يعاني الأطفال المصابون  بفيروس كورونا المستجد بشكل عام من أعراض أخف نسبيا مقارنة بالبالغين ، وكان أصغر الضحايا في أوروبا فتاة عمرها 12 عاما من بلجيكا ،  وصبي من لندن عمره 13 عاما ، بينما أصيب طفل آخر عمره 14 عاما في الصين ،  وفي هذا السياق المثير للخوف والقلق أنتجت 50 منظمة تعمل في القطاع الإنساني  كتابا قصصيا جديدا لمساعدة الأطفال على فهم الفيروس  وشرحت كيف يتم التعايش معه .

sss

الكتاب القصصي استوحى شخصية  مخلوق خيالي يدعى أريو، لتوعية الأطفال ضد الوباء حيث يشرح الكتاب تحت عنوان  “بطلتي أنتِ، كيف يمكن للأطفال محاربة كوفيد-19” ، وحماية أنفسهم وأسرهم وأصدقائهم من الفيروس والتحكم بالعواطف الصعبة في حال مواجهتهم لواقع جديد سريع التغير.

شاركت منظمات كبرى في إنتاج الكتاب، من بينها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومفوضية اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظمة إنقاذ الطفولة وأخرى، ومن ثم يعتبر تعاونا فريدا بين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية الوكالات الدولية التي تقدم الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في حالات الطوارئ.

توعية الأطفال

ويهدف  الكتاب في المقام الأول إلى مخاطبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 11 عاماً، هو عبارة عن مشروع تابع للفريق المرجعي للجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات والمعنية بالصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ.

خلال المراحل الأولى من المشروع، شارك أكثر من 1,700 من الأطفال وأولياء الأمور ومقدمي الرعاية والمعلمين من جميع أنحاء العالم في كيفية تعاملهم مع وباء كورونا.

وكانت المدخلات مفيدة بالنسبة لكاتبة السيناريو والرسامة هيلين باتوك وفريق المشروع من حيث التأكد من أن يكون للقصة ورسائلها صدى لدى الأطفال من مجتمعات وقارات مختلفة.

ومن المقرر أن يتم ترجمة الكتاب على نطاق واسع، إلى ست لغات اليوم وأكثر من 30 لغة أخرى قيد الإعداد، كما يتم إصداره كمنتج عبر الإنترنت وعلى شكل كتاب صوتي  من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال.

إقرأ أيضا : ” الأجنَّة والوباء”.. أماكن محصنة من غزو “كورونا” وخطر الإصابة

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسوس :” ”نأمل أن يساعدهم هذا الكتاب المصور بشكل جميل، والذي يأخذ الأطفال في رحلة عبر المناطق الزمنية والقارات، على فهم ما يمكنهم فعله للبقاء إيجابيين والحفاظ على سلامتهم أثناء تفشي فيروس كورونا“.

بينما  قالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف :” انقلبت حياة الأطفال في جميع أنحاء العالم بشكل كامل، حيث يعيش معظمهم في بلدان فيها شكل من أشكال الحركة المقيدة أو الحجر الصحي. يساعد هذا الكتاب الرائع الأطفال على فهم هذا المشهد الجديد والعيش فيه ومعرفة كيف يمكنهم القيام بأمور صغيرة ليصبحوا أبطالاً في قصصهم الخاصة”

الكتاب القصصي الجديد يساعد الأطفال على فهم الفيروس ويشرح كيفية مكافحتة والتعايش معه 

 في حين وصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بإنه مورد مهم للأطفال في جميع أنحاء العالم ويتضمن رسالة قوية في صميم الكتاب تدعو للادماج،  موضحا أنه  لا يمكن التغلب على هذا الوباء إلا إذا تم إدراج الجميع في خطط الوقاية منه والتصدي له. يمكن للأطفال، بمن فيهم أولئك اللاجئون والنازحون وعديمو الجنسية، المساعدة في ذلك أيضاً. لا يمكن أن ينعم أحد بالحماية ما لم نكن جميعنا مشمولين به “

