فى التوقيت الذى يتم فيه الإعلان عن إصابات ضمن الكادر الطبي فى كثير من البلدان التي انتشر فيها فيروس كورونا المستجد كوفيد_19 وعلى رأسها أستراليا والتي وصل حجم إصابة الأطباء فيها إلى 11 طبيباً.

sss

ولكن الحديث عن الطبيب المصري خلال الفترة القادمة قد يطول، فالعبء الأكبر عليه، كما أنه لديه الكثير من المشكلات، ومعرض لخطر عظيم قد يكلفه حياته.

وقال الطبيب محمود الشنواني، أستاذ الباطنة،  إن نسبة 3% التي أقرها الدستور الحالي كان يمكن أن تكون البداية لتحسين أحوال الاطباء، بعد عقود من الإهمال فى الإنفاق على الصحة، ولكن تم التحايل على الرقم وأصبح الانفاق الفعلي 1.5% فقط أي نصف الحد الأدني، معتبرا أن العنصر البشري- الأطباء – هو من يحافظ على الأداء الطبي حتى الآن لذلك يجب العناية به والحفاظ عليه.

وربما لا يحصل الطبيب المصري أو الممرض أو حتى العاملين بقطاع الخدمات الطبية على المكافآت الطبية المناسبة للمخاطرة بحياتهم ولكن أقصى مكافأة قد يحصل عليها هى شكر شخصي له من صديق أو مقرب على صفحات التواصل الاجتماعي ووضع صورته كمحارب.

ويقول، الشنواني، ” أى تحسين فى الخدمة الطبية الآن صعب فى حالة ميزانية ضعيفة معروفة للجميع، مهما كانت النوايا حسنة، والشارع و الرأي العام يعتبر الخدمة الطبية الحسنة مجرد نتاج لإنسانية الأطباء والعاملين فى المستشفيات”.

 أعلنت اللجنة الوطنية للصحة الصينية على موقعها فى منتصف مارس الماضي أن تجربتها التي شاركتها مع عدد من الدول حول السيطرة على فيروس كورونا المستجد كان من أساسياته التخصيص العام للموارد الطبية، لتحسين القدرة العلاجية، والاهتمام بالطبيب، وعمله ووقايته.

وفى مصر أعلنت نقابة الأطباء أن إجمالي الحالات  المصابة من الكادر الطبي حتى الآن 26 حالة من بينهم 6 أطباء بشريين، وصيدلي واحد و7 من فريق التمريض و5 فنيين معامل، و3 من فنيين الأشعة.

وأخر مؤتمر لوزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد  لم تتعرض لحال طاقم الخدمات الطبية، خط الدفاع الأول في المعركة ضد ” كورونا”.

و أرسلت نقابة الأطباء رسميا لوزارة الصحة،  خطاباً،  أحاطت خلاله الوزارة علما بوجود بعض الملاحظات من الأطباء العاملين ببعض الجهات الصحية الحالية تتعلق بوجود بعض المشكلات فى توفير بعض الواقيات الشخصية وتوحيد معايير تطبيق إجراءات قواعد مكافحة العدوى بدقة فى ظل الظروف الحالية لحماية الأطباء والفرق الطبية .

وكانت النقابة الأطباء، خصصت رقمًا هاتفياً لتلقي شكاوي الأطباء فى حالات نقص الأدوات المطلوبة أثناء عملهم فى المستشفيات وهو الرقم الذى اتصلنا به،  وكان الرد مفاجأة بأنه لا يتلقى أي شكاوي من صيادلة أو أي كادر غير طبي لتسجيل حالات النقص وأماكنها والإبلاغ عنها من أجل تزويدها بالمطلوب.

هو نفسه التوقيت الذى يعلن فيه مدير أحد المستشفيات العامة فى القاهرة التي تحولت إلى مستشفى طوارىء عن اجتماع عاجل مع كادر الأطباء والصيادلة بسبب مشكلة عدم توفر  جوانتيات طبية وماسكات بالمستشفي التي أعلن من يومين عن دخول حالتي كورونا لها في حين توفيت واحدة من الحالتين

وتقول طبيبة صيدلانية شابة ،رفضت ذكر اسمها تعمل بأحد مستشفيات الطوارىء العامة،  إن هناك عجز شبه كامل فى أضعف الامكانيات المطلوبة للتعامل مع المرضى وهي ” الكمامات والجوانتيات الطبية” وهو ما يفسر فى رأيها ارتفاع عدد الأطباء المصابين بالكورونا حتي الآن لأنه يتم الكشف على المرضى محتملي الإصابة دون وقاية.

ووتابع “للأسف المستشفيات لا يمكنها توفير الأدوات المطلوبة بحجة الميزانية، مؤكدة أنها تشاجرت مع مدير المستشفى منذ يومين لنفس السبب وعدم إحضار الكمامات من التموين الطبي، لأن المحاذير غير متخذة بشكل جيد للعاملين داخل القطاع  العام”.

وافترضت الطبيبة أنه إذا توفرت كميات تكون ضئيلة جدًا، وبعض الأطباء يشتري الأدوات الخاصة بالوقاية على حسابه الشخصي، والبعض يتعامل داخل الرعاية دونها من الأساس ؛ موضحة أنه فى حالة ارتفاع نسبة الإصابة فى مصر بالكورونا الكادر الطبي سيقع، وأن البدل الطبية التي تظهر فى بعض الصور هي فى مستشفيات الحجر الصحي فقط ولا يراها أحد.

وشدد الدكتور علاء عوض أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس علي توفير عناصر الأمان للأطباء، مثل أدوات الوقاية الماسك المناسب والجوانتي والمطهرات المختلفة بكميات متوفرة، وعناية مركزة كافية لاستقبال الحالات.

وأكد عوض علي أن الأطباء هم خط الدفاع الأول الآن، معتبرًا أن الاجراء الوحيد المنطقى الآن هو زيادة ميزانية الصحة دون الطلب.

وقال الدكتور محمد نصر نقيب أطباء الجيزة سابقا فى تصريحات خاصة ل مصر 360، إن التوقيت الحالي حرج للغاية، خاصة الأسبوعين القادمين، وهو ما يتطلب من الجميع أن يكونوا على مستوى الموقف، وأن الأطباء بالفعل فى حاجة إلى نظرة لهم فى ظل الخطر المعرضين له والتعامل مع إصابات لا يتم اكتشافها إلا بالتحليل ، مشددًا علي توفير الوقاية للأطباء للتعامل الآمن، بالإضافة إلي توفير أجهزة تنفس استعدادا للأيام القادمة وهو المعروف عن قلتها فى مصر.

واعتبر دكتور مايكل ماهر أحد أطقم المستشفيات الخاصة أن توفير سبل الوقاية ضد عدوي الفيروس أمر  مهم للغاية، وهي مختلفة عن الجوانتيات المعتاد استخدمها.