مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، يتداولون صورا ومقاطع فيديو لهم ، ما بين أطباء وطواقم تمريض يحثون الناس فيها على البقاء بالمنزل، والالتزام بإجراءات العزل الاجتماعي للخروج من نفق فيروس كورونا المظلم، وحتى لا يخرج الوضع عن السيطرة ، ثم يظهر نفر منهم يرتدون أكياس القمامة في مستشفيات بدول عظمى، لنفاد ملابس الوقاية، بينما ينام آخرون في أمكان العمل كاستراحة محارب ليعودا من جديد في أداء رسالتهم السامية .
sss
أبريل الماضي، وزارة الصحة المصرية أفادت بأن 81 شخصاً، من الفرق الطبية أصيبوا بكورونا، من أصل 803 إصابات، بنسبة 10.1 في المائة، وهي الأعلى بين دول العالم، نتيجة نقص المواد المطهرة في المستشفيات، وعدم توفر مستلزمات الحماية للأطباء.
وأصاب فيروس كورونا الذي ظهر أواخر العام الماضي بمدينة “ووهان” الصينية، حتى عصر اليوم السبت مليون و715 ألفا و 58 حالة توفي منهم 103 الاف و803 حالات، وتعافى 388 ألفا و 866 حالة، بينما بلغ إجمالي مصابي مصر حسب آخر بيان لوزارة الصحة، 1794 حالة من ضمنهم 384 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 135 حالة وفاة، بينهم أطباء.
“الإفراج الصحي عن المحتجزين”.. مطالب ملحة للمنظمات في مواجهة كورونا
وتواصل وزارة الصحة المصرية العمل ومتابعة الموقف أولًا بأول بشأن الفيروس وجرى مؤخرا تخصيص الخط الساخن “105”، و”15335″ لتلقي استفسارات المواطنين بشأن الفيروس، وخصصت الوزارة 26 مستشفى مخصصة للعزل ومعالجة المصابين بكورونا في أنحاء الجمهورية.
مركز مجدي يعقوب
مركز مجدي يعقوب للقلب بمدينة أسوان، أعلن أخر الأسبوع المنصرم، عن اكتشاف 4 حالات إصابة بالفيروس بواقع 3 من العاملين في طاقم الأمن، وأحد المرضى الذين يتلقون العلاج.
وقال المركز في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، إنه أجرى فحوصات دورية لجميع المرضى والعاملين والمترددين على المركز بالتنسيق مع وزارة الصحة، للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، لافتا إلى حرصه إزاء تقديم خدماته للمرضى من ذوي الحالات الطارئة، وغير المستقرة فقط، مع الحفاظ على سلامتهم وسلامة الفريق الطبي وجميع العاملين.
وتابع المركز أنه “اتخذ جميع الإجراءات الاحترازية منذ بدء ظهور فيروس كورونا في مصر”
اللواح..شهيد الواجب
ورغم عزل الطبيب الراحل أحمد اللواح، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بكلية الطب جامعة الأزهر ـ الذى توفى عن عمر يناهز الثمانية والخمسين عاما، نهاية مارس الماضي، بعد إصابته بالفيروس، ليكون أول ضحية لطبيب مصري.
٣ أسابيع فاصلة بين الرابح والخاسر في معركة كورونا والمصريين
يقول الدكتور حلمى العفنى، وكيل وزارة الصحة الأسبق، وكان أحد المقربين للواح، “السبب الرئيسي وراء إصابة الطبيب، عندما حضر مهندسا هنديا يبلغ من العمر (53 عاما)، ويعمل بمصنع لإنتاج الكيماويات والبتروكيماويات بالمنطقة الصناعية جنوب بورسعيد، ويسكن بنفس عقار الطبيب، وطلب إجراء تحاليل دون أن يعلم بإصابته، فطلب منه سرعة التوجه لإجراء أشعة على الصدر، وكانت النتيجة إيجابية العينة.
