يعد الجوع أحد “أخطر” التحديات التي تواجه القارة الإفريقية مما دعا عددا من القيادات السياسية والاقتصادية الأفارقة إلى تبني خطط جديدة للقضاء على الجوع وسوء التغذية وتحقيق الأمن الغذائى بحلول عام 2025 إلى جانب الاستثمار في الأبحاث العلمية في مجالات الزراعة لتوفير الطعام لأبناء القارة .

sss

في حين أعلن برنامج الأغذية العالمي بالأمم المتحدة  في وقت سابق ، أن  45 مليون شخص في جنوب القارة الأفريقية، أغلبهم من النساء والأطفال، يواجهون عدم أمن غذائي حاد جراء الجفاف والفيضانات والاضطرابات الاقتصادية ، بينما استمر الجفاف  في بعض المناطق منذ ثلاث إلى خمس سنوات .

وقال رئيس بنك التنمية الأفريقى أكينومى أيديسينا إن البنك تبنى مبادرات لتقليص معدلات سوء التغذية ، مؤكدا أنه لا يوجد مبرر لاستمرار حالة الجوع وسوء التغذية بالقارة الأفريقية التى تتمتع بموارد مائية ضخمة وأجواء معتدلة  خلال العام و أراض صالحة للزراعة .

ووصف أ يدسينيا قضية سوء التغذية التي يعاني منها الأفارقة بـ”المعقدة”، منبها إلى  أن 65% من الأراضى غير المنزرعة فى العالم توجد بالقارة الأفريقية

“فقر” البحث العلمي في الزراعة

 بينما أكد مدير عام المعهد الدولي للزراعة المدارية بنجيريا  نتيرانيا سانجينجا، على ضرورة بناء إفريقيا لقدرات البحث والابتكار في أنظمتها الغذائية ، وذلك في سبيل التغلب على الجوع والفقر.

وقال سانجينا ، وهومن الكونغو الديمقراطية والمتخصص في علم الزراعة وميكروبات التربة ،  لوكالة “انتربرس ” إن إفريقيا تحتاج إلى الاستثمار في الزراعة من خلال وضع مزيد من الموارد في التنمية  والتي من شأنها أن توفير الطعام وتعزيز الأمن الغذائى ،  واصفا الاستثمار في الأبحاث العلمية بافريقيا بأنه “فقير” بنسبة تقل عن 1%  عندما يتعلق الأمر بالزراعة “فالأمر يزداد سواء لأن القادة لا يفهمون أهمية البحث العلمي ” على حد قوله .

ولكنه علق أمله على الشباب ، مؤكدا أن الشباب هم من يمسكون بمفتاح المستقبل لتوفير  الغذاء في القارة السمراء .

صندوق طوارئ ضد الكوارث

وقدم مسؤولون آخرون مقترحات وخطوات “عملية” للتغلب على أزمة الجوع ، حيث دعت مفوضة الزراعة والاقتصاد الريفى بالاتحاد الأفريقى جوسيفا ليونيل ساكو إلى إنشاء صندوق طوارئ لمواجهة المخاطر والكوارث الناجمة عن تغيرات المناخ بالقارة للتصدي للتداعيات الناجمة عن هذه الكوارث كهجمات الجراد التى تستهدف دولا إفريقية منها الصومال وأثيوبيا وكينيا، مما يهدد الأمن الغذائى بالقارة.

الوضع يزداد سواء لأن القادة لا يفهمون أهمية البحث العلمي و الشباب هم من يمسكون بمفتاح المستقبل لتوفير  الغذاء في القارة السمراء ..سانجينا 

وحث رئيس مدغشقر أندرى راجولينا على هامش القمة الأفريقية العادية الثالثة والثلاثين بأديس أبابا ، شركاء التنمية الإقليميين والدوليين إلى مواصلة العمل مع حكومات الدول الأفريقية لمواجهة خطر الجوع وسوء التغذية بالقارة السمراء.

 واقترح رئيس كوديفوار الحسن واتارا تبني  الاتحاد الأفريقى لقضية “سوء التغذية” عام 2021 ، داعيا رؤساء الدول الإفريقية إلى اتخاذ المزيد من الخطوات للتصدى لمشكلات الجوع وسوء التغذية، مقترحا تبنى

الأطفال الأشد تضررا

جفاف مدمر .. وحصاد هزيل في الجنوب

وذكر برنامج الأغذية العالمي أنه في ظل ارتفاع درجات الحرارة على نحو يفوق المتوسط العالمي بمعدل الضعفين  ، شهدت المنطقة موسماً زراعياً طبيعياً واحداً خلال الخمس سنوات الماضية وذلك في ظل إنتاج معظم غذاء جنوب قارة أفريقيا من جانب مزارعين يعتمدون كلية على أمطار لا يمكن الوثوق في هطولها.

وأضاف البرنامج أن المناطق “الأكثر تضرراً”هي زيمبابوي وزامبيا وموزمبيق ومدغشقر وناميبيا وليسوتو وإي سواتيني ومالاوي

وقالت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب قارة أفريقيا، لولا كاسترو: “يحتاج أكثر من 8 ملايين شخص يواجهون خطر الجوع في جنوب قارة أفريقيا إلى مساعدة طارئة”

  وتشهد زيمبابوي أسوأ أزمة جوع خلال عقد ، حيث  يعاني 7.7 مليون شخص ،  يشكلون نصف السكان ، من عدم أمن غذائي” حاد” بينما يخيم شبح العوز والجوع أيضا على زامبيا و جنوب افريقيا  ومن ثم تعاني  الدول الثلاث من جفاف  مدمر منذ فترة طويلة .

   زيمبابوي تشهد أسوأ أزمة جوع خلال عقد ، حيث  يعاني 7.7 مليون شخص ،  يشكلون نصف السكان ، من عدم أمن غذائي” حاد”

كما تعرضت الحيوانات البرية في إقليم كيب الشمالي بجنوب إفريقيا عند مدخل صحراء كاليهاري ، الأوضاع المأساوية حيث تعرض ثلثا الحيوانات البرية في الإقليم للنفوق في السنوات الثلاث الأخيرة  .

وانفخض منسوب المياه  بمعدلات كبيرة عند سد كاريبا ، الذي يعد  مصدرا ” أساسيا حاسما ” لتوليد الكهرباء لزيمبابوي وزامبيا  مما يؤدي إلى قطع الطاقة الكهربائية لفترات طويلة .

جهود المساعدات الدولية

 

مساعدات دولية

 وتعمل المفوضية الأوروبية  على جمع حزمة مساعدة إنسانية بقيمة 22.8 مليون يورو لدعم الاحتياجات الغذائية الطارئة والأشخاص الأولى بالرعاية في إي سواتيني وليسوتو ومدغشقر وزامبيا وزيمبابوي.

 كما قرر برنامج الأغذية العالمي تقديم مساعدات لنحو 8.3 مليون شخص يعانون من الجوع في ثماني دول وهي زيمبابوي وزامبيا وموزامبيق ومدغشقر وناميبيا وليتوانيا وإسواتيني ومالاوي والتي تعد من أكثر الدول تضررا من الظاهرة .