“تحذيرات وأجازة رسمية ..تحضيرات كـ ليلة العيد”،هكذا أثار الحديث عن “منخفض التنين” أو “إعصار القرن”، كما أطلق عليه البعض، حالة من الجدل والهلع عند البعض، واستقبله البعض الآخر بالنكات والمزاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسط كل هذه الإجراءات الاحترازية نرصد تاريخ الأعاصير وأثارها المدمرة على مر التاريخ، وطريقة اختيار اسمائها التي تكون في كثير من الأحيان “نسائية” بامتياز.

وسبق وأن أعلنت هيئة الأرصاد الجوية تعرض مصر و 8 دول آخرى لإعصار مدمر وسوء أحوال جوية، وتوقع خبراء الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن تستمر حالة الطقس السيئ لبعد غد السبت واستمرار الرياح المحملة بالأتربة وسقوط الأمطار التي تصل إلى حد السيول في بعض الأماكن.

ويعرف علماء الطقس الإعصار بأنه عاصفة حلزونية، تحدث بالقرب من المحيطات، وعند وصول الأعاصير لرياح لا تقل سرعتها عن 17 متراً في الثانية، يطلق عليها اسم “عاصفة استوائية”، وفي حال التقائها برياح تزيد سرعتها على 33 متراً في الثانية يطلق عليه “إعصار استوائي”.

وقرر مجلس الوزراء المصري أمس، منح العاملين بالمصالح الحكومية والقطاعين العام والخاص، وقطاع الأعمال العام، إجازة مدفوعة الأجر، اليوم الخميس، نظرا لظروف الطقس السيئ، باستثناء العاملين في المرافق الحيوية، مثل خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، النقل، الإسعاف، المستشفيات، المطاحن والمخابز والخدمات الشرطية.

وكشف خبراء الأرصاد أن “منخفض التنين”، يتمركز على بعض البلاد ومنها مصر، ويؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الشديدة في الأحوال الجوية، موضحين أن “عدو التنين” الأول هو الجبال فهو لايتشكل أبدا على سلاسل الجبال ولايعبرها مهما كانت قوته ويعود السبب لاختلال الضغوط في الطبقات البنائية.

ووجهت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أمس برفع درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى بجميع المستشفيات على مستوى الجمهورية، وتكثيف سيارات الإسعاف على الطرق والمحاور الرئيسية، وانعقاد غرفة أزمات وطوارئ على مدار الساعة.

وحسب خبراء فإن حائط الصد الثاني هو المطر فهو يختفي بوصول موجة مطرية لاحقة و الحائط الثالث للتنين البحري هو اليابسة، إذ لا يتجاوز الشواطئ إلا التنينات البحرية القوية شديدة الثبات، كما أنه له أشكال عدة فهناك تنينات الهطل المطري الثقيل المرافق للسحب الرعدية الخارقة وهو النموذج المرافق للخلايا الرعدية الفائقة ذات الطابع المداري وهو ينتشر في أمريكا وأوربا في الصيف في وقت التسخين الأعظمي تتصف بالقدرة التدميرية الهائلة.

“منخفض التنين”

إعصار “منخفض التنين” أو “منخفض القرن”، هو الاسم الذي أطلقه خبراء الطقس على المنخفض الذي سيضرب 8 دول هي “مصر وعمان وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين والعراق وتركيا”، مضيفةً أن الرياح ستصل حد العاصفة، وتصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة، ويؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الشديدة في الأحوال الجوية، ولكنها لن تصل للأعاصير كما تداول على مواقع التواصل .

يقول الدكتور محمود شاهين، مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد الجوية، إن الهيئة لا تبالغ في وصف الأحداث المتوقعة، حيث إن كمية الرطوبة المرتفعة ستؤدي إلى تكوّن سحب ركامية ضخمة، مُضيفًا أنه مُتوقع سقوط أمطار شديدة الغزارة تصل إلى ما يزيد عن 45 ملم في القاهرة.

وأوضح أن حالة المناخ تعتبر طبيعية لهذا الوقت من العام في شهر مارس وبنهايات فصل الشتاء وبدايات فصل الربيع في 21 مارس وهو فصل تقلبات جوية حادة وسريعة، لافتًا إلى أنه لم تحدث وأن جاءت حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية بهذه القوة منذ عام 1994.

والتحذيرات همن تعرض البلاد لحالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية مستمرة اعتباراً من اليوم الخميس يوم السبت الموافق 14 مارس الجاري.

وشدد الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، في تصريحات صحفية له إلى توفير فرق الانتشار السريع المركزية بكل محافظة، والتأكد من جاهزيتها وتوافر أطقمها الطبية والأطقم المعاونة من فنيين وتمريض، وأدوية الطوارئ، ومراجعة المخزون الاستراتيجي من أكياس الدم، والتأكد من وجود رصيد كافٍ، لافتاً إلى التنسيق بين هيئة الإسعاف ومستشفيات الإخلاء الطبي.

