“أنا جيل المساواة : إعمال حقوق المرأة “هو الموضوع الذي اختارته الأمم المتحدة للاحتفال بيوم المرأة العالمي لعام 2020 ، والذي جرى تنظيمه بمشاركة قيادات نسائية وفتيات ونشطاء المساواة بين الجنسين والمدافعبن والمدافعات عن حقوق المرأة ، إلى جانب القيادات النسائية اللاتي لعبن دورا فعالا في إنشاء منهاج ” بكين” منذ أكثر من عقدين ونصف .

sss

ويتزامن  احتفال هذا العام مع الذكرى السنوية لمؤتمر  بكين الذي يعد” خريطة  الطريق الأكثر تقدمية” فيما يتصل بتمكين المرأة والفتاة في كل أنحاء العالم ، إلا أن عدم المساواة بين الجنسين ظل من القضايا التي تشكل أكبر تحد لحقوق الإنسان حسبما أكدت الأمم المتحدة .

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مخاطبته الفعالية إنه وبعد مرور 25 عاما على مؤتمر بكين، توقف التقدم في مجال حقوق المرأة ،  مشيرا إلى “تراجع بعض الدول عن القوانين التي تحمي المرأة من العنف،  البعض الآخر يقلل من الفضاء المدني،  لا يزال البعض الآخر يتبع سياسات اقتصادية وهجرة تميز بشكل غير مباشر ضد المرأة.”

التحدي الأكبر

واكد أن عدم المساواة بين الجنسين هو الظلم الساحق في عصرنا وأكبر تحد نواجهه بشأن حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن المساواة بين الجنسين هي في الأساس مسألة توزيع السلطة، “فبدون قيادة المرأة ومشاركتها الكاملة، لن نحقق أبدا خطة التنمية المستدامة لعام 2030 أو نهزم تغير المناخ.”، موضحا  أن النساء، وخاصة الشابات، هن قياديات في العمل المناخي.

“نوكا ” :   25% من النساء يشغلن مناصب ومواقع نفوذ ، بينما يشغل الرجال 75% من المقاعد البرلمانية، و 73% من الوظائف القيادية

ونبه الأمين العام إلى  أن استقلالية المرأة، بما في ذلك الوصول الكامل إلى الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، بعيدة من أن تكون عالمية، فيما “يزداد التحيز ضد المساواة بين الجنسين في بعض البلدان.”

مؤشر القواعد الاجتماعية

و تحدث الأمين العام عن  مؤشر القواعد الاجتماعية بين الجنسين، وهو الأول من نوعه نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذا الأسبوع، وأشار إلى أن نحو 90% من الناس، بمن فيهم النساء، ممن تم استطلاع آرائهم في 75 دولة أظهروا “تحيزا واضحا واحدا على الأقل ضد المساواة بين الجنسين في مجالات مثل السياسة والاقتصاد، التعليم، عنف الشريك الحميم وحقوق المرأة الإنجابية.” 

وقال  الأمين العام :” من المهم، أكثر من أي وقت مضى، أن يدافع الرجال عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين،” معربا عن فخره لكونه مناصرا قويا للمرأة والتزامه الشخصي بزيادة الدعم لحقوق المرأة في الأمم المتحدة .

وأكد أنه  سيبذل قصارى جهده، في السنتين المقبلتين، للتأكد من تمثيل النساء في جميع عمليات صنع القرار في الأمم المتحدة، بما في ذلك عمليات السلام ، لافتا  إلى أنه “يمكننا الاستفادة من ذكاء وتجربة ورؤى البشرية جميعا من خلال المشاركة المتساوية “

 “بطلة المساواة “  

وقالت رئيسة وزراء فنلندا، سانا مارين، وهي أصغر رئيسة وزراء في العالم، والمتحدثة الرئيسية في الحفل ، إن هناك 21 امرأة فقط في العالم يشغلن منصب رئيس حكومة ، رغم أن منظومة الأمم المتحدة تضم 193 دولة، ونصف سكان العالم من النساء

وأشارت إلى أن  بلادها هي “أول دولة في العالم تمنح النساء حقوقهن السياسية كاملة، سواء كان الحق في التصويت أو الترشح لمنصب سياسي.”  

و وصفت مارين  بلادها بـ”بطلة المساواة ” بين الجنسين في العالم ، قائلة إن المساواة بين الجنسين تشكل “حجر الزاوية” لنجاح مجتمعها.

مارين :21 امرأة فقط في العالم يشغلن منصب رئيس حكومة ، والمساواة بين الجنسين “حجر الزاوية ” لنجاح المجتمع

في حين أرسلت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للمرأة بومزيلي ملامبو نوكا رسالة تضامن إلى الآلاف من عمال الصحة في الصين ومختلف أنحاء العالم الذين يكافحون في سبيل وقف انتشار فيروس كورونا، معربة عن أسفها لعدم تمكن ممثلي العديد من الدول من حضور الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام واجتماعات لجنة وضع المرأة، التي تبدأ الأسبوع المقبل، بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا.

نسب التفاوت

وأعلنت  “نوكا ” عن بعض نتائج تقرير الأمم المتحدة عن المساواة  والتي أثبتت من خلالها وجود تفاوت بين الجنسين في عدد من المجالات ، قائلة :” يشغل النساء 25% من المناصب ومواقع النفوذ، ويشغل الرجال 75% من المقاعد البرلمانية ، و 73% من الوظائف القيادية ،كما يشكلون  70% من المفاوضين بشأن قضايا المناخ.”

وأضافت:” النساء كسرن اليوم حاجز الـ 25% الذي تم حشرهن فيه، ويسعين إلى الحصول على نسبة 50% في المناصب، مشيرة إلى أن “التغيير ممكن ولا رجعة عنه.”

و احتفت الفعالية بصانعي التغيير من جميع الأعمار والأجناس وناقش المشاركون كيف يمكنهم، وبشكل جماعي، معالجة الأعمال غير المكتملة المتمثلة في تمكين جميع النساء والفتيات في السنوات المقبلة .

كما شمل  الاحتفال خطابات كبار ممثلي منظومة الأمم المتحدة، وحوارا بين الأجيال مع نشطاء المساواة بين الجنسين، فضلا عن عروض موسيقية.