اختلف عيد الأم، هذا العام كثيراً، كما اختلف أيضاً نمط “الأمومة” بشكل عام بعد التجمع في المنزل مع كل أفراد العائلة، وعلي عكس السنوات الماضية التي كان يكتفي فيها الأبناء فقط بتقديم الهدية للأم بشكل تقليدي بعد العودة الي المنزل من مشاغلهم.

sss

احتفل الجميع هذا العام بجانب أمهاتهم رغماً عنهم، والهدية أصبحت معروفة وغير محيرة أيضاً، ولربما اكتشفت الأم أيضاً الكثير من السلوكيات الجديدة في نفسها داخل البيت خاصةً إذا كانت هذه الأم هي في الأصل امرأة عاملة.

تماشياً مع “زمن الكورونا” الذي نعيشه خلال هذه الفترة، قرر الأبناء التفكير خارج الصندوق في فكرة هدية عيد الأم، ومع وجود أزمة في توافر كل ما هو متعلق بأزمة “الكورونا” مؤخراً.

الدخول علي الأم ب”كارتونة مطهرات” أو عدد لا بأس به من زجاجات الكحول أو حتي علبة “كمامات” أو “قفازات” يبقي هو الحل الأمثل حالياً.

 الأم سوف تسعد كثيراً بها لأن هذا سوف يقلل مسئوليتها في البحث عن هذه المتطلبات بشكل مستمر، كما اختلف عيد الأم هذا العام عن سنواته الماضية في طريقة الاحتفال.

 عزومة الغداء أو العشاء المتوقعة من الأم تم إلغائها بشكل “أوتوماتيكي” نظراً لغلق المحلات والمطاعم في السابعة مساْءً تطبيقاً لقرار مجلس الوزرا

ولأن ليس هناك اختيار اَخر للأمهات سوى الجلوس في البيت مع أزواجهم وأبنائهم خوفاً من “كورونا”، تغير سلوك الأمهات كثيراً داخل البيوت، وأجمع الكثيرون أن بعض الأمهات زادت عصبيتهن بسبب الضغوط والطلبات الدائمة التي لا تنتهي من بقية أفراد الأسرة،  بالإضافة إلي خلق سلوك جديد لديها وهو “الوسواس القهري”، بأنها دائمة التطهير والتعقيم لكل ما تستخدمه العائلة في البيت تجنباً لنقل الفيروس من أحدهم خاصةً إذا خرج من المنزل لشراء أي شئ.

من ضمن الأمهات التي أًصيبت ب”الوساوس من النظافة المفرطة “؛ سيدة تبلغ من العمر 30 عاما واسمها “وسام”، والتي أكدت أنها في الأصل تهتم بالنظافة كثيراً منذ تواجدها في بيت أسرتها، ولكنها زاد لديها الأمر عندما رزقت بطفل منذ ما يقرب من عامين، موضحة أن زوجها أصبح الاَن يتهمها بالوسواس بعد انتشار فيروس “كورونا”، لأنها لا تدخله البيت إلا إذا رش نفسه كاملاً بالمطهرات تاركا حذاءه علي الباب، ولا تجعله يلمس ابنهما إلا بعد خروجه من الحمام لمنع”العدوي”.

وفي العالم الموازي الاَخر، استغلت بعض الأمهات هذه الظروف الاستغلال الأمثل، فمنهم من خضعت لكورسات “الزومبا” متبعة لبعض القنوات المتخصصة علي “اليوتيوب”.

ومنهم من قررت استغلال بقية وقت الفراغ المتبقي بعد تلبية احتياجات البيت في الاهتمام ببشرتها وصحتها بعد إهمال دام طويلاً بسبب كونها إمرأة عاملة ومسئولة عن بيت وعائلة في نفس الوقت.

وأم أخري قررت التقرب من زوجها بشكل أكبر بعد انشغالهما خلال السنوات الماضية بسبب المسئوليات، أو بشكل اَخر التقرب من أبنائها والتعرف علي مشاكلهم نظراً لتواجدهم سابقاً طوال الوقت خارج المنزل، والقليل من الأمهات قررت تعلم أشياء جديدة سواء أكلات جديدة أو قراءة الكتب التي لطالما حلمت بتخصيص وقت لها وفشلت أو حتي مشاهدة بعض الأفلام المهمة.

وتجسيد للمثال السابق من العالم الموازي، تطبق سيدة تدعي “نيفين النصيري” والتي تبلغ من العمر 52 عام بعض من هذه السلوكيات، و أكدت أنها في وقت الفراغ تطلب من ابنتها القيام بتمرينات “الزومبا”.

خلود محمد التي احتفلت بعيد ميلادها ال31 الشهر الماضي، أوضحت أن أمومتها تغيرت بالفعل في “زمن الكورونا”، خاصةً وأنها غير عاملة، فلا تلتزم بالعمل من المنزل مثل الكثير من الأمهات حالياً، مما جعلها تتفرع للعودة والإهتمام بنفسها كثيراً، وهي العادة التي كانت تمارسها قبل الزواج، فهي شديدة الإهتمام ببشرتها وجمالها، وأدركت أن “الحجر المنزلي” ما هو إلا فرصة لعودة حياتها قبل الزواج، ولكن بالطبع بعد الإنتهاء من مسئوليات أبنائها الاثنين وزوجها الذي يتواجد خارج المنزل أغلب الأوقات نتيجة لطبيعة عمله.

الشئ الأكيد خلال كل ما سبق هو أنه بالفعل الأمومة في زمن “الكورونا” تختلف كثيراً عن أي وقت سبق، خاصةً في حالة الإرغام الموجودة، وتمتلك الأم حالياً خيارين تخرج بهما من هذه الفترة، إما أن تكون أم لديها مهارات جديدة وتحسنت علاقتها بعائلتها للأفضل وطورت من نفسها وشكلها، إما إنها خسرت كثيراً من الجلوس لفترات طويلة مع زوجها وأبنائها بسبب المشكلات التي حدثت نتيجة للضغط والروتين، وخروجها من هذه الظروف بشكل غير لائق نتيجة لعدم الخروج وعملها من المنزل.