شهدت منطقة الأميرية، شرق القاهرة، اشتباكات عنيفة استمرت عدة ساعات، وجرى خلالها تبادل إطلاق النار بين خلية إرهابية وقوات الشرطة المصرية، أثناء مداهمة الأجهزة الأمنية لشقة ب”عزبة شاهين” التابعة للمنطقة، كانت تتخذها مجموعة من العناصر المتطرفة وكرا لهم. وأدت الاشتباكات إلى مصرع 4 عناصر مسلحة واستشهاد ضابط شرطة برتبة مقدم.

sss

في الساعة الخامسة مساء الثلاثاء، فرضت أجهزة الأمن فرضت طوقا أمنيا حول عقار مكون من 10 طوابق، حيث كان المسلحون يتحصنون، وفوجئت القوات لدى فرض الطوق الأمني بإطلاق رصاص باتجاه رجال الشرطة، ما دعاها للرد الفوري على مصدر إطلاق النيران.

وتبين بعد حوالي نصف ساعة من الاشتباكات الضارية، أن هناك كثافة نيرانية شديدة من جهة الإرهابيين، المتمترسين داخل شقة في أحد الأدوار المرتفعة، ما كان يحقق لهم الأفضلية على القوات.

وعلى الفور، تم الدفع بتعزيزات كبيرة من القوات الخاصة المتخصصة في مكافحة الإرهاب، إلى مكان الاشتباكات، حيث تبين للأجهزة الأمنية أن المسلحين يستخدمون أسلحة رشاشة من نوع كلاشينكوف، وبحوزتهم كميات كبيرة من الطلقات، كما أنهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، حسب مصدر أمني مسئول بمديرية أمن القاهرة.

وأضاف المصدر أن قوات الأمن فور رصدها مجموعة من الإرهابيين، بناء على معلومات سرية حصلت عليها جهاز الأمن الوطني، داخل شقة سكنية بمنطقة “عزبة شاهين” العشوائية، دائرة قسم شرطة الأميرية، خرجت قوة أمنية، وتم محاصرة الشقة المشار إليها، وفور اقتراب القوات، استشعر الإرهابين تواجدهم وقاموا بإطلاق النيران صوبهم، وبدالتهم القوة الأمنية إطلاق النار.

معركة في الظلام

واصلت قوات الشرطة خلال الاشتباكات التي استمرت نحو 4 ساعات، إطلاق تحذيرات عبر مكبرات الصوت لأهالي المنطقة، بالاختباء في أماكن مغلقة والابتعاد عن النوافذ، وساد الظلام المنطقة بعد أن قطعت قوات الأمن التيار الكهربائي، فيما طاردت الشرطة مجموعة من الإرهابيين المحاصرين داخل منطقة سكنية بالأميرية، بعد وصول التعزيزات الأمنية إلى المكان.

وكشفت مصادر أمنية أن الواقعة بدأت في حدود الساعة 5 مساء، واستمرت حتى التاسعة مساء، حيث بدأت القوات في تسليط الأضواء الكاشفة على الملتحين الذين كانوا يطلقون النار من نوافذ الشقة، وتم دعم قوات الأمن في المنطقة بضباط من العمليات الخاصة، ثم بقوات من “مكافحة الإرهاب” في الداخلية، وتم السيطرة على المبنى.

وأفادت التحريات الأولية أنه تم إحباط مخطط من الجماعات الإرهابية كان يستهدف تنفيذ عمليات عدائية ضد الدولة المصرية، ومشطت قوات مكافحة الإرهاب والأمن المنطقة مستعينة بأعداد كبيرة من القوات الخاصة وخبراء مكافحة المتفجرات.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن استشهاد الضابط في جهاز الأمن الوطني محمد فوزي الحوفي، برتبة مقدم، خلال المواجهات بين قوات الأمن والعناصر الإرهابية، مساء الثلاثاء، في منطقة الأميرية، مشيرة إلى أن الضابط الشهيد أصيب برصاصة أثناء المواجهات التي استمرت نجو 5 ساعات متصلة، خلال حظر التجول المفروض على البلاد.

 

تمكنت القوات من السيطرة على الموقف، واقتحام الشقة التي يحتمي بها الإرهابيون، وتصفية جميع العناصر الإرهابية وعددهم أربعة أفراد، لم تتبين هوياتهم بعد، ورجحت المصادر أنهم ينتمون إلى بقايا تنظيم “داعش” التي هربت من شمال سيناء بسبب الحرب الضارية التي تشنها قوات الشرطة والجيش المصرية ضد الجماعات المسلحة في شمال سيناء.

كيف سقطت الخلية؟

ذكرت مصادر مطلعة أن رجال القبائل في محافظة شمال سيناء نجحوا في القبض مؤخرا على 6 أفراد من أعضاء الجماعات المسلحة في المحافظة، وقاموا بتسليمهم لقوات الأمن في منطقة الشيخ زويد، بوساطة رجال قبائل سيناء، الذين يعاونون الأجهزة الأمنية في حربها على الإرهاب.

وأدلى هؤلاء المسلحون باعترافات تفصيلية لجهاز الأمن الوطني المصري، وقدموا معلومات أفادت أن العناصر الإرهابية المتطرفة كانت تخطط للعودة من جديد إلى مناطق القاهرة العشوائية، خاصة في ظل انشغال أجهزة وزارة الداخلية المصرية بتطبيق إجراءات العزل الصحي لمكافحة تفشي فيروس كورونا في البلاد، وتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها أن تزعزع ثقة المواطنين المصريين في الجهاز الأمني، خصوصا في ظل هذه الظروف الوبائية العصيبة التي يمر بها العالم أجمع.

أدلى المسلحون باعترافات تفصيلية لجهاز الأمن الوطني المصري، وقدموا معلومات أفادت أن العناصر الإرهابية المتطرفة كانت تخطط للعودة من جديد إلى مناطق القاهرة العشوائية

من جهة أخرى، كشفت مصادر قبلية في “الشيخ زويد” أن أفرادا من عدة قبائل كانوا يجوبون المنطقة بحثاً عن المسلحين، لمعاونة أجهزة الأمن في حربها المستمرة منذ عدة سنوات على الإرهاب، وأثناء ذلك تمكنوا من ضبط المسلحين الستة، الذي استسلموا لرجال القبائل بعد تبادل قصير لإطلاق النار.

وتم إبلاغ أجهزة الأمن التي حضرت على الفور إلى مكان احتجاز المسلحين، وألقت القبض عليهم، لتبدأ تحقيقات موسعة معهم، أدت إلى كشف النقاب عن كثير من المعلومات الثمينة بالنسبة لجهاز الأمن الوطني.

وبالتنسيق بين أجهزة وزارة الداخلية، تم إبلاغ قطاع الأمن في القاهرة بالمعلومات، التي أكدت وجود خلية إرهابية في منطقة “عزبة شاهين” بحي الأميرية، وأن هذه الخلية تخطط لاستهداف الكنائس في أعياد الأقباط.

وأوضحت المصادر الأمنية أنه بعد مقتل العناصر الإرهابية الأربعة، تم العثور داخل الوكر “الشقة” على أسلحة نارية وأحزمة ناسفة و6 عبوات لاصقة مما يستخدم في إعداد الأحزمة المتفجرة، فضلا عن كتيبات ونشرات تخص تنظيم “داعش”، والعشرات من الأوامر والخطط التنظيمية، فضلا عن خرائط لعدة كنائس في مناطق شرق العاصمة المصرية، ومن بينها كنائس في منطقتي الأميرية وعين شمس والزيتون، وهي الأحياء التي يعيش فيها الأقباط بكثرة.