أعربت منظمات مجتمع مدني ومنظمات غير حكومية عن مخاوفها إزاء انتهاكات حقوق الإنسان التي تتركب  في جنوب إفريقيا خلال إجراءات الإغلاق بسبب وباء كورونا ، حيث أرسلت هذه المنظمات خطابا لرئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ومجلس القيادة الوطني ، طالبت فيه بسرعة وقف تلك الانتهاكات والتي يأتي على رأسها سوء معاملة الفقراء .

sss

وقال التحالف المشكل من هذه المنظمات إنه “قلق ” بشأن حوادث العنف التي ارتكبت ضد المواطنين و عمليات الهدم الجماعية للأكواخ و طرد الفئات المستضعفة  من مستوطناتهم العشوائية .

مواطنون تعرضوا لحوادث عنف و هدم أكواخهم و طرد الفئات الأكثر ضعفا من مستوطناتهم العشوائية 

هذا الخطاب يأتي عقب بيان صحفي صدر بشأن الاستخدام المفرط للقوة ، والذي كانوا يرونه من خلال إجراءات تنفيذ القانون التي اتخذت لفرض إجراءات الإغلاق ، حيث يحاول الخطاب أن يجد علاقة بين عمليات الهدم والإخلاء ، ومحاصرة المشردين في ذلك الوقت .

وقالت الباحثة بمعهد الحقوق الاجتماعية والاقتصادية بجنوب إفريقيا ، تاتو مازينجواكو نريد أن ننبه الرئيس بشأن تلك الانتهاكات لحقوق الإنسان .

في حين أشار الخطاب إلى أنه يجري تدمير بيوت الفقراء والمهمشين ، وفي الوقت نفسه يحاصر المشرودون تحت ظروف تشكل خطورة شديدة على صحتهم ، مشددا على ضرورة أن اعتبار عمليات الهدم والإخلاء ومعاملة المشردين كاستجابة مسلحة مخيبة للآمال من جانب الدولة .

اقرأ أيضا: التباعد الاجتماعي.. من لم يمت بكورونا مات جوعا

لكن الحكومة الوطنية نشادت في جنوب إفريقيا ، حسب تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش ، أمس ، البلديات التوقف عن قطع المياه بسبب عدم دفع الفواتير، وهي توزع المياه بواسطة الصهاريج على المساكن العشوائية والمجتمعات الأخرى المحتاجة.

لكن وكالة أنباء أسوشيتيد برس ذكرت في تقرير لها أن إجراءات الإغلاق الصارمة التي اتخذتها جنوب إفريقيا والمقرر أن تستمر خمسة أسابيع ،  أدت إلى الحد من معدل الإصابات بفيروس كورونا، وتقليل الجريمة بشكل عام، ولكنها اتسمت أيضا ببعض العنف .

تحذيرات حقوقية من وحشية الشرطة في التعامل مع السكان خلال إجراءات الإغلاق الصارمة 

وقالت إن الأمر الذي صدر لسكان البلاد البالغ عددهم 57 مليون نسمة ، بالبقاء في المنازل لا يسمح بالخروج أو تمشية الكلاب لكنه يستثني الذهاب لمحال البقالة والصيدليات والأطباء ، بينما يحظر بيع الكحول أو السجائر أثناء الإغلاق والذي يستمر حتى نهاية أبريل .

ويوجد أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا بالقارة  في جنوب إفريقيا ، لكن القيود التي فرضتها الحكومة نجحت في الحد من متوسط الزيادة في عدد الإصابات المؤكدة من 42% إلى نحو 4% منذ بداية الإغلاق ، على حد قول الرئيس رامافوزا عندما أعلن عن تمديد الإجراءات حتى نهاية أبريل الجاري .

وقامت جنوب إفريقيا ، التي تعتبر واحدة من أكثر الدول “غير المتكافئة “، بغلق معظم الأنشطة التجارية ، وهو إجراء أضر بشكل خاص بالفقراء الأكثر ضعفا .

بينما كان يجري توزيع الطعام في جوهانسبرج على المشردين الذين يبقون على قيد الحياة من خلال النبش في المخلفات و التقاط الزجاج والبلاستيك وغيرها من المواد الأخرى لبيعها لصالح مراكز إعادة التدوير .

النباشون يعيشون على التقاط المواد الصلبة من المخلفات لبيعها لمراكز إعادة التدوير 

وقالت واحدة من النباشين وهي استر سوتو :” أنا سعيدة جدا بلفائف الطعام التي تسلمناها فنحن جائعون بسبب الإغلاق ولا نستطيع إعالة أطفالنا”.

واستدركت الوكالة بأنه على الرغم من الإشادة بقيود جنوب إفريقيا ووصفها بأنها فعالة ، إلا أنها تشوهت بمزاعم تفيد بمقتل ما لايقل عن شخص جراء الوحشية البوليسية، ونهب محال الخمور وزيادة البلاغات بشأن العنف القائم على النوع .

وجرى اعتقال ما يزيد على 148 شخصا استنادا إلى 2300 بلاغ عن العنف بسبب النوع منذ بدء الإغلاق ، حسبما أكد الرئيس في خطابه الأسبوعي للأمة .

اقرأ أيضا :”الجنس الحاكم”.. عندما تدير”القبضة الناعمة” كارثة العالم  

لكن بعض الجنود وأفراد الشرطة الذين ينفذون الإغلاق يواجهون اتهامات بممارسة الوحشية ، فقد توفي أحد سكان بلدية ألكيساندرا بجوهانسبرج بعدما وجدا الجنود بيرة في منزله ، متهمين إياه بانتهاك أمر الإغلاق ، وفقا لأقوال الشهود ، بينما أكدت قوة الدفاع الوطنية أنها تحقق في الحادث .

وتعرضت محلات خمور في كيب تاون وإقليم وسترن كيب المحيط ، للسرقة ويقدر عددها بـ16 محلا ، بينما ألقي القبض على 21 مشتبها .

وقال وزير الداخلية إن الجريمة قلت بشكل عام والشرطة تتابع بلاغات الانتهاكات ، مضيفا أنه تم القبض على أربعة ضباط شرطة يقال أنهم كانوا يبيعون الخمور على نحو غير مشروع .

اقرأ أيضا : “انقلاب كورونا “يقيد البرلمانات: ومخاوف من إصابة العالم بـ”الديكتاتورية”