يتسابق مواطنون، لشراء كمامات وقفازات وأدوات أخرى طبية، ضمن إجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد، ما رفع سعرها ولكن تظهر المفاجأة بأن الكثير من الأدوات الوقائية التي يتبارى الناس في استخدامها ربما تكون غير فعالة أو ليست مانعه للعدوي.
sss
خبراء مختصون فجروا مفاجأة من العيار الثقيل وقالوا ” إن ارتداء الكمامة للأشخاص الأصحاء ليس له جدوى كبيرة كما يفهم البعض، لكنها تمنع تطاير الرذاذ من الفم وقت السعال أو العطس لحماية الآخرين من الشخص المرتدي الكمامة، واستخدام الكمامات والقفازات الطبية بطريقة خاطئة ينقل العدوى لثبات الفيروس عليها، بينما غسل الأيدي بالماء والصابون هو أفضل وسيلة للحماية.
وتسبب فيروس كورونا، الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية، أواخر العام الماضي في إصابة، أكثر من 824255 حالة مؤكدة حول العالم ، وتوفى منهم 40655، وتعافى 174359 شخصا عقب تلقى العلاج.
فائدة الكمامة
يقول “مايك ريان” كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي مؤخرًا: “لا يوجد دليل محدد يؤكد أن ارتداء السكان للكمامات له أي فائدة، وبعض الأدلة تشير إلى العكس عند سوء الاستخدام، والوقاية من الإصابة، تتركز في غسل اليدين ، وإبعاد اليدين عن الوجه، ومراقبة النظافة الدقيقة للغاية”.
التوتر يضعف الجهاز التنفسي
وتتفق أستاذ أمراض الصدر بثينة عبد الحسيب، حول جدوى القفازات وخطورتها، إذ تكون مصدر للعدوى، لأنها بمثابة طبقة من الحماية ولكنها لا تحمي من الإصابة بالفيروس، لأن لمس الأسطح الموجود عليها رذاذ شخص مصاب ثم لمس الوجه، ينقل العدوى من سطح لآخر عند استخدام القفازات.
وشرحت عبد الحسيب، لـ”مصر 360″، أن الكمامة مخصصة للأشخاص المصابين أو المشتبه في إصابتهم، وينصح بها في الأماكن المزدحمة، لكن في ظل الوضع الراهن يحظر التواجد في الأماكن المزدحمة من الأساس، والبقاء في المنزل”.
وأوصت أستاذ أمراض الصدر باتباع إرشادات مكافحة العدوى وأهمها: غسل اليدين بالصابون باستمرار على مدار اليوم أفضل من ارتداء القفازات، وتقوية الجهاز المناعي من خلال الغذاء السليم وممارسة الرياضة لأنه بمثابة خط الدفاع ضد الفيروس.
وحذرت” عبد الحسيب”، من التوتر والقلق الزائد، لأنه في بعض الأحيان يصيب الأشخاص بنوبات هلع ينتج عنها ضيق تنفس، وانخفاض كفاءة الجهاز المناعي، وقدرته على مهاجمة الفيروسات.
وعن توارد بعض النصائح كشرب السوائل الدافئة وعمل حمام بخار للجهاز التنفسي، لمحاربة الفيروس، أفادت أستاذ الصدر بأن منظمة الصحة العالمية لم توص بذلك، ولا يوجد جزم بجدواهم.
كمامات السوق السوداء
ويقول رئيس الشعبة العامة لتجارة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية محمد إسماعيل عبده، إن إنتاج مصر من المستلزمات الطبية ضعيف، خاصة أنها كانت تعتمد على الاستيراد وبنسبة كبيرة من الصين، ويأتي ذلك في ظل إقبال كبير على “الكمامات- القفازات- والكحول “.
ويضيف:”زيادة الإقبال عليها خلال هذ الفترة خلق سوق سوداء ساهمت في ارتفاع أسعار الكمامات والقفازات، لبيعها بأسعار متفاوتة، بهدف تحقيق الأرباح والاستفادة من هذه الأزمة، دون الاهتمام بمدى كونها مطابقة للمواصفات العالمية أم لا”.
وحذر رئيس شعبة المستلزمات الطبية من ضعف تواجد المستلزمات الطبية المطابقة للمواصفات في السوق حاليًا، مشددًا على ضرورة الحرص في اتباع الإرشادات الطبية التي تم الإعلان عنها من قبل منظمة الصحة العالمية.
جهاز المناعة حائط الصد
فيما يرى علماء في جامعة ملبورن الأسترالية، أن الأشخاص الذين يتمتعون بمناعة جيدة، قادرون على قهر الفيروس ذاتيًا، وتمت دراسة حالة امرأة صينية تبلغ من العمر 47 عاما، وصلت إلى أستراليا قادمة من مدينة ووهان البؤرة الأولى لتفشي الفيروس.
وبحسب ما نشرته دورية Nature Medicine، كانت سيدة صينية تعاني من أعراض المرض المتمثلة في ضعف عام وضيق في التنفس وسعال جاف وحمى، ولم يتم وصف أي مضادات حيوية أو أدوية مضادة للفيروسات لعلاج الحالة.
واتخذ الأطباء إجراء فقط تمثل في إمدادها بالسوائل عن طريق الوريد للحفاظ على توازن الماء في الجسم، وكانت المفاجأة أنها شُفيت المريضة بالكامل عقب أسبوعين، كما أظهرت نتائج فحوصات دمها زيادة في خلايا الجهاز المناعي.
الشمس والإقلاع عن التدخين
حذرت الخبيرة الصحية في مجال جهاز المناعة “إنغريد فوستر” من نقص فيتامينD، لأنه يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، لكنها في ذات الوقت دعت إلى الخروج والتحرك في الهواء الطلق عندما تكون الشمس مشرقة بعيدا عن الزحام.
وأوضحت أنه لا يمكن الاعتماد على حبوب فيتامين D بالأساس، محذرة من تناولها دون إشراف طبي؛ لأن تناول هذا النوع من الفيتامينات بجرعات عالية، يمكنه التسبب في تلف الكلى إذا ما استخدم بطريقة خاطئة.
وترى الخبيرة الصحية في مجال جهاز المناعة أن فيتامينC أقل إشكالية من باقي الفيتامينات، التي تؤخذ على شكل حبوب، متشككة من بعض الأخبار المنتشرة حول مساعدة هذا الفيتامين على الشفاء من فيروس كورونا، قائلة: “لم يتضح بعد كيف يؤثر فيتامين سي بالضبط على جهاز المناعة”.
وأكدت فوستر أنه يجب الإقلاع عن التدخين لأن دخان السجائر يدمر أنسجة الرئة، ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، وأوصت بتجنب الإجهاد والحصول على قسط وافر من النوم ليساعد على تقوية الجهاز المناعي في زمن كورونا الحالي، حسبما نقلت عنها صحيفة “إكسبريس” الألماني.
اقرأ ايضا
