ارتبط اسم الأمير أندرو، دوق يورك، وابن إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا العظمى، برجل الأعمال الراحل جيفري ابشتاين المدان بإساءة السلوك الجنسي ضد الأطفال، حيث كشف دينيس جورج، المدعي العام لجزر فيرجين الأمريكية، إن الأمير البريطاني، تعمد “تحسس فتيات” خلال زياراته المتكررة لجزيرة سانت جيمس المملوكة لإبشتاين.

sss

وينتشر التحرش الجنسي بالأطفال في بريطانيا بشكل كبير حيث سجلت الشرطة البريطانية نحو 53 ألف بلاغ بالإساءة الجنسية لأطفال أقل من 16 عاما في 2018.

هربا من جهود الشرطة البريطانية في مكافحة الجرائم الجنسية ضد الأطفال، يلجأ العديد من البيدوفيليين البريطانيين، إلى دولا أقل تطبيقا للقوانين التي تحمي الأطفال.

جنة البيدوفيليا

جامبيا، الدولة الصغيرة الواقعة في غرب إفريقيا ويبلغ عدد سكانها 2.42 مليون نسمة، كانت بمثابة الملاذ الآمن لهؤلاء المتحرشين بالأطفال، حيث كشفت السلطات المحلية أن السياحة الجنسية التي تنطوي على أطفال متفشية بين الزوار الأوروبيين في البلاد.

 

وأجرت صحيفة “الصن” البريطانية تحقيقا حول الاعتداءات الجنسية على الأطفال الجامبيين من قبل المواطنين البريطانيين، حيث تقول إن “جحافل الحيوانات المفترسة البريطانيين يستغلون تراخي تطبيق القوانين في الدولة الإفريقية المنكوبة بالفقر، حيث يستهدفون صراحة الصبية والفتيات”.

الصحيفة البريطانية، سجلت في تحقيقها سلوكا مشبوها، لا سيما في منتجعات مدينة “كولولى” الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي، حيث يرافق عدد لا يحصى من القصر الأفارقة غير المصحوبين بذويهم رجال غربيين في منتصف العمر ولا يبدو أنهم آباؤهم البيولوجيون.

“الصن” عددت أمثلة لهذه الوقائع، أبرزها فتاة تتراوح أعمارها بين ستة وثمانية أعوام تتناول الغداء مع رجل أصلع ذو شعر أبيض في مطعم مليء بالسائحين في نفس العمر. 

لامين فاتي: يتم بيع الأطفال في جامبيا مقابل 2 جنيه إسترليني 

وفي مشهد آخر لطفل جامبي يبلغ من العمر عامين في حانة شاطئية شهيرة حيث كان الهواء معبأ بدخان السجائر في تمام الساعة 11:30 مساء، ويحتضنه رجل أبيض يتحدث بلكنة بريطانية، بحسب “الصن”.

الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في جامبيا، لم تتوقف عند الرجال الأوروبيين فقط، لكن الأمر تخطى ذلك، حيث يشير تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن هناك نساء بالغات يدفعن مقابل ممارسة الجنس مع الأولاد المراهقين.

تزايد المخاوف بعد انهيار “توماس كوك”

التحقيق يأتي في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي ساهمت في انهيار شركة السفر البريطانية “توماس كوك”، حيث تشكل السياحة ثلث الناتج المحلي الإجمالي لجامبيا، وسط مخاوف متزايدة، من أن يتسبب ذلك في ارتفاع معدلات الفقر. 

 

عدد من الخبراء أعربوا عن مخاوفهم من أن تتحول الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، إلى جنة للبيدوفيليين، حيث سيكون بإمكانهم التصرف بحرية دون خوف من العقاب.

يذكر أن “توماس كوك” قبل انهيارها كانت مسؤولة عن رحلات 45% من الزوار البريطانيين إلى جامبيا، البالغ عددهم نحو 100 ألف زائر سنويا.

الفقر يطل برأسه

لامين فاتي المنسق الوطني لتحالف حماية الطفل في جامبيا، حذر في تصريحات للصحيفة البريطانية، من أن صناعة الجنس رخيصة للغاية في بلاده، وقال “يتم بيع الأطفال هنا مقابل ما يزيد قليلا عن 2 جنيه إسترليني”.

في البلد الذي يبلغ معدل الفقر فيها 49%، يعلم بعض الآباء في جامبيا أن أطفالهم قد يتعرضون للإيذاء، لكنهم يقبلون ذلك “لأنهم يائسون جدا”، بحسب “فاتي” الذي ألقى باللوم على حكومة بلاده في الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال من السائحين القادمين من جميع أنحاء أوروبا.

مود دي بور بوكاتشيو: ما رأيته خلال مهمتي إلى جامبيا كان صادما

حيث أصدر الرئيس الجامبي عفوا عن مواطن نرويجي يبلغ من العمر 57 عاما، كان هو الأجنبي الوحيد الذي سُجن في البلاد بتهمة إساءة معاملة الأطفال.

وكانت عدد من الأبحاث السابقة قد أظهرت أن المتحرشين بالأطفال غالبا ما يخفون نواياهم خلف الأعمال الخيرية حتى يتمكنوا من إقامة علاقات صداقة مع الأسر الفقيرة. 

تحذيرات أممية

في أكتوبر 2019، توصل تحقيق رسمي أجرته الأمم المتحدة إلى أن المناطق السياحية في البلاد لا تزال مكانا خطيرا للأطفال، حيث حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من أن جامبيا أصبحت واحدة من أفضل وجهات السياحة الجنسية للأطفال في إفريقيا. 

 

 

المقررة الخاصة المعنية بمسألة بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء وفي المواد الإباحية، مود دي بور بوكاتشيو، التي دعتها حكومة جامبيا للتحقيق في هذه القضية، قالت إنه على الحكومة البريطانية العمل مع الوكالات السياحية لمواجهة هذه الظاهرة.

وأضافت مود: “ما رأيته خلال مهمتي إلى جامبيا كان صادمًا وأثار قلقي”، مشيرة إلى أن إساءة معاملة الأطفال جنسيا “لا يحدث في المناطق السياحية فقط، ولكن في المساكن الخاصة حيث يصعب مراقبتها”.

ومن المقرر أن يصدر تقرير مود الكامل حول تحقيقها في جامبيا في مارس من العام المقبل.