بعد أسابيع من ظهور فيروس كورونا، نشرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية تقريرًا جاء فيه أن «تفشي الوباء أمر «متعمد» من السلطات الصينية، وأن «معهد ووهان لعلم الفيروسات»، في المدينة التي ظهر بها الفيروس، هو من طوّر ذلك السلاح الحيوي الجديد، لمهاجمة أهداف محددة في العالم، لكنه انتشر في الصين بعد أن خرج عن السيطرة».

في المقابل، نشر موقع «زيفزدا» التابع لوزارة الدفاع الروسية، تقريرًا تحت عنوان «فيروس كورونا: الحرب البيولوجية الأمريكية ضد روسيا والصين وإيران»، استعرض التقرير الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الصيني بسبب كورونا، ليدعم نظريته بشأن «مؤامرة أمريكية ضد الصين، ضمن الحرب الاقتصادية تشنها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد بكين منذ فترة، للقضاء على الاقتصاد الصيني الذي كان يسجل قبل ظهور الفيروس، أعلى معدل نمو في العالم».

 

حروب الجيل السادس

مصطلح «حروب الجيل السادس» صاغه لأول مرة الجنرال فلاديمير سليبتشينكو في التسعينيات من القرن الماضي، لوصف استخدام أنظمة تسليح عالية الدقة يمكن أن تجعل من الجيوش التقليدية أمورًا عفا عليها الزمن، وقد تجلى ذلك باستخدام الأسلحة الذكية من جانب الولايات المتحدة في حرب تحرير الكويت عام 1991، وكان من بين الوسائل المستخدمة في تلك الحرب تقنية «دمج الفيروسات» مع غاز «الكيمتريل».

واعتبرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية أن «فيروس كورونا ليس ببعيد عن هذا الجيل من الحروب البيولوجية، والذي كشفت براءات الاختراع الأمريكية تسجيله في عام 2018 كبراءة اختراع تحت رقم 10130701، ناهيك عن تدخل شركات الأدوية العملاقة لجنى مليارات الدولارات سنويًا عبر ابتكار الفيروسات وغيرها من أساليب الحروب البيولوجية».

 

الحروب «الأشد فتكًا»

انطلقت خلال الأعوام الأخيرة على لسان المختصين، وحتى في أفلام هوليوود الأمريكية، تحذيرات مخيفة من «الحروب البيولوجية» التي ستظهر في العالم، وهي أشد خطورةً وفتكًا من الحروب التقليدية، وربما حتى من الحرب النووية المحتملة، لكونها «تدمّر البشر قبل الحجر»، عبر نشر الأمراض الفتاكة التي تطال الدول وتهلك الحرث والنسل فيها.

«الحروب البيولوجية» هي الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات من الكائنات الحية الدقيقة وسمومها التي تؤدي إلى نشر الأوبئة الفتاكة بين البشر والحيوانات في إطار حروب الجيل السادس

«الحروب البيولوجية»، هي الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات من الكائنات الحية الدقيقة وسمومها التي تؤدي إلى نشر الأوبئة الفتاكة بين البشر والحيوانات في إطار حروب الجيل السادس المدارة عبر «أسلحة جرثومية».

ويعود تاريخ «الأسلحة البيولوجية» إلى آلاف السنين، إذ تم استخدام هذا النوع من الأسلحة في الحروب قديمًا، وذلك من خلال تلويث وتسميم مياه الشرب والمأكولات، وإلقاء جثث المصابين بالأوبئة في معسكرات الأعداء.

وفي فيديو سابق لوزيرة الصحة الفلندية تتحدث فيه عن مخططات أمريكا لإبادة ثلثي البشر قالت إن «أمريكا تهدف لتقليص سكان العالم بنسبة الثلثين دون أن يتكبدوا بل يجنون المليارات، وأن أمريكا أجبرت منظمة الصحة العالمية على تصنيف إنفلوانزا الخنازير بدرجة كوباء كي يجعلوا التلقيح إجباريًا لا خياريًا، وخاصة للشرائح المستهدفة أولًا من الجيل القادم وهم الحوامل والأطفال…»

 

أما في العصر الحديث، فيعد برنامج «الشفق النشط» عالي التردد المعروف باسم «هارب» HAARP، أفضل مثال لمشاريع الحرب البيولوجية الحديثة، وهو عبارة عن قاعدة عسكرية تقع في ألاسكا، تم تكييفها من قبل حكومة الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي للبحث العلمي في الغلاف الجوي والغلاف الأيوني. ويقول البعض إن القاعدة تضم حوالي 150 محطة جوية تُستخدم لتوليد ما يسمى «غاز الكيمتريل» بهدف التحكم في مناخ كوكب الأرض.