أما مدير عام اليونسكو أودي أولاي فقالت :” إن مشاركة الحقائق والمعلومات الموثوقة أمر حيوي للتصدي لفيروس كورونا، وأود أن أثني على إبداع وشغف جميع الفنانين والكتاب والناشرين الذين يجدون طرقاً مقنعة لترجمة وصياغة القصص والأعمال الفنية حتى يتمكنوا من الوصول إلى الأطفال والعائلات من أجل بث الراحة في نفوسهم وتوجيههم خلال هذه الظروف العصيبة.”

وأضافت :”  تفخر اليونسكو بدعم هذه المبادرة ونرى ذلك كمثال على مساهمة المجتمع الفني في رفاه الجميع وقدرتهم على الصمود.”

إقرأ أيضا : “رسالة للآباء” .. خطة “اليونسكو” لهزيمة “كورونا” وتعليم الأطفال”عن بعد “

وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن هذه البيانات قد لا يعول عليها لأن بعض الدول لا تجري فحوصا مخبرية إلا للمرضى الذين ينقلون إلى المستشفى إثر تفاقم أعراض المرض، ولا يشكل الأطفال في الغالب إلا نسبة ضئيلة من هؤلاء.

هل يصيب الوباء الأطفال ؟

سؤال طرحته هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير لها أمس قائلة نعم، الأطفال ليسوا في مأمن من الإصابة بالعدوى إذا كانوا في بيئة ينتشر بها فيروس كورونا المستجد.

ونقلت في تقريرها الموسع الذي نشرته على موقعها أمس، عن  أندرو بولارد، أستاذ المناعة والأمراض المعدية لدى الأطفال بجامعة أكسفورد، إن أعداد الإصابات بين الأطفال الآن لا تقل عنها بين البالغين، رغم أننا كنا نعتقد في البداية أنه لا يصيب الأطفال ،  لكن الأطفال عادة تظهر عليهم أعراض طفيفة جراء الإصابة بالعدوى ، لافتا في الوقت نفسه  أن جميع التقارير عن المصابين بفيروس كورونا حتى الآن تشير إلى أن الأطفال أقل تأثرا بالفيروس من البالغين، حتى لو كانوا يعانون من أمراض خطيرة تؤثر على مناعتهم، مثل السرطان.

“أولاي ” :أثني على إبداع الفنانين والكتاب الذين يصيغون القصص لبث الراحة في نفوس الأطفال وعائلاتهم 

وقال استسشاري طب الأطفال بجامعة ساوثامبتون راهام روبرتس، إن فيروس كورونا المستجد يصيب الجهاز التنفسي العلوي، أي الأنف والفم والحلق، لدى غالبية الأطفال، ولهذا تكون أعراضه شبيهة بأعراض نزلة البرد، ولا يصل الفيروس للرئتين أو يسبب التهابا رئويا حادا ووخيما كما هو الحال لدى المرضى البالغين.

حقيقة التعافي

وفيما يتعلق بتعافي نسب أعلى بين الأطفال مقارنة بالبالغين أوضح روبرتس أن أحد الأسباب المرجحة حاليا  هو أن الفيروس يحتاج إلى نوع من البروتين على سطح الخلية ” المستقبلات ” حتى يتمكن من الدخول إليها ويتسبب في المشاكل. ويبدو أن فيروس كورونا المستجد يستخدم مستقبل الإنزيم المحول لهرمون الأنجيوتنسين 2 لهذا الغرض.

وأضاف :” ربما لأن الجهاز التنفسي السفلي لدى الأطفال يحتوي على عدد أقل من هذه المستقبلات مقارنة بالجهاز التنفسي العلوي، ينصب تأثير العدوى على الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال.”