ونصح “مجاهد” بتناول التطعيمات والأدوية المقوية لمناعة الجسم، وذلك للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وهم الأطفال الأقل من 5 سنوات، وأصحاب السن الأكبر من 65 عاماً، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة، والابتعاد عن الروائح النفاذة مثل العطور ومعطرات الجو والأتربة وعوادم السيارات، والاهتمام بتناول المشروبات الدافئة، والإكثار من تناول المياه.

 

وودعت وزارة البيئة، في بيان لها، اليوم الخميس، المواطنين كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض الصدرية والتنفسية تجنب التواجد في ‏الأماكن المكشوفة اعتباراً من الخميس وحتى السبت المقبل، موضحة أن ‏منظومة الإنذار المبكر التابعة لها أكدت أن العوامل الجوية خلال الفترة المشار إليها سوف تؤثر سلباً على ‏جودة الهواء بسبب الرمال والأتربة المثارة.

 

“وتتلقى غرفة العمليات المركزية بوزارة البيئة على مدار الساعة أي شكاوى خاصة بالمواطنين متعلقة بأي مصدر من ‏مصادر تلوث الهواء”.

وشهدت القاهرة استعدادات قصوى ووجه اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، جميع الأجهزة المعنية ورؤساء الأحياء برفع حالة الاستعداد لمواجهة سقوط الأمطار خلال الأيام الثلاثة المقبلة طبقًا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية، مشددًا على كافة المسئولين التنفيذيين بالتواجد بالشوارع ومراجعة وتطهير بالوعات الأمطار للتأكد من قيامها بتصريف أية كمية متوقعة من الأمطار والتعامل الفوري مع الشكاوى الواردة بأماكن تجمع المياه وإزالتها على الفور واتخاذ كافة إجراءات الحفاظ على سلامة المواطنين.

وطالبت شركة مصر للطيران، ركابها المسافرين من المطارات المصرية الخميس، بضرورة التواجد قبل مواعيد رحلاتهم الدولية بما لا يقل عن 4 ساعات، ورحلاتهم الداخلية بما لا يقل عن 3 ساعات.

 

“سخرية ومزاح”..

استبق المصرييون كعادتهم في التعام لمع أكثر الأزمات قسوة بـ”النكات”، رغم كل المخاوف والتحذيرات والاحتياطات التي أعلنتها هيئة الأرصاد والحكومة إلا أن نظرة المصريون لإعصار “التنين” وتعاملهم معه كان مختلف تمامًا، ففي ليلة الإعصار امتلأت محلات التسالي و متاجر الفاكهة والمخابز بالزحامـ، وكأنها ليلة عيد”، كما أطلق عليها البعض، وفرغت محلات من البضائع.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لمواطنين يصطفون قي المتاجر ومعها بعض التعليقات الساخر، فيما عبر الكثيرون عن هذه الإجازة بأنها تشبه إلى حد كبير ليلة العيد، وغنى لها رواد مواقع التواصل الاجتماعي “يا ليلة الإعصار أنستينا”.

وغرد أحد رواد “فيسبوك” قائلا: “المصريين هيستقبلوا إعصار التنين باللب والسوداني”، بينما أضاف آخر: “شعب ملوش كتالوج المصريين كلهم في الشوارع بيشتروا أكل استعدادا لإعصار التنين”،وقال ثالث : “العالم كله مرعوب من كورونا والأعاصير والشعب المصري الوحيد اللي مستعد ليهم”.

” الأعاصير وتاريخها “

الأعاصير تتميز باسم محدد لها ليكون غريباً نوعًا ما، وغالبًا ما يكون الاسم نسائي وغير متعلق بالمكان الذي بدأ فيه الإعصار، لذلك نوضح سبب جعل الأعاصير تأخذ أسماءً بشرية وتطور تسمية الأعاصير عبر العصور.

وقديما لم يكن هناك آلية محددة لتسمية الأعاصير، فكانت إما تسمى بأسماء القديسين أو بأسماء السنوات، مثل إعصار “هرقل” و”سانت لويس” وإعصار “سانت بول” و “سانتا ماريا”، وأيضا إعصار 1898 وإعصار 1906، أو وفقا لمكان الإعصار مثل “إعصار ميامي”.

“هارفي، إيرما، ساندي، فلورانس” كلها أسماء لأعاصير حدثت بالفعل في الولايات المتحدة خلال الأعوام الماضية، والسبب في اختيار هذه الأسماء كان لتمييز الأعاصير التي تحدث وعدم الخلط أو اللبس، نظرا لكثرتها، ولجعل التواصل أسهل، خاصة في المناطق التي تكثر فيها الأعاصير المدارية.

