سخر مصريون من أزمة انتشار وباء “كورونا” في البلاد، ولكن عبر بعضهم عن خوفه الشديد من الفقر أكثر من انتشار الفيروس بشراسة في مصر، وقالوا إنهم يخشون الجوع والفقر وتوقف الحياة أكثر من خشيتهم انتشار العدوى والمرض.

وسبق وأن أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر عن ارتفاع معدلات الفقر في البلاد لتصل إلى 32.5 في المئة من عدد السكان، بنهاية العام المالي 2017/ 2018، مقابل 27.8 في المئة لعام 2015/ 2016.

“مسؤوليات الحياة أكبر من اهتمامنا بالوباء”، هكذا بدأ “عبد الرحمن سعيد”، سائق تاكسي حديثه حول الخوف من فيروس كورونا ومدى انتشاره، وأكد على أن توقف الحياة يعني له موته من الجوع هو وأسرته وعدم وجود مصدر رزق آخر.

ويقول سائق التاكسي” أخشى من الفيروس بالطبع لكني أخشى من الجوع وضيق العيش أكثر، وأعلم جيدا بإجراءات الوقاية التي من المفترض أن تتبع طوال اليوم لحمايته من حمل المرض، لكن في الحقيقة لا أهتم لأن ثقافتنا العامة لم تعودنا على ذلك”.

وتحرص “حياة مخلص”، صاحبة محل العطارة الموجود بمنطقة السيدة زينب، على النظافة قبل انتشار الوباء أو الإعلان عنه باستخدام المطهرات طوال الوقت، ولكنها تؤكد على استحالة غلق المحل حتى لو انتشر المرض لأنه مصدر رزقها الوحيد”.

وتقول “مخلص”، “هناك أطباء يؤكدون على أن هذا الوباء غير خطيركما هو منتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هناك عدد من الأمراض أخطر منه بمراحل، واختتمت، مرددة “يعني هي جات على الكورونا!”.

وعبرت الطبيبة، “حنان كمال”، التي تمارس عملها بمعمل تابع للرقابة الدوائية، عن خوفها الشديد من انتشار هذا الوباء داخل مصر، مشيرة إلى أنها تخشى الوباء لكنها تخشى أيضا لقمة عيشها ومصدر رزقها، مؤكدة على أن المؤسسات الحكومية ليس بها أية عناية بالموظفين سواء بكشف دوري أو إجراء تحاليل لهم بصفة دورية للتأكد من خلوهم من الأمراض.

ويرى، “أحمد عرابي”، الذي يعمل كهربائي بإحدي الشركات الخاصة، أن الفقر المنتشر داخل البلاد جعل المصريين لا يخشون المرض قدر خوفهم من قلة الرزق، وأضاف أن هناك بعض العمال الذين يعملون معه في الموقع اشتبه في إصابته بفيروس “كورونا”، فتم منعه من دخول موقع العمل وتم إخطاره بعدم عودته إلى العمل دون نتائج التحاليل السلبية التي تفيد بشفائي”.

وكشف “عرابي”، بأنه تم التعامل معه بشكل طبيعي عقب الاشتباه في إصابته، دون فحص العمال أو التحليل لهم بالرغم من أن المصاب كنا نختلط به طوال الوقت بحكم العمل”.

وكان لخالد الشاب العشريني الذي يعمل في ورشة خياطة، وجهة نظر مغايرة والذي يرى أن المصريين لا يقدرون الصحة، و أن توقف الحياة والعمل يعني “الموت من الجوع” ، واصفا حال المواطن المصري بأنه يعيش في” الطاحونة”.