وسط موجه من الغضب عبر بعض المتعافين أو المشتبه في إصابتهم من فيروس كورونا، عن الوصم المجتمعي والتنمر الذي يتعرضون له بعد مواجهتهم للمجتمع المصري عقب شفائهم.

sss

“عار الإصابة “

حوار صحفي أجرته فضائية “العربية الحدث”عبر برنامج “القاهرة الآن” ، قالت وفاء صلاح، ممرضة في مستشفى حميات إمبابة :”الناس أشعرتنا إن الإصابة بالمرض وصمة عار بالرغم من أن الأطقم الطبية في مصر تقوم بعمل عظيم وخصوصاً التمريض”.

وأضافت، بأنها كانت في بداية حملها ومناعتها ضعيفة فأصيبت بالمرض، ولم تشعر بأعراض كورونا وعندما أجريت تحليلاً للفيروس اكتشفت إيجابية حالتها، وأشارت إلى أنها ظلت في مستشفى العزل بمحافظة الإسماعيلية لمدة 10 أيام حتى تحولت نتيجة التحاليل إلى سلبية وجرى شفاؤها.

التنمر

وفي واقعة مشابهة، رفض أهالي بلقاس والسماحية، اعتبارهم بؤرة لانتشار المرض، وكثفوا جهودهم لمحو الوصمة الاجتماعية عنهم جراء وصم بعض القرى والمراكز المجاورة لهم، بعد تصريح وزارة الصحة بوضع 300أسرة في بلقاس والسماحية تحت العزل الصحي عقب وفاة حالتين مصابين بفيروس كورونا.

ورغم تأكيد وزارة الصحة بأن عطيات محمد التي تبلغ من العمر 60 عاما توفت نتيجة لإصابتها بالفيروس، إلا أن عائلتها وفي فيديو مصور بعد ساعات من قرار العزل الصحي، نفوا تصريحات وزارة الصحة، وصنفوها بالوصم، في محاولة لإبعاد خبر إصابة المتوفية بالفيروس وكأنها تهمة تلاحقهم.

تهمة الخروج من المنزل

علي محمد علي الشاب الذي يعمل بالنظافة، على الباخرة النيلية التي ظهرت فيها أولى حالات كورونا، أكد غضبه وحزنه بسبب ما يتعرض له من الناس، ويقول في لقائه ببرنامج التاسعة مساء على للإعلامي وائل الإبراشي: “أنا مش عارف أطلع من بيتي بسبب الكلام وطالع عليا أني هربت وأني توفيت ورموني في الجبل وأنا مش عارف اطلع من بيتي بسبب الكلام ده والناس بقت بتخاف مني”.

وتابع: “اللي حصل إن فيه زبون بعد ما كان عندنا توفي في بلده وعرفوا إنه جاله المرض من عندنا من المركب وعملوا تحاليل وتاني يوم أخدونا من المركب على الطيارة ومن الطيارة نزلنا على مرسى مطروح وعملوا لي تحاليل اكتشفوا إنه إيجابي لكورونا وكان معايا 16 واحد في الباخرة وراحوا على مرسى مطروح وفيه 11 شخص حللوا في أسوان على أساس إنهم تعبانين وراحوا معانا مرسى مطروح لقوهم سلبي”.

وأكد على أنه لم تظهر عليه أي أعراض وكان قريبًا من السائح المصاب وتعامل معه بشكل مباشر، مشيرًا إلى أنه كان يتلقى العلاج في مستشفى العزل، قائلًا:”كانوا بيدونا براشيم وحقن وكل ساعتين تلاتة بيقيسوا التنفس والضغط ودرجة الحرارة وقعدت 8 أيام لم يكونوا قاسيين وكانت كل حاجة طبيعي عادي وخرجونا من المستشفى الساعة 11 بالليل، ورجعت بيتي ومش عارف أطلع من بيتي بسبب الكلام”.

المجتمع في خطر

“المجتمع المصري لا يقبل الاختلاف، ومن هذا المنطلق فإن المصابين بفيروس كورونا يتم وصمهم اجتماعيا”، هذا ماقالته ريهام خليل الأخصائية النفسية، مؤكدة أن الوصم المجتمعي له أضرار بالغة في الخطورة على الشخص والمجتمع أجمع.

وأوضحت الأخصائية النفسية أن الوصم المجتمعي سيدفع الأخرين إلى عدم البوح بالأعراض التي يشعرون بها خوفا من أن يكونوا مصابين ويتم وصمهم، وبالتالي يظن الشخص أنه قادر أن يتعافى دون اللجوء للمستشفى حتى لا يعرف أحد أمره، فيعرض نفسه للخطر، والمجتمع أجمع لأنه من الممكن أن يعرض الكثير للإصابة لأنهم لا يعلمون بإصابته.

من جهته رأى الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع، أن فيروس كورونا وباء عالمي وأن المجتمع مع الوقت سيتقبله دون أي وصم أو تنمر لأنه عدوى أصابات الرؤساء وكبار الدول قبل الفقراء.