في السابق كان يتم اختيار الأسماء للأعاصير بشكل عشوائي، ولكن بدأ خبراء الأرصاد الجوية في تنظيم الحروف الأبجدية مع قائمة من الأسماء المؤنثة فقط، وبدأ العمل بها منذ عام 1950، وتحمل العاصفة الأولى من موسم العواصف اسما مؤنثا يبدأ بحرف “A”، ثم تحمل العاصفة الثانية اسما مؤنثا أيضا يبدأ بحرف “B” وهكذا.

بعدها بثلاثة أعوام، لم تعمل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بنظام الأبجدية، حتى تم إضافة أسماء الذكور للقائمة في عام 1979، ويتم تكرار مجموعة معينة من الأسماء كل 6 سنوات.

وكان أول إعصار تم تسميته باسم مذكر هو إعصار “بوب”، الذي تم رصده في المحيط الاطلنطي، وتلاه إعصار “أندرو المدمر “الذي وصلت قوته إلى الدرجة الخامسة.

لم تتبع هذه القاعدة كل البلاد حول العالم، فبعض البلاد أعلنت رفضها كبلاد شرق آسيا، والتي قررت عدم تسمية أعاصيرها بالأسماء التي اختارتها الولايات المتحدة، وأعدت قائمة خاصة بأسماء أعاصيرها، وطبقتها بالفعل مثل إعصار دامري، وإعصار كيروجي، وفسرت هذه البلاد عدم اتباع الأسماء الأمريكية نظرا لأنها غير مفهومة للشعوب الآسيوية.

وتتبع هذه القائمة عددًا من البلاد الآسيوية، مثل اليابان، والصين، وفيتنام، وكوريا الجنوبية، ماليزيا، أما الهند ففضلت تسمية الأعاصير بمنطقتها شمال المحيط الهندي بقائمة خاصة بها.

وتتكون هذه القائمة من 64 اسما تتم تسمية الأعاصير بها بالتوالي، واختار الأسماء المركز الإقليمي المتخصص للأرصاد الجوية بـ نيودلهي، وتخضع لهذه القائمة البلاد المجاورة مثل باكستان وبنجلاديش، وميانمار، وسريلانكا، وتايلاند، وكان أشد إعصار ضرب منطقتهم هو إعصار ليلى الذي دمر مناطق كاملة بباكستان.

“أشهر 5 أعاصير عالمية”

ومع أن الأعاصير تحدث سنوياً، وفي أكثر من مكان بالعالم، فإن عدداً منها أحدث دماراً هائلاً لا يقارن بأعاصير أخرى، وأصبحت لا تُنسى لشدة قسوتها، ونرصد بذلك أكثر الاعاصير دمارًا بالعالم :

هايان

هذا الإعصار ضرب الفلبين، وفيتنام، والصين، وميكرونيزيا خلال العام 2013، وكان الأكثر تدميراً ودموية في تاريخ بلاد الفلبين، ويطلق عليه أيضاً اسم “يولندا”، وبلغت سرعة الرياح فيه ما يقارب 314 كم في الساعة، كما نتج عنه مقتل 12 ألف شخص، وخسائر مالية بما يقارب 686 مليون دولار، كما أنه ألحق أضراراً بما يقارب 11 مليون فرد.

ويلما

أصاب هذا الإعصار كلاً من كوبا وأجزاء من شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية وولاية فلوريدا بأمريكا، وكان ذلك في عام 2005، وبلغت سرعة الرياح فيه ما يقارب 295 كم بالساعة، ونتج عنه مقتل 62 شخصاً، بالإضافة إلى الأضرار المادية الكبيرة التي تركزت بشبه جزيرة يوكاتان.

كاترينا

أصاب الإعصار ولاية فلوريدا الأمريكية في عام 2005، ونتج عنه مصرع ما يقارب 1833 فرداً، وخسائر مادية تصل إلى 108 مليارات دولار، كما أنّه ألحق أضراراً بكل من ولاية ميسيسبي وولاية لوزيانا، ويعتبر من أقوى الأعاصير الدموية في تاريخ الولايات المتحدة.

ميتش

نشأ في البحر الكاريبي وأصاب الهندوراس وغواتيمالا ونيكاراغوا في عام 1998، حيث بلغت سرعة الرياح فيه ما يقارب 290 كم بالساعة، ونتج عنه مقتل 11 ألف شخص وتشريد 2.7 مليون شخص.

نانسي

ضرب هذا الإعصار اليابان في العام 1961، وكان قادماً من جهة المحيط الهادي، وبلغت سرعة الرياح فيه ما يقارب 345 كم في الساعة، ونتج عنه مقتل 191 شخصاً.