 

قال الدكتور منير الحسيني،  الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن «عمليات رش غبار الكيمتريل في الغلاف الجوي للأرض تأتي ضمن مشروع «الدرع»، الذي أعلنت عنه الحكومة الأمريكية بزعم حل مشكلة «الاحتباس الحراري» الذي يهدد كوكب الأرض، من خلال تنفيذ أول مشروع كوكبي عملاق في تاريخ البشرية بدءًا من عام 2000 حتى عام 2050، على نفقتها الخاصة، وأعلنت واشنطن عن رصد 50 مليار دولار لإنفاقها على تنفيذ هذا المشروع على مدار 50 عامًا بواقع مليار دولار سنويا، تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، كمشروع مشترك يتم تمويله ما بين وزارة الدفاع الأمريكية ومؤسسة هوجز إيروسبيس، وبالفعل بدأ العمل على مستوى الكرة الأرضية في المشروع مطلع عام 2000 بعد التطبيقات الأولى له داخل أجواء الولايات المتحدة منذ عام 1991 ثم توقفت الأنباء عنه للسرية التامة التي فرضت على المشروع، حتى كشف أحد العلماء العاملين في المشروع عام 2003 تطوير هذا الابتكار إلى سلاح إيكولوجي للدمار الشامل باستخدام الهندسة المناخية».

وأضاف «الحسيني» أن «الصين أسقطت على أراضيها منذ خمس سنوات تقريبا إحدى الطائرات التي كانت تقوم برش الكيميتريل، كما قبضت كل من روسيا ونيجيريا على طائرتين كانتا ترشان الغاز نفسه، والحقيقة المرة تشير إلى أن عمليات الرش تأتى وفق مشروع «الدرع» الذي أعلنت عنه الحكومة الأمريكية، بدعوى حل مشكلة الاحتباس الحراري الخطر الذي يهدد كوكب الأرض».

 

اصطناع «الكوارث الطبيعية»

السؤال الذي طرح نفسه مؤخرًا، هو: من سواحل هايتي، إلى سيول، وصولًا إلى «عاصفة التنين» التي شهدتها دول الشرق الأوسط مؤخرًا.. هل «الكيمتريل» هي كلمة السر في الهندسة المناخية؟

من سواحل هايتي، إلى سيول، وصولًا إلى «عاصفة التنين» التي شهدتها دول الشرق الأوسط مؤخرًا.. هل «الكيمتريل» هي كلمة السر في الهندسة المناخية؟

يقول المختصون إنه من خلال تقنية غاز الكيمتريل تستخدم الطائرات كوسيلة لنشر مركبات كيماوية معينة على ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية مستهدفة. وتختلف هذه الكيماويات وتلك الارتفاعات وفق الهدف المراد تحقيقه. فمثلًا في «تقنية الاستمطار» Artificial Precipitation، يستخدم خليط من أيوديد الفضة، مع بيركلورات البوتاسيم يتم رشها مباشرة فوق السحب المحملة بنسبة عالية من بخار الماء، فيتكثف سريعًا على جزيئات المخلوط التي تعمل كأنوية تكثيف، حتى يثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط في صورة أمطار، وقد تم استمطار السحب في المناطق الجافة وشبه الجافة، خاصة في الصين، لتدب فيها الحياة لمصلحة الإنسان. وعلى العكس من ذلك، تحاط بعض الاكتشافات في علم «الهندسة المناخية» بالسرية الكاملة لتحويلها إلى أسلحة للدمار الإيكولوجى الشامل تعرف باسم Eco-Mass- Destructive Weapons لنشر الجفاف والمجاعات والأمراض وموت ملايين البشر بإحداث الجفاف الاصطناعي، والأعاصير الاصطناعية المدمرة، أو الزلازل في مناطق محددة لتغيير خصائصها الجوية والإيكولوجية للأسوأ، فلا تصلح لحياة النبات والحيوان والإنسان.

 

ويرى الخبراء أن مكمن الخطر يكمن في إقدام الولايات المتحدة على خطوة تعد الأهم في تاريخ البشرية للتحكم في مناخ الأرض عن طريق رش الكيمتريل، والذي اتضح من خلال أبحاث أجريت في الولايات المتحدة نفسها، ومن واقع سجلات المستشفيات هناك، أنه قد طرأت قائمة بالأعراض الجانبية، وهي نزيف الأنف، ضيق التنفس، آلام الصداع، عدم حفظ التوازن، الإعياء المزمن، أوبئة الأنفلونزا، أزمة التنفس، التهاب الأنسجة الضامة، ولقد بدا واضحًا جليًا أن العالم أصبح مهددًا الآن ومستقبلًا بحروب تدميرية، ولكن هذه المرة ليست من خلال الغزو والاحتلال والاستعمار التقليدي، وإنما من خلال حروب غامضة ستظهر على أنها «كوارث طبيعية».

ـــــــــــــــــــ

المصادر: