ألقت قوات الجيش العراقي، الثلاثاء، القبض على مسؤول إعلام تنظيم “داعش” في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد، حيث نفذت قوة من اللواء 43 كمينًا محكمًا للرجل، الذي يدعى أيوب عداي العاني، وأحالته بعد ضبطه إلى جهات التحقيق القضائية.

اقرأ أيضًا: سقوط خليفة “البغدادي”.. لامبالاة أمريكية واحتفاء عراقي

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان السلطات العراقية، ، عن مقتل معتز نومان الجبوري، الملقب بـ “حجي تيسير”، “والي العراق”، وذلك في ضربة جوية وجهها طيران “التحالف الدولي” إلى مخبأ كان يقيم فيه “الجبوري” بصحراء مدينة دير الزور السورية مطلع هذا الشهر.

 

وأعلن يحيى رسول، الناطق الإعلامي لقائد القوات المسلحة العراقية، عن أن مقتل “الجبوري” حدث بعد متابعة أمنية لفترة ليست بالقصيرة لتحركاته، خلال تنقله الدائم داخل وخارج العراق، حيث تم استهدافه بضربة جوية من قبل طيران “التحالف” في منطقة دير الزور السورية وفق معلومات استخبارية دقيقة من قبل “جهاز مكافحة الإرهاب”.

 

من جهته، أعلن صباح النعمان، الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، أن “الضربة أدت أيضًا إلى مقتل مجموعة من القياديين في التنظيم الإرهابي، ونحن اليوم أعلنا عن مقتل هذا الإرهابي كونه أهم المقتولين في هذه الضربة بعد أن تأكدنا من مقتله وفق المعلومات الدقيقة التي وصلت إلينا، وأيضًا من بين القتلى مساعدين لهذا الإرهابي المقبور” لافتًا إلى أن “الضربة كانت يوم 7 من هذا الشهر، ولكن للدقة من المعلومات وبعد أن تأكدنا من الصور والـ “دي أن أي” لهذا المجرم توصلنا إلى أنه فعلًا المدعو بحجي تيسير”.

 

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس العام الماضي، عن رصد مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار للقبض أو قتل معتز الجبوري، وذلك ضمن برنامج مكافآت من أجل العدالة. وتتهمه واشنطن بأنه مسؤول عن عمليات استهدفت القوات الأمريكية منذ عمله في تنظيم القاعدة منذ عام 2004، وتعتبره خبير صنع متفجرات.

 

“داعش” يعود بقوة

في 20 مايو الحالي، أطلق الجيش العراقي عملية جديدة لملاحقة مسلحي “داعش” تحت اسم “أسود الجزيرة”، ضمن جهوده لمطاردة عناصر التنظيم في صحراء الجزيرة شمال محافظة الأنبار وجنوبي محافظة نينوى وغرب محافظة صلاح الدين، وصولًا إلى الحدود الدولية مع سوريا. وذلك بمشاركة قيادات عمليات الجزيرة وصلاح الدين وغرب نينوى والحشد الشعبي والعشائري، وبإسناد من طيران الجيش والقوة الجوية”. وتستهدف العملية تعزيز الأمن والاستقرار وملاحقة العناصر الإرهابية وإلقاء القبض على المطلوبين.

اقرأ أيضًا: مفاجأة.. “الصيد الثمين” في ليبيا سقوط “إخواني” منشق عن “داعش”

من جانبها، ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية في تقرير لها نشر أمس، أن تنظيم “داعش” نفذ في الشهرين الماضيين سلسلة من الهجمات المنسقة في أجزاء من سوريا والعراق، الأمر الذي جدد المخاوف من عودة التنظيم، بعد عام من انهيار “دولة الخلافة” في شرق سوريا، وستة أشهر من مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي.

“الجارديان”: “داعش” استفاد من الفراغ الأمني الناجم عن انشغال السلطات في كل من العراق وسوريا بتطبيق تدابير حظر التجوال، ضمن جهود مكافحة وباء كورونا، كما استفاد أيضًا من تدني الضغط العسكري عليه

وقالت الصحيفة إن “داعش” استفاد من الفراغ الأمني الناجم عن انشغال السلطات في كل من العراق وسوريا بتطبيق تدابير حظر التجوال، ضمن جهود مكافحة وباء كورونا، كما استفاد أيضًا من تدني الضغط العسكري عليه، مشيرة إلى أن هجمات التنظيم قد تتصاعد بقوة في الأشهر المقبلة، خاصة أن الهجمات الأخيرة تنطوي على “أنباء سيئة”، ما يعني “داعش يعود بقوة”.

وبينما يتكبد التنظيم، بدروه، خسائر شبه يومية في سوريا والعراق خلال الآونة الأخيرة، بمقتل العديد من قادته واعتقال آخرين، خصوصًا بعد إطلاق عملية “أسود الجزيرة” أخيرًا، لا يبدو ذلك كله مؤثرًا في النشاط المتجدد لـ “داعش”، الذي يأتي بعد عام من الضعف في كلا البلدين، نتيجة خسارة التنظيم مركزيه في الموصل والرقة والحملات العسكرية التي طاولته. وبلغ هذا الضعف ذروته مع مقتل أبوبكر البغدادي في أكتوبر الماضي.

ولكن بعد عدة أشهر، بنى التنظيم قدراته وبات أكثر نشاطًا. واستغرق بعض الوقت لإعادة التعبئة لأن الضغط العسكري المتواصل عليه منعه من الإسراع باستغلال الثغرات، على غرار الفوضى التي تلت انسحاب الأمريكيين، قبل التراجع عنه لاحقًا، ثم الغزو التركي لمنطقة شرق الفرات.