تحذيرات مبكرة
في أواخر مارس الماضي، حذر الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، نقيب أطباء الدقهلية السابق، من تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بين أعضاء الفريق الطبي في مصر، مشيرا إلى أنها وصلت إلى 26 حالة إصابة آنذاك “.
وقال الزيات في بيان صحفي ” إصابات الفريق الطبي قابلة للزيادة، وهي فقط ما تمكنت الوزارة من التعرف عليه”، موضحا بأن المصابين بكورونا من بينهم 6 من الأطباء البشريين، وصيدلي واحد، 7 من فرق التمريض، و4 من المراقبين الصحيين، و5 من فنيين المعامل، و3 من فنيين الأشعة، مشيرا إلى أن إصابات الأطباء تتضمن استشاري صدر دمياط، دكتورة حميات منوف، استشاري الباطنة في مستشفى الطلبة جامعة القاهرة، ودكتورة رعاية مستشفى الشروق بالهرم، ودكتور تجميل مستشفى البنك الأهلي، ودكتور بمستشفى المنيرة.
ملاحظات الأطباء
نقابة الأطباء، أرسلت إلى الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، خطاباَ تؤكد فيه أنه من واقع حرص النقابة على القيام بدورها في التعاون من أجل التغلب على الأزمة الصحية الحالية، فإنها تحيط الوزارة علما بوجود بعض الملاحظات من الأطباء العاملين ببعض الجهات الصحية تتعلق بوجود مشكلات في سرعة توفير بعض الواقيات الشخصية.
خطايا الوزيرة .. هالة زايد في مرمى سهام الانتقادات
الملاحظات تضمنت ضرورة توحيد معايير تطبيق إجراءات مكافحة العدوى، وقالت النقابة في خطابها “بالطبع نعلم حرصكم على ضرورة تطبيق قواعد مكافحة العدوى بدقة في الظروف الحالية، حيث أنه شيء هام جدا ليس فقط لحماية الأطباء والفرق الطبية ولكن الأهم هو لمحاصرة عدوى الكورونا وتحاشى أن تتحول المستشفيات من مكان للاستشفاء الي مكان لنشر العدوى”.
شددت النقابة على ضرورة التأكيد على المسئولين بضرورة تأجيل تنفيذ أي حملات طبية ليس لها صفة الضرورة العاجلة في الفترة الحالية، إن وجدت في بعض الجهات، لتخفيف الازدحام والتكدس التقليل فرص انتشار العدوى بين المواطنين، معلنه تخصيصها لرقم واتس آب (01095111247 )، لتواصل الأطباء مع نقابتهم حال عدم توفر المستلزمات في أى منشأة صحية حتى يتم التنسيق مع المسؤولين لحل المشكلة.
4 مطالب
مع ارتفاع حالات العدوي بين أعضاء الفرق الطبية، وعقب الإعلان الرسمي لجامعة القاهرة باكتشاف عدة حالات إصابة بفيروس كورونا بين الممرضين والأطباء بالمعهد القومي للأورام، وصلت إلى 22 حالة ، طالبت النقابة العامة للأطباء، بإجراءات حمائية للفرق الطبية التي تتصدر الصفوف في مكافحة الفيروس القاتل، هو الأولى بالحماية ليستطيع استكمال مهمته في التصدي للمرض بدلا من أن يتحول هو نفسه لمصدر للعدوى وتفشى الوباء.
بين الإنكار والانتشار.. أسباب دخول “كورونا” مصر
بحسب ما قاله أطباء بمعهد الأورام، فإن ” الإصابات بدأت عندما أُصيبت طبيبة وممرضين اثنين داخل معهد الأورام وليس خارجه، نتيجة لمخالطتهم طفلة صغيرة تُدعى “أروى” جاءت إلى المعهد بصحبة والدتها للعلاج”.
نفس الأمر تكرر مع سيدة تبلغ من العمر 84 عاما تسببت في نقل عدوى فيروس كورونا إلى العشرات من الأطباء في 5 مستشفيات مختلفة، خلال رحلة علاج استمرت من 28 مارس الماضي، وحتى 5 إبريل الجاري.
