زارت لجنة الحريات الديينة الأمريكية السوادن بهدف تقييم الأوضاع الخاصة بحرية المعتقد وإقامة الطقوس والشعارت لدى معتنقي الديانات كافة ، وعقدت لقاءات متعددة مع قيادات الحكومة الانتقالية و ممثي المجتمع المدني والتي تناولت مسار الإصلاحات التي نادى بها السودانيون خلال الثورة التي أطاحت بنظام البشير .

التقى رئيس اللجنة توني بيركنس و المفوضة أنوريما بهارجافا أثناء زيارتهم للعاصمة السودانية الخرطوم ، عددا من مسؤولي الحكومة السودانية من بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك و وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح ، والقيادات الدينية وممثلي المجتمع المدني و المدافعين عن حقوق المرأة ، حيث استمرت اللقاءات خمسة أيام.

وقالت اللجنة إن الهدف من هذه اللقاءات هو الحصول على منظور قائم  معلومات موثقة حول مدى تأثير التغييرات الكاسحة والتاريخية بالبلاد ، على أوضاع الحرية الدينية .

وتمثل الزيارة التي قامت بها اللجنة أول فرصة لها للسفر إلى السودان عقب الحركة الاحتجاجية الشعبية التي وصفتها بـ”الجريئة “، والتي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019 وإقامة حكومة انتقالية  مدنية –عسكرية مشتركة بعد ذلك بأربعة شهور .

ومن المقرر أن تصدر اللجنة تقريرا بتضمن نتائج تفصيلية من الزيارة إلى جانب توصياتها للقائمين على السياسة الأمريكية و ذلك عندما تصدر تقريرها السنوي في 28 أبريل المقبل .

وقال  رئيس اللجنة بيركنس إن رؤية روح التفاؤل الحذر تتخلل كثيرا من محادثاتنا مع الحكومة و ممثلي المؤسسات الدينية والمجتمع المدني في السودان ، أمر مشجع ، معربا  عن امتنانه لرئيس الوزراء حمدوك وغيره من أعضاء “القيادة الانتقالية “التي وصفها بالجريئة ممن التقوا باللجنة لينقلوا رغبتهم “الصريحة ” في إحلال عهد جديد من الانفتاح و لم الشمل لبلادهم التي عانت ثلاثة عقود تحت “قمع ديني وحشي .

وأضاف : ” نفهم في الوقت نفسه أن التحديات التي تواجهها الدولة متجذرة ونحث القيادة على التحرك سريعا كي تحول هذا التفاؤل إلى إصلاحات ملموسة وهادفة لجميع أبناء الشعب السوداني ، مثل العمل رسميا على إلغاء المادة 126 من قانون العقوبات رقم 1991 التي تجرم الردة “

في حين أشادت  المفوضة انوريما بهارجافا بقيام الحكومة الانتقالية  بإلغاء قوانين النظام العام “المشينة ” بالسودان والتي أدت لفترات طويلة ، إلى التحرش و العنف ضد النساء ، معتبرة هذا الإجراء أحد الأمثلة التي تدل على مضي  القيادة السودانية قدما مع الإصلاحات التي أيدها الشعب السوداني بشجاعة في 2019 .  

وقالت :” نقف مع الحكومة الانتقالية بينما  تقوم برحلتها في هذا الطريق الطويل كي توفر حرية دينة كاملة للسودانيين الذين يتميزون بتنوع ثري يضم مختلف الديانات والتقاليد ، بدءا من شوارع الخرطوم الصاخبة ، وحتى المجتمعات المهمشة التي عانت طويلا من الإهمال  .

وأعربت عن رغبتها في أن ترى اليوم الذي يستطيع فيه المسلمون أن يعبروا عن آرائهم الفردية ،  وأن يبنى المسيحيون الكنائس ويتعبدون دون حواجز مانعة وأن يقيم معتنقو الديانات التقليدية طقوسهم في سلام ، وأن يتمكن  جميع السودانيين الآخرين من الهندوس حتى البهائيين من الازدهار بكرامة و حرية كمواطنين لسودان ينعم بالاستقرار والرخاء .

كما زار وفد لجنة الحريات الدينية الأمريكية مركز محمود  محد طه الثقافي  ، بأم درمان ، ومنزل مؤسس الفكر الجمهوري بالسودان ، وذلك بحضور عدد من قيادات الحركة الجمهورية ، حيث تناول اللقاء أوضاع وظروف  الحريات الدينية بعد الثورة .

وتخصص الوثيقة الدستورية للسودان التي صدرت في 2019 بعد انقضاء حقبة البشير ، فصولا للحقوق والحريات الأساسية التي تشدد على حماية الحريات الشخصية للمواطنين وحقوقهم بالحرية والأمان واحترام كرامتهم الإنسانية وعدم توقيفهم عشوائيا أو اخضاعهم للتعذيب أو لمعاملة قاسية أو مهينة ، مؤكدة على ضمان حرية المعتقد والعبادة وحرية التعبير ونشر المعلومات وحرية التجمع والتنظيم والمشاركة السياسية وحقوق المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة.

وتنص المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنها بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء كان ذلك سراً أو مع جماعة.