“عدو البشرية” هكذا وصفت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المستجد، الذي أغرق العالم بأسره وجعله في وضع كارثي أشبه بسيناريو فيلم رعب، وحصد أكثر من 113 ألف حالة وفاة، وأصاب ما يزيد عن 1.8 مليون إنسان فيما بات أربعة مليارات شخص قيد الحجر المنزلي.

sss

وأعلنت وزارة الصحة المصرية، في بيان، أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بلغ 2190 حالة، بينهم 488 حالة تماثلت للشفاء، و164 حالة وفاة.

و كشفت منظمة الصحة العالمية أن 85% من المصابين بفيروس كورونا في مصر تعافوا بدون علاج، مضيفة أنه عبر تحليل تلك الأرقام يتبين أن معدل الوفيات بلغ 7,6%، وبحسب تأكيدات وزارة الصحة المصرية، أن نسبة 30% منهم توفوا قبل وصولهم المستشفيات وهي ملاحظة تستحق الدراسة للوقوف على الأسباب .

 اقرأ ايضًا: بعد 100 يوم من ظهور كورونا.. إشادة عالمية بجهود مصر في مواجهة الوباء

إجراءات الحكومة

ومع بداية اكتشاف بعض الحالات بمصر، اتخذت الحكومة عدد إجراءات احترازية لمكافحة الفيروس، حيث طبقت حظر التجوال الجزئي وعلقت الدراسة بالمدارس والجامعات، مع خفض عدد القوة العاملة في مؤساساتها، لكن يبدو أن هذه الاجراءات ليس كافية، ومع تخطي الإصابات حاجز الـ 2000، وعدم التزام بعض المواطنين بالعزل المنزلي، فهل يتبقي في جعبة الحكومة بعض القرارات التي قد تتخذها لمواجهة هذه الازمة؟ .

ولجأت بعض الدول التي يهددها وباء كورونا، مثل الأردن والسعودية والسودان إلى تطبيق خظر تجول كامل في كل مناطقها أو بعضها، وسمحت بالخروج في أوقات معينة لقضاء الحاجات الأساسية فقط.

وقد تلجأ الحكومة إلى اتخاذ هذا القرار، لكن مع عمل توازن للحفاظ على صحة المواطنين والحفاظ على قوة الاقتصاد المصري، بحسب ما ألمح إليه وزير الإعلام، أسامة هيكل، خلال لقائه، عبر قناة “العربية الحدث” .

كما هو الحال في بعض الدول المجاورة قد تتخذ الحكومة إجراءات أكثر صرامة في تعطيل بعض المؤسسات والخدمات الحكومية الثانوية بشكل كامل خلال تلك الفترة مع الإبقاء على باقي المؤسسات اللازمة لدفع قوة العمل وعجلة الإنتاج خلال الفترة القادمة.

أعراض جديدة

إضافة إلى السعال والعطس وضيق التنفس وارتفاع درجة حرارة الجسم، وصف عدد من مرضى فيروس كورونا عارضا جديدا غريبا للمرض، وهو الشعور بما يشبه الوخز تحت الجلد، والشعور بفوران بالجلد، وقال الأطباء أن هذا الأمر يمكن أن يكون بسبب أن جسم المريض يقاوم العدوى والفيروس.

كما أفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية بأن مجموعة من الباحثين في جامعة “كمبريدج” البريطانية، توصلوا بعد تحليل التاريخ الجيني للفيروس إلى استنتاج مفاده أن هذا الفيروس تعرض لتحولات وطفرات، خلال انتشاره في جميع أنحاء العالم، وأثبت العلماء أن النوع الأصلي من الفيروس الذي انتقل إلى البشر لأول مرة، هو الأكثر شيوعا في أستراليا والولايات المتحدة.

فيما تمكن فريق من الباحثين من تحديد 6 فيروسات “مجهولة” تنتمي إلى نفس عائلة فيروسات كورونا، مثل العامل الممرض المسؤول عن وباء كوفيد-19، المعروف باسم فيروس كورونا الجديد.

ويعتقد العلماء أن الخفافيش هي خزانات طبيعية للفيروسات التي تصيب البشر، كما يرى باحثون أن فيروس كورونا الجديد وسلالات فيروسات كورونا الأخرى قد نشأت في الخفافيش.

لقاح كورونا

قالت سارة جيلبرت، أستاذة علم اللقاحات في جامعة أكسفورد، إن لقاحًا لفيروس كورونا سيكون متاحًا للاستخدام بحلول سبتمبر المقبل،”واثقة بنسبة 80 في المائة”، من أن اللقاح الذي ينتجه فريقها البحثي سيؤدي إلى القضاء على الفيروس القاتل، لافتة إلى أنه من المقرر أن تبدأ التجارب البشرية للقاح بعد أسبوعين.

ويظهر تحليل نشر أخيرا إلى أن هذه الأدوية الخاضعة للتطوير والتجريب حاليا، يمكن أن تكلف الجرعة اليومية منها دولارا واحدا فقط، بحسب مجلة “سيانس ماغ” العلمية، لكن هذا لا يعني أن الدواء سيصل إلى الصيدليات حول العالم بهذا السعر أو أكثر قليلا.