ورجح روبرتس أن تكون الاستجابة المناعية للعدوى الفيروسية قد تكون أقوى لدى الأطفال منها لدى البالغين، وتظهر في صورة ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم. وأغلب الظن أن الجهاز المناعي لدى الأطفال أكثر قدرة على مهاجمة الفيروس ومنعه من الدخول إلى الجهاز التنفسي السفلي.

ينقلون العدوى

وقال روبرتس إن الكثيرين يظنون أن الأطفال ضمن الفئة الأقل تهديدا، ومن ثم لا ينبغي أن نقلق بشأنهم  ، مضيفا :”  هذا صحيح لو كان الأطفال لا يعانون من أمراض مزمنة مثل نقص المناعة. لكن هؤلاء يفوتهم أن الأطفال ربما هم أحد القنوات الرئيسية لنشر العدوى في المجتمعات.”

ولفت  روبرتس إلى  إن الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض طفيفة من المحتمل أن يكونوا من أكبر المساهمين في نشر الفيروس، ولهذا كان قرار إغلاق المدارس غاية في الأهمية للحد من معدلات تفشي الجائحة .

غير محصنين

قال رئيس قسم الإسعافات الأولية في مستشفى للأطفال في منطقة بياسينزا،إيطاليا  الدكتور أندريا سيلا ، منتصف الشهر الماضي ،  إنه في حال صحت فرضية نجاة”الأطفال من العواقب المميتة إذا أصيبوا بفيروس كورونا، إلا أنهم غير محصنين، قطعياً، من الإصابة به، مؤكداً أنهم في تلك الحالة من التغافل، سيتحولون إلى وسيلة سهلة، لنقل العدوى بالمرض إلى آبائهم وأجدادهم،

وشدد على ضرورة إبقاء الأطفال داخل المنازل، مع أخذ جميع الاحتياطات للحفاظ عليهم وعدم انتقال العدوى إليهم. بحسب ما نقلته صحيفة ليبيرتا، على موقعها الالكتروني، الجمعة.

 “بولارد”: أعداد الإصابات بين الأطفال  لا تقل عنها بين البالغين، رغم أننا كنا نعتقد في البداية أنه لا يصيبهم 

أظهرت البيانات الوطنية الأولى فيروس كرورونا  لدى الأطفال الأميركيين، أنه في حين أن المرض ليس حادا لدى الأطفال في الغالب، فإن بعضهم يمرضون بما يكفي ليحتاجوا إلى العلاج في المستشفى.

أعراض أكثر شيوعا

كشف تقرير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، والذي صدر منذ بعضة أيام ، أن الحمى والسعال وضيق التنفس كانت أكثر الأعراض شيوعا لدى الأطفال، لكنها تحدث بشكل أقل من البالغين.

وتعكس النتائج في الغالب تقارير وردت من الصين بشأن كيفية تأثير الفيروس المستجد على الأطفال.

وتضمن التقرير ما يقرب من 150 ألف حالة إصابة مؤكدة في الولايات المتحدة في البالغين والأطفال من 12 فبراير حتى 2 أبريل، الماضي  من بينهم حوالي 2500، أي ما يقرب من 2 % ، كانوا من الأطفال، بينما لم يصب معظم الأطفال بمرض شديد، فيما توفى ثلاثة من الشباب.

اقرأ أيضا : يراقب ” التباعد” وبؤر الإصابة…”فيسبوك” يحارب كورونا على طريقته

وجرى إدخال حوالي 1 من كل 5 أطفال مصابين إلى المستشفى مقابل 1 من كل 3 بالغين، وكانت الحالات أكثر شيوعا في الأطفال الأكبر سنا والمراهقين، ولكن يبدو أن المرض الخطير أكثر شيوعا عند الرضع ، حيث كانت الحالات أكثر شيوعا بقليل في الأولاد عن البنات.

ورغم ذلك حذر معدو البيانات من عدم وجود كثير من التفاصيل في حالات الأطفال، لذلك يجب اعتبار التقرير أوليا.