موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ، استخدام عقاقير طبية لمواجهة جائحة فيروس كورونا، كلوروكين وهيدروكسيك كلوروكين، المستخدمة منذ عقود لعلاج الملاريا، أثارت حالة من الجدل الواسع حول فعالية العقاقير وخطورتها على البشر التى وصلت للوفاة في حالات.
sss
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن مجموعة من الإجراءات الواجب اتباعها لدى الاشتباه في الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والتي تبدأ بفحص وعزل جميع المرضى المشتبه في إصابتهم لدى أول تعامل مع منظومة الرعاية الصحية، ثم الضلوع فورا بإجراءات التحكم ومنع انتقال العدوى، ووضع المرضى من حالة حرجة على أجهزة الإمداد بالأكسجين لحين تمكن المناعة الطبيعية للجسم من التغلب على المرض، وإدارة أعراض الجانبية مثل الحمى.
وكانت الوكالة الأمريكية سمحت بالفعل باستخدام تلك العقاقير، في ولاية نيويورك لعلاج مرضى من في حالة صحية متدهورة، كما أضافتها بعض المستشفيات في بروتوكولات العلاج الخاصة بها، بحسب صحيفة بوليتيكو.
وسبق وأن أعلن الرئيس الأمريكي ترامب تأييده لاستخدامها، ولكن لا توجد لا أدلة كافية على صلاحيتها في علاج الفيروس.
وتوفي رجل أمريكي من ولاية أريزونا، بينما تخضع زوجته للرعاية الطبية، بعد استخدامها العقار، عقب ترويج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له في السابق، على إثر تناولهما فوسفات الكلوروكين الذي كان لديهما، والمستخدم في قتل الطفيليات في أحواض السمك.
وكانت مصر أعلنت أنها تستخدم أدوية علاج الملاريا ونقص المناعة المكتسب (HIV) في علاج فيروس كورونا، وحذرت وزيرة الصحة المصرية من استخدام تلك العقاقير بدون وصف طبيب.
وأشار موقع (ProPublica) للتحقيقات الاستقصائية إلى أن كل من جامعة واشنطن، وجامعة ميتشجان وعدد من المراكز الأكاديمية الطبية، أضافت هذه الأدوية إلى بروتوكولاتها العلاجية.
بينما صرحت منظمة الصحة العالمية أنها تتابع التجارب السريرية الجارية، بما في ذلك الدراسات عن استخدام الكلوروكين والهيدروكسيكلوروكين، سواء لعلاج فيروس كورونا المستجد أو الوقاية منه، مشيرة إلى أنه ليست هناك بيانات كافية لتقييم فاعلية هذه العقاقير.
كما أشارت السي تحذير مسؤولي الصحة في نيجيريا من استخدام الكلوروكين، بعد دخول ثلاثة أشخاص المستشفى إثر تناولهم جرعة زائدة من الدواء في لاجوس.
وأصبح النقاش متداولا مؤخرا حول استخدام الكلوروكين، بعد أن أعلن طبيب الفرنسي أن العلاج به ينبغي البدء فيه على الفور، بعد تجربة أجراها، قام فيها بتجربة العقار بالإضافة إلى مضادات حيوية على 26 شخصا.
وأثار استخدام العقار وتخزينه جدلا كبيرا، و صرح الطبيب أنتوني فاوتشي، رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة في حوار مع موقع (The Conversation) أن لديه مخاوفاً بشأن استخدام هذه الأدوية المخصصة لعلاج الملاريا كعلاجات لفيروس كورونا المستجد.
وأوضح الطبيب أن تلك العلاجات جرى تطويرها في 1934، واستخدمت إبان الحرب العالمية الثانية للوقاية من الملاريا.
وفي إجابته عما أثار الحديث عن فعالية هذه الأدوية الآن، قال إنه بعد تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (التي تنتج عن الإصابة بأحد سلالات فيروسات كورونا) في 2012، أجرى العلماء تجارب عشوائية على آلاف من الأدوية المجازة للتعرف ما قد يكبح عدوى المتلازمة، مضيفا أن بعض الأدوية كان الكلوروكين من بينها، أظهرت قدرة على كبح عدوى الخلايا بفيروسات كورونا مختبريا.
ونقل موقع (ProPublica) تحذير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الذي كان نصه: “أن فوسفات الكلوروكين، لدى استخدامه بدون وصفة وتحت إشراف طبي، يمكنه التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، من بينها الوفاة، وينبغي على الأطباء ومسؤولي الصحة العامة إثناء الجمهور عن استخدام فوسفات الكلوروكين غير الطبي (المستخدم في أحواض الأسماك المنزلية)”.
ومنظمة الصحة العالمية تسعى لإيجاد علاج للمرض تحت اسم (SOLIDARITY) أو (التضامن)، وأطلقت المنظمة تجاربا في عدد من البلاد، والتي ضمت: الأرجنتين، البحرين، كندا، فرنسا، إيران، النرويج، جنوب أفريقيا، إسبانيا، سويسرا، وتايلاند،
و أضافت المنظمة دواء كاليترا لعلاج فيروس الإيدز أو نقص المناعة المكتسب HIV في عدد من التجارب السريرية.
ولكن صحيفة الجارديان أشارت إلى أنه في الدراسات الجارية في الصين على 200 مريض في حالة حرجة لم يثبت فائدة العقار، غير أنه من الممكن يكون فعّالا في الحالات المبكرة أو الأقل حرجا.
كما أشارت إلى أنه رغم الحماس بشأن استخدام دواء الإيبولا (Remdesivir) بسبب فعاليته ضد السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (Mers) إلا أن بيانات التجارب الجارية، في الصين، والولايات المتحدة، وأسيا، لإثبات فعاليته ضد فيروس كورونا المستجد من المنتظر أن تظهر الشهر الجاري.
وأضافت الصحيفة أيضا أن هناك تجارب أجريت في الصين، أظهر 340 مريض أن الفيروس اختفى منهم بعد أربعة أيام من استخدام عقار الأنفلونزا الذي يسمى (Avigan) الذي تنتجه إحدى الشركات التابعة لفوجيفلم اليابانية، غير أن العقار ينبغي استخدامه قبل وصول الفيروس إلى مستوى ذروته في الجسم.
إقرأ أيضا: