تتحول الطلاقات الملكية الي تحديات، تحتمل معها الكثير من التحايل، والتكتم والسرية وأحيانا أخري الغموض والمفاجأة، رغم ان الطلاق حقيقة حياتيه معتادة لدي الجميع، قد تكون سببا في حياة جديدة ومتابعة للسعادة في أماكن أخري .

كيف تحول الطلاق داخل العائلة الملكية البريطانية من ” امرا مروعا” الي ” شخصيا “

التوتر الخاص بالطلاق في العائلات الملكية لا يرتبط فقط بالطرفين المقررين للطلاق أو عائلاتهم ولكن الكنيسة أيضا التي ترفض أو تشترط أشياء بعينها محط دور مهم لها داخل المشهد، بل دورا أساسيا في كثير من الحكايات التي دارت في قصر باكينجهام بانجلترا.

العائلية الملكية البريطانية من اكثر العائلات الملكية في العالم التي تأتي مفردة ” الانفصال ” او الطلاق مفردة مزعجة الي حد بعيد، فعلي مدار السنوات ورغم تكرار حالات الطلاق داخلها 12 مرة الا انه في كل مرة كان التحايل بطلا للمشهد، ومنذ أيام جاء الطلاق الثالث عشر الذى يقع بداخلها لحفيد الملكة اليزابيث ” بيتر فيليبس” ابن الاميرة آن ، الذى اعلن في بيان مشترك مع زوجته ” اوتم” الكندية انهما اتفقا على الطلاق بعد مناقشات مع العائلة، وهو يعد أمرا جديدا وكسرا للتقاليد المعتادة حتي في شكل الاعلان والرفض أحيانا والصورة التقليدية لتسريب الأخبار اولا الي الاعلام وانكارها فيما بعد أو تصديقها اضطرارا، هذه المرة الملكة وافقت ورضخت وتقبلت والعائلة الملكية لم تعلق بل ان القصر أصدر بيانا أنه ” امرا شخصيا ” وهو توصيف جديدا غير معتاد يمثل نقلة في اللهجة التي يتحدث بها القصر عن أفراده

قالت صحيفة الصن البريطانية ان الحفيد المفضل للملكة اليزابيث قرر الانفصال عن زوجته الكندية اوتم بعد مناقشات عائلية عدة اخذت شهورا، ورغم ذلك وصف في البيان المشترك الذى أعلنه أن الانفصال” ودي للغاية”، وانه الطريقة المثلي لسعادة الطفلين واستمرار صداقته بزوجته، كما أكدت الصحيفة أن الزوجين المنفصلين في طريقهما لإتمام إجراءات الطلاق والعيش كجيران بجوار بعضهما البعض رغم بعض التكهنات بأن اوتم سترحل الي كندا .

يذكر أن الأمير بيتر فيليبس ابن الأميرة آن ابنة الملكة اليزابيث تزوج عام 2008 ولديه ابنتين من الأميرة اوتم هما ” سافانا ” 9 سنوات و “ايسلا “7 سنوات، وان الانفصال هو رغبة زوجته بالأساس، وبذلك يكون بيتر هو الحفيد الاول لمكلة بريطانيا الذى ينفصل قانونا.

يذكر أن الأب الأول للطلاق داخل العائلة الملكية البريطانية كان هنري الثامن الذي تحول الى كنيسة أخري من أجل الطلاق من زوجته الأولي كاثرين للزواج من زوجته الثانية آن بولين، لان الملكية البريطانية تتبع الكنيسة الكاثوليكية انفصل عنها وأعلن نفسه رئيسا لكنيسة انجلترا التي تم تشكيلها حديثا والتي سمحت بالطلاق في ظل ظروف معينة لكنه كان حدثا استثنائيا.

ايضا الملك جورج الرابع 1795 ابن جورج الثالث حين كان امير ويلز وتزوج من كارولين الا انه كان يكرهها وحين تولي عرش انجلترا رفض ان تصبح كارولين ملكة فطلب الطلاق ولكن البرلمان وقتها رفض ذلك .

و كانت شقيقة الملكة اليزابيث الأميرة مارجريت لها سابقة طلاق عام 1978 بعد أن وصلت علاقتها بزوجها المصور انتوني ارمسترونج جونز الي النهاية بعد وأصبحت أول عضو وقتها مهم داخل العائلة المالكة البريطانية مطلقة .

يذكر ان والدة بيتر كانت هي الأخري على موعد مع الطلاق عام 1992 وهي الأميرة آن ابنة الملكة اليزابيث الثانية حيث كانت زوجة للكابتن مارك فيليبس وبعدها تزوجت مرة أخري من زوجها الحالي تيموني لورانس وكانت تعتبر اول طفل لملك بريطاني تتزوج مرتين وقد تخطت تقاليد الطلاق التي وضعت فيما بعد في 2002 من خلال الزواج في اسكتلندا.

وفي عام 1992 كان الأمير تشارلز ابن ملكة بريطانيا هو التالي في الطلاقات داخل العائلة المالكة البريطانية بعد الكثير من الأحداث الصعبة والمشكلات بينه وبين زوجته الأولي الاميرة الراحلة ديانا سبنسر وانتهي بالطلاق

وفي 1992 أيضا طلق الامير اندرو دوق يورك الطفل الثالث للملكة اليزابيث، ووقتها وصفت الملكة اليزابيث الثانية هذا العام ” بالمروع” في إشارة الي كارثية ما حدث في تقديرها وقتها وهو ما تغير الآن.

الامر الجيد في حكايات الطلاق والذى كان تمهيدا للتقبل وكسر التقاليد الآن هو أنه في 2002 كنيسة إنجلترا سمحت للمطلقين بالزواج من جديد رغم أن أزواجهم السابقين على قيد الحياة، وأسمتها ظروفا استثنائية حسبما ذكرت الاذاعة البريطانية وتركت الامر في تحديد هذه الاستثنائية للكاهن.