذاء. وأدت الحوادث المناخية غير المعتادة بسبب التغير المناخي إلى خلق ظروف مواتية لتكاثر أسراب الجراد على نحو غير مسبوق. كما صعب عدم الاستقرار في مناطق النزاعات في اليمن والصومال من جهود مكافحة أسراب الجراد.

sss

وتسافر الأسراب المكونة من حوالي 80 مليون جرادة بالغة أكثر من 80 ميلا كل يوم، وتحركت الآن جنوبا وغربا إلى تنزانيا، وأوغندا وإلى جنوب السودان، كما تندفع أسراب الجراد نحو منطقة القرن الأفريقي. وتظل الصومال، وفي عين إعصار هذه الكارثة إثيوبيا وكينيا. هذا على الرغم من أسابيع من عمليات رش المبيدات عبر الجو. 

ويعد هذا الانتشار لأسراب الجراد هو الأضخم في عقود؛ ويلقي المسؤولون في ذلك اللوم على الأمطار الغزيرة غير المعتادة التي هطلت في شرق أفريقيا عند نهاية العام الماضي. ويمكن لأعداد الجراد أن تستمر في التزايد إلى 500 ضعف قبل حلول المناخ الجاف في يونيو في حال لم تفلح عمليات رش المبيدات عبر الجو في السيطرة عليها. 

وتبلغ دورة حياة الجراد الصحراوي ثلاثة أشهر، ولدى وضع الجرادات البالغة بيضها يمكن أن يصل الجيل الجديد إلى 20 مرة حجم الجيل السابق. وقد أدى موسم الأعاصير في ديسمبر إلى ارتفاع تكاثر الجراد.

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن كل من إثيوبيا، وكينيا، والصومال، تشهد أسرابا من الجراد الصحراوي “بأحجام واحتمالية مدمرة غير مسبوقة” والتي يمكن أن تنتقل إلى مزيد من البلاد في شرق أفريقيا. 

وطالبت الفاو بالعمل في حملة جماعية للتعامل مع الأزمة، كما أشارت المنظمة إلى أن الظروف المناخية غير المعتادة قد ساهمت في خلق ظروف مواتية لتكاثر الجراد، وأنه مع استمرار تلك الظروف فإن تزايد أسراب الجراد قد يستمر حتى يونيو المقبل. 

كما حذرت الفاو من أن كينيا لم تواجه تهديدا بهذا الحجم في سبعين عاما، وأشارت المنظمة كذلك أن المناطق المتأثرة من الصومال وإثيوبيا لم تشهد اجتياح لأسراب الجراد بهذا الحجم على مدار 25 عاما. 

وقال رئيس منظمة الفاو، تشو دونغ يو، إن المنظمة قد فعلت آليات تعقب سريع لدعم الحكومات، محذرا من أن الوضع الآن أصبح ذو “أبعاد دولية”. 

وتقوم الفاو بمساعدة الحكومات في الخلوص إلى توقعات مستقبلية، وآليات للإنذار المبكر، وفي معرفة توقيت وحجم ومواقع اجتياح أسراب الجراد وتكاثرها. 

وذكر رئيس منظمة الفاو أن استجابة مكافحة الجراد ينبغي أن تتضمن جهودا لاستعادة مسار الحياة الطبيعية للسكان في المناطق المتأثرة، حيث تأثرت المناطق في شرقي أفريقيا بالجفاف الذي يمنع من زراعة المحاصيل. وشدد على أنه ينبغي مساعدة السكان بمجرد انتهاء اجتياح أسراب الجراد. 

وحذرت الأمم المتحدة من أن الأمن الغذائي لنحو 19 مليون شخص معرض للخطر كما أن الخطر قد يمتد إلى 20 مليون آخرين.