جدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول مصير الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية والذين توفوا نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، عقب تداول ما يفيد بحرق جثامين ضحايا وباء كورونا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

sss

و أعلن مواطن أردني يدعى بكر منصور، من داخل أحد مكاتب الدفن الإسلامية في نيويورك، و يطلق عليه “المركز الإسلامي”، عن أعداد الوفيات بسبب كورونا بين المسلمين في أمريكا.

والمركز عبارة عن مكتب مختص لاستقبال حالات الوفاة في المدينة ومن ثم يقوم بدفنها وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية فى هذا الشأن، وخلال توثيق الحالات، قال أحد المسئولين بمكتب دفن الموتى، إنه استقبل فى يوم تسجيل الفيديو الذي انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، 55 حالة وفاة تم دفن 10 متوفين منهم. 

 أقرأ ايضا: شهادات ” الغلابة” ..حكايات من قلب الشارع ترصد معاناة عمال

وأوضح مسئول في مركز دفن الموتى عبر مقطع الفيديو، أن أغلب حالات الوفاة التي وردت إليهم بسبب فيروس كورونا المستجد هم كبار في السن، وبلغت نسبة الوفيات 10% من الشباب وصغار السن حتى عمر الثلاثينات، فيما لفت الأردني مسجل المقطع المصور، أن 90% من حالات الوفاة الموجودة في المكتب كانت وفاتهم بسبب فيروس كورونا. 

من ناحية أخرى أوضح الصحفي المصري المتخصص في الشأن الأمريكي، محمد العالم، حقيقة حرق جثامين المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية إن مجلس الأئمة المسلمة لولايات نيويورك ونيوجيرسي أشار إلى تكفله بإجراءات ومصاريف الدفن الخاصة بالعرب والمسلمين الذين تم الإعلان عن وفاتهم بمستشفيات الولايتين، بعد أن تخطى عددهم 200 حالة. 

  وأكد الصحفي على أن المجلس خاطب السلطات الأمريكية وأبلغها بتعاليم الشريعة الإسلامية التي ترفض فعل حرق جثمان المسلم وتجرمه، وأن المجلس سيقوم بالإشراف على عملية الدفن بالمقابر المخصصة للمسلمين بالولايتين. 

 أقرأ ايضا:قبل أن يحول كورونا سجونهم إلي مقبرة.. أطلقوا سراحهم

وفي منتصف شهر مارس الماضي، اعترض المسلمون واليهود في بريطانيا على مادة بمسودة قرار عرض على مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، تخول للحكومة حرق جثامين ضحايا كورونا. 

ومشروع القرار كان يمنح السلطات حق دفن الجثامين أو إحراقها، قبل تغيير الصيغة، لتصبح بناء على طلب المتوفى قبل موته (الوصية)، أو وفقا لمعتقده الديني. جاء هذا على إثر الغضب الذي أحدثه قرار حرق الأشخاص الذين ماتوا بسبب بفيروس كورونا لدى الجالية المسلمة واليهودية في بيريطانيا. 

ونقلت صحيفة “التلغراف” عن وزير الصحة “مات هانكوك” تأكيده إدخال تعديلات على القانون الطارئ، لضمان احترام المعتقدات الدينية، بعد تعبير ممثلين عن المسلمين واليهود، وأعضاء في البرلمان، عن مخاوفهم إزاء ذلك. 

وأكدت دراسات حديثة أن فيروس كورونا المستجد یسطيع العیش على الأسطح البلاستيكية والحديدية بين 24-72 ساعة ويعيش في الهواء لمدة 3 ساعات. 

وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت على إنه لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطرا بعد الإصابة بأمراض وبائية بعد كارثة طبيعية، وذلك لأن، معظم الجراثيم المسببة للأمراض لا تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة في جسم الإنسان، بعد الموت. 

وحسب المبادئ التوجيهية للمنظمة الدولية، فإن الرفات البشرية لا تشكل خطر كبيرا على الصحة، إلا في حالات خاصة قليلة، مثل الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الجمرة الخبيثة (الأنثراكس) أو الحمى النزفية. 

ومع ذلك، تقول منظمة الصحة العالمية أن أولئك الذين يتعاملون بشكل دائم مع الجثامين، قد يتعرضون لخطر الإصابة بعدوى السل والفيروسات المنقولة بالدم “مثل التهاب الكبد B وC و HIV” والالتهابات المعدية المعوية. 

ونصحت منظمة الصحة العالمية خصوصا أولئك الذين يتعاملون بشكل روتيني مع الجثث، بممارسة الاحتياطات العالمية المتخذة عند التعامل مع الدم وسوائل الجسم، واستخدام القفازات مرة واحدة فقط والتخلص منها بشكل صحيح.

فضلا عن استخدام حقائب الجسم (الكفن)، وغسل اليدين بالصابون بعد تداول الجثث مع تطهير المركبات والمعدات المستخدمة خلال عملية التكفين. 

ووجهت منظمة الصحة العالمية الذين يتعاملون مع الجثث أيضا بالتطعيم ضد “التهاب الكبد الوبائي بي”، وأكدت أنه لا حاجة لتطهير الأجسام قبل دفنها، إلا في حالة الوفاة بمرض الكوليرا.