خبراء

أوضح سمير عنتر، استشاري الحميات والأمراض المعدية ومدير حميات إمبابة سابقًا، أن خطورة فيروس كورونا تكمن في خاصية انتشاره السريع، وهو ما حوله إلى “جائحة” تناقلت عبر القارات والحدود، مشيرًا إلى أن من ضمن الأسباب في ذلك هو نظرة العالم للفيروس في بداية الأمر، بنوع من “التفشي” في الصين مدفوع بأسباب اقتصادية بحتة”.

وأكد “عنتر” لـ مصر 360، أن مصر قادرة على مواجهة الأزمة، فهي كانت الدولة “الوحيدة” التي اتخذت اجراءات احترازية “مسبقة”، قبل انتشار الفيروس في البلاد، والدليل على ذلك معزل مرسي مطروح المجهز بجميع المعدات والطاقم الطبي المتخصص، مضيفًا أن هناك دول كبري عند وصول العدوي لها “حرقت مدن” بأكملها .

وتابع : أن نجاح مصر في الأزمة إلى الآن يقاس بالاستعدادات والقرارت التي طبقت، بجانب عدد حالات الوفاة وليس أعداد المتعافين كما يقال، ففي مصر هناك حالة كل مليون، وهو رقم بسيط للغاية مقارنة بعدد السكان ومناطق التوزيع الجغرافي، مشيرًا إلى أن مستشيفات العزل أيضًا متوزعة بشكل جغرافي ممتاز، فيوجد في مرسي مطروح وآسنا بالصعيد، والاسماعيلية للوجه البحري، ومجهزة بالكامل، ويتم تعقيمها بشكل دوري ووفق جدول معين.

 اقرأ ايضًا: لمساندة القطاع الطبي.. المؤسسة العسكرية تتصدر معركة كورونا

ولفت استشاري الحميات والأمراض المعدية، إلى أن الحكومة تسير في الاجراءات بشكل جيد للغاية ولكن تغليظ العقوبات أو زيادتها يعتمد على المواطن، وأي حديث عن حظر كامل سابق لأوانه، نظرًا لصعوبة تطبيقه في مصر، حيث أن الحركة الإنتاجية ستتوقف بالكامل، مما يعرض المواطنين للمجاعة.

وبشأن الحديث عن دواء فعال للقضاء على كورونا، أكد عنتر، أنه لم يثبت وجود دواء فعال إلى الآن، ولكن الباحثون المصريون والمراكز البحثية يعملون علي بعض العينات الإيجابية وسيعلن عنها في الفترة المقلبة.

وكشف أن السبب وراء زيارات وزيرة الصحة المصرية إلى الصين وايطاليا ليس هدفه وصول المسلتزمات الطبية فقط، ولكن هناك تجارب وأبحاث مشتركة يجري العمل عليها بل أن مصر – بحسب قوله- لها دور فعال في علاج كورونا، والدليل أن نسبة الوفيات قبل الزيارة اختلفت عن بعدها، ويتم تطبيقه بمصر أيضًا في إطار التجارب السريرية، دون توضيح تفاصيل عن الأمر.

وأضاف عنتر أنه يتم بمصر تحليل للجثث المتوفاة بشكل جزئي ولكنه أمر يندرج تحت الشغل البحثي ولم يتم الاستفادة منه في وصول إلى علاج فعال لكورونا، فهو يعلمنا سبب الوفاة والتغيرات التي حدثت بالجسم، حيث تم الكشف من خلاله أن المرض يهاجم الأوعية الدموية ويتسبب في سيولة وبعض القصور في القلب، ولكن معظم حالات الإصابة بالعالم “إصابات رئوية”، فإذا هاجم المرض الرئة بنسبة أكبر من 40% يموت المصاب، وهو ما يفسر وفاة بعض المرضي رغم وضعهم على أجهزة التنفس.

وفي السياق، قال مكرم رضوان، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، أن فيروس كورونا وباء عالمي لا يفرق بين الطبقات أو البلدان، موضحًا أننا بحاجة إلي إجراءات أكثر صرامة، ولكن ظروف العمل وطبيعة المعيشة بمصر تقيد بعض القرارات .

ولفت أن هناك مراكز بحثية تعمل منذ بداية الأزمة على إيجاد دواء فعال لكورونا، منوهًا أن اذا انتجت دولة في القريب العاجل علاج للقضاء على الفيروس فسيحق لنا الحصول عليه، ففي زمن الأوبئة لا يبقي الأمر حصرًا على الدولة المصعنة، كما حدث في علاج “فيروس سي” في مصر.

 اقرأ ايضًا: “هدية اليابان للعالم” .. هل يوقف “أفيجان” زحف كورونا داخل مصر؟

وأضاف عضو لجنة الصحة بالبرلمان، أن الحديث عن أي أدوية للسيولة أو أخذ بعض الفيتامينات للوقاية من كورونا لا صحة له، وقد يتسبب في تداعيات صحية خطيرة، فإذا حدث أي عرض من أعراض كورونا ماعدا مشاكل التنفس فالأفضل البقاء في المنزل والراحة التامة لمدة أسبوعين مع التواصل مع الخط الساخن لوزارة الصحة، ولا داعي للذهاب إلى المستشفي في هذه الحالات.