مطالب النقابة التي أصدرتها في بيان لها، وجهته لجميع متخذي القرار تضمنت 4 مطالب، وهي ضرورة توفير جميع مستلزمات الوقاية للفرق الطبية، بجميع المنشآت الطبية على مستوى الجمهورية، والتشديد على عدم السماح بالعمل دون استخدامها لحماية الفريق الطبي، مع متابعة تطبيق ذلك بصورة دقيقة حتى لا يقوم بعض المديرين بمنعها عن الأطباء بحجة عدم استهلاكها، وتخفيف الزحام بالمستشفيات، عن طريق إيقاف العمل بالحالات والتدخلات الطبية غير العاجلة التي يمكن تأجيلها.
وطالبت بضرورة وضع بروتوكول عاجل لفحص وإجراء التحاليل لأعضاء الفريق الطبي الذين يتعاملون مع الحالات المشتبه بإصابتها، دون انتظار ظهور أعراض مرضية عليهم، إضافة لتخصيص مستشفى بكل محافظة أو قسم بكل مستشفى، لعزل وفحص أعضاء الفريق الطبي المشتبه بإصابتهم لحين ظهور نتائج الفحوص والتحاليل في أسرع وقت ممكن.
الدكتور عماد حنا مدير عام مستشفى السلام بالمهندسين، كشف في أواخر مارس تفاصيل إغلاق المستشفى بعد الكشف عن حالتين لفنيين معمل بها مصابين بفيروس كورونا، كانتا خالتطا شخصًا مصابًا بالفيروس أثناء سحب عينة تحليل منه.
وشرح “حنا”،”الشخص الذي تسبب في إصابة الحالتين اللذين يعملان بالمستشفى توجه إلى مستشفى 15 مايو بعد إصابته لتلقي العلاج، مضيفًا أنه جرى عمل تحاليل لجميع العاملين بالمعمل بالمستشفى، وثبت إيجابية شخصين، وتم إبلاغ وزارة الصحة وتحويلهما إلى مستشفى حميات إمبابة للعزل والحصول على العلاج.
البداية من الصين
مثلما كانت الصين مصدر الوباء الأول سجلت أيضًا وقوع أول ضحايا الفريق الطبي في العالم، و سجل مركز مدينة ووهان للعلاج الطبي، في 24 يناير الماضي، وفاة الطبيب ليانغ وودونغ، الذي عاد من التقاعد لمواجهة الفيروس.
ولم يسلم الطبيب الصيني، لي وينليانغ، الذي اكتشف الفيروس وحذر منه، ثم أصيب به وتوفى في 7 فبراير الماضي، وتحول إلى بطل في بلاده التي فتحت تحقيقا بشأن تحذيراته المسبقة من المرض و لم تؤخذ على محمل الجد.
وفي منتصف فبراير الماضي، أعلنت الصين حصيلة رسمية بلغت 6 وفيات بين الأطباء، أما في الفلبين، توفي 9 أطباء متأثرين بالفيروس، حسب بيانات رسمية.
” الأجنَّة والوباء”.. أماكن محصنة من غزو “كورونا” وخطر الإصابة
أما إيطاليا التي تشهد تفشيا كبيرا للفيروس، حصد كورونا حياة 46 طبيبا، كما سجلت فرنسا 5 ضحايا من الأطباء بسبب فيروس كورونا.
وفي إسبانيا، أفادت بيانات رسمية بأن عدد حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا بين الأطقم الطبية وصل إلى 4 آلاف حالة أي ما يعادل نسبة 13.6 في المئة من المصابين بفيروس كورونا في البلاد، حسب تقديرات حكومية.
وفي إيران، حصد الفيروس أرواح 37 طبيبا وممرضا على الأقل، منذ الإعلان رسميا عن ظهوره في البلاد 19 فبراير الماضي، حسب محمد رضا قدير، رئيس جامعة العلوم الطبية في مدينة قم الذي أكد أن 170 طبيبا وممرضا أصيبوا